اعراض إصابة الرأس

تكون إصابات الرأس والوجه والصلب مشكلة طبية هائلة في كل العالم . وتزيد الحوادث في لولايات المتحدة على100000 سنوياً نصفها مميتة ، ويعاني الناجون من من نقائص حسية أو حركية أو عقلية مزمنة .



هذا مع العلم أن معظم الضحايا هم من الشباب في أفضل سنين حياتهم المنتجة . وبما أن العناية الإسعافية والباكرة تؤثر على الوفيات وعلى المرضية ، كانت معرفة هذه الاضطرابات مهمة لكل طبيب.

فيزيولوجية الإصابة:

يهدد رض الرأس الشديد الحياة وسعادة المستقبل ، ويتناسب طرداً مع درجة إصابة الدماغ . فإصابات الدماغ البؤرية المفتوحة المسببة عن الصدمة أو عن دخول أجسام خارجية لداخل الدماغ تصيب مناطق محددة منه . هذا بالإضافة إلى أن القذائف الثاقبة العالية السرعة تحدث موجات صادمة تصيب مناطق بعيدة من نصف الكرة المخية ومضيق الدماغ . ولكن معظم الإصابات البؤرية تحدث مشاكل محددة تتطلب معالجة جراحية مستعجلة .

أما إصابات الرأس المغلقة فأكثر حدوثاً وتصيب مناطق واسعة من الدماغ وتتعلق نتائجها بشدة الاصطدام واتجاه حركة الرأس الناجمة عنه وبالمضاعفات التي تنشأ عنه . وهناك أيضاً عوامل أخرى غير الرض الدماغي الآني تؤثر على نتيجة الإصابة .

فالكحول والتسمم بالمخدرات والأدوية المركنة تؤهب للتهور والإهمال وعدم الانتباه . وتأثيراتها تزيد من كثرة الحوادث كما تزيد في شدة المضاعفات الدماغية . هذا بالإضافة إلى أن وجود إصابات جهازية خطيرة أخرى تؤثر بشدة على تدبر الإصابات الدماغية وتوخره . تنجم معظم أذيات الدماغ المغلقة عن قوى التسارع - التباطؤ التي يتلقاها الرأس وقت وقوع الاصطدام .

فمثلاً عندما يرتطم الرأس المندفع للأمام بلوحة القيادة في حادث سيارة مسرعة ، دفع العطالة الدماغ الهلامي القوام للأمام فيصيب البنى في موقع الاصطدام ، وفي الجهة المقابلة على مدى 180 درجة ( تضاد الصدمة ) . ففي هذه الظروف لا يهم كثيراً وجود كسر أو عدم وجوده وإنما الذي يهم ما تحدثه القوى المفجرة الداخلية والخارجية من عطب في الشعريات والعصبونات داخل الدماغ ومدى تمزق المادة البيضاء الناتج عن الحركة الدورانية وقت وقوع الرض .

درجات إصابة الرأس الشاملة ومضاعفاتها :

القاعدة هي أن يحكم على شدة رض الدماغ عادة بفقد الوعي عند وقوع الرض وبالشذوذات العصبية المرافقة ، وبالخاصة تلك المتعلقة بالوظيفة العصبية العينيه والفاعليات الحركية وبنمط التنفس .

أما فيما بعد ، فيحكم على شدة الرض بمدة السبات وبمدة النساوة المتقسمة على الرض أو النساوة الرجوعية بعده . وقلما تطبق المؤشرات الأخيرة في الحالات الحادة .

 

أما إصابات الرأس التي يشكو فيها الشخص من الدوخة ومن أنه على وشك الإغماء وتكون موجوداته العصبية سوية ، ولا يشكو من صداع موضع ، فلا تحتاج عادة للاستشفاء ولا لفحوص مخبرية ما دام قادراً على الاحتفاظ بقدر من الوعي يمكنه من تقرير المضاعفات المحتملة . وإذا كان هناك بعض الشك فمن الحكمة أن يجرى له تصوير بالكات أو المراي لنفي أورام دموية بسيطة تحت الجافية أو في متن الدماغ .

الارتجاج Concussion :

فقد وعي قصير الأمد لا يترك بقايا عصبية آنية أو متأخرة يمكن كشفها بالدراسات السريرية أو الشعاعية .

وتمثله الضربة القاضية عند الملاكمين التي تنجم عن ضربة فجائية سهمية تحدث شللاً آنياً في الجملة العصبية المستقلة سريع الزوال ، فيفقد الوعي وتتسع الحدقتان وتثبتان ويتوقف التنفس ويبطؤ القلب وترتخي العضلات . تشاهد في الارتجاج التجربي على الحيوانات نزوف نقطية حبرية وباحات مبعثرة من فقد العصبونات في أسفل مضيق الدماغ .

يبدأ الشفاء السريري خلال ثوان أو دقائق ويتكامل خلال ساعات ، وقد تبقى أعراض نفسية حسية كالدوخة والقلق والخوف تدوم أياماً أو أكثر . ولا يظهر التصوير الطبقي المحسب شذوذاً . ولا داعي للمعالجة غير تطمين المريض بسلامة الحالة .

 

الاصابة الشاملة متوسطة الشدة :

يمتد فقد الوعي فيها الساعة تقريباً ، وبعد عودة الوعي يتحسن الاهتداء والسلوك ببطء وقد يقل أحياناً بقايا دائمة . ومشاركتها للكحول يجعل تقييمها أصعب ، ولكن في المراحل الباكرة يقتضي التقييم السليم أن تعزى التغيرات العصبية مباشرة للرض . فالمصابون برض دماغي معتدل الشدة يصابون بالوسن ليوم أو أسبوع أو أكثر وكثيرون منهم يمرون بمراحل من الهياج . وقد يكونون لفترة تائهين جزئياً .

يبدي الكثيون شذوذات بؤرية عابرة خفيفة أو معتدلة كعلامة بابنسكي أو ضعف شقي . ولا تبدو فيه علامات على إصابة مضيق الدماغ ، ولكن الـ س د ش قد يكون مدمى عاكساً تكدم الدماغ أو تهتكه . ويظهر التصوير بالكات ولا سيما بالمراي حبرات أو تكدمات مع أورام دموية صغيرة أحياناً في الجهة المقابلة للرض ( الأذية بتضاد الضربة ) . ولكن حتى في الرض الشديد قد تكون الدراسات التصويرية سوية .

ويحتاج المصابون برض معتدل الشدة للاستشفاء للحفاظ عليهم من المضاعفات الخطيرة لاحتمال إصابتهم بالهياج . ومن النادر الاحتياج لمعالجة أكثر فاعلية مالم تحدث مضاعفات . ويشفى معظم المصابين الذين تقل أعمارهم عن 40 سنة تماماً خلال أيام أو أسابيع . ويعقب فقد الوعي لمدة 24 - 36 ساعة ، فيمن تجاوز الأربعين غالباً تحدد نفساني وفكري دائم .

ويحكم على الرض الشديد الشامل من إجابات المريض أكثر مما يحكم عليه من شدة الرض . تكون الأذية العصبية الخطرة عادة واضحة منذ البدء . فمثلاً بعد رض على الرأس يبدو خفيفاً أو متوسط الشدة يحدث عند بعض الأطفال والمراهقن أحياناً وذمة دماغية شديدة قد تميت المريض خلال دقائق وحتى الساعة بعد الرض .

وإجمالاً ، قد يصاب المرضوضون فى كل الأعمار خلال ساعات أو أكثر بمضاعفات متأخرة كوذمة الدماغ الشديدة والاحتشاء القفاري أو النزف داخل الدماغ أو النزف فوق الجافيةأو تحت الجافية . ومثل هؤلاء الأشخاص ( الذين يتكلمون ثم يموتون ) يشكلون زهاء 20% من الوفيات في بعض فئات رض الرأس.

وباستثناء ما ذكر سابقاً ، يفقد معظم المصابين برض شديد على الرأس وعيهم منذ البدء ، ويبدي كثيرون منهم تشنج انفصال المخ أو انفصال القشر بالتنبيه المؤلم . واشتراك الرضوض الجهازية مع رضوض الرأس شائعة ولا سيما علامات الانسداد التنفسي الجزئي ، بارتشاف القيء أو مفرزات الفم .

 

وتشير علامات إصابة مضيق الدماغ كثبات الحدقتين أو خلل الاستجابات العينية الدهليزية إلى خطورة الحالة وإلى سوء الإنذار إذ لا يشفى من المصابين شفاء مقبولاً أكثر من 15% . يبدي نصف المصابين برض دماغي شديد نزوفاً داخل القحف بالتصوير الطبقي المحسب . ويثير التدخل الجراحي الباكر لإزالتها كثيراً من الجدل من حيث إمكانية تحسين النتيجة الوظيفية النهائية في هذه الحالات .

 

المصدر: بوابة الصحه