اكتشاف حقيقة الذات

الإنسان بكافة خصوصياته وأركان شخصيته مليئ بالأسرار والقدرات والمواهب، ولكنها مخفية ومطوية بين جدران ذاتيته. وليس من السهولة كشف حقيقة هذه المجالات. وما يظهر منها على مسرح الحياة أو يصبح ثمره من ثمرات الشخصية الإنسانية قليل جداً أمام حقيقة الذات المدفونة في كيان الإنسان، لذا:

  • لا بد على كل عاقل أن يحسب لهذه المسألة حساباً خاصة وذو أهمية وبجدية.
  • أن يحاول بكافة الوسائل المساعدة لاكتشاف هذه الحقيقة.
  • أن يطلب مساعدة الآخرين من اساتدته وشيوخه وأصدقائه وآبائه لوصول الهدف.
  • أن يقرأ ويتابع لمعرفة المزيد حول الثقافة الشخصية لها الغرض


إن الله سبحانه وتعالى خلق الإنسان وجعله قادرًا على التطور والتنمية باستمرار، وأعطاه القدرة على الارتقاء في مدارج الكمال. لذا، فبإمكان المرء أن يرتقي ذاتيًا ويطور شخصيته بكافة جوانبها:

أولًا: الجانب الروحي: بالاستقامة الدائمة والالتزام بشروط العبودية وصدق القصد في اجتياز المراحل، وبالاتباع الصحيح بإمكانه، بعد توفيق الله سبحانه، الوصول لأعلى درجات الشفافية والإحسان. والمقصود بالإحسان هنا المستوى الإيماني العالي: (أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم يكن تراه فإنه يراك).

ثانيًا: الجانب النفسي: بالتربية النفسية المستمرة وبالمحاسبة المتوازنة وشيء من المجاهدة، تهذب النفس من شوائبها وتطهر من أدرانها وتزكي، وحينئذ لا شك باستثمار الفلاح والصلاح لأنه إقرار لرب العزة (قد أفلح من زكاها) وهذه هي النتيجة المرجوة في الارتقاء الذاتي.

ثالثًا: الجانب العقلي: الإنسان متميز على كثير من المخلوقات بعقله وذكائه وإدراكه، بالمطالعة المستمرة في الكتابين:

كتاب الله المسطور (القرآن) وفيه ( تبيان كل شيء ) (وتفصيل كل شيء).  كتاب الله المنظور (الكون) وكله آثار لقدرة الله وعلمه. وبالتفكير المستمر في الأنفس والآفاق يستطيع الإنسان أن يرتقي إلى درجات سامية في العقل والفكر والتأمل.

أخيرًا: بإمكان الإنسان أن يرتقي ويتطور بالرياضة الدائمة وفق القوالب المذكورة ليكون قويًا في الروح والنفس والعقل. حينئذ لا شك باتباع الجسم لهؤلاء الثلاثة فينمو بالتوازن الواعي. فالمتابع لهذه الأصول يصبح ذو شخصية سليمة نامية وراقية