اعتن بشعرك طيلة العمر

 

بالنسبة لكل الناس، والنساء منهم على وجه الخصوص، يُعتبر شعر الرأس تاجا من البهاء والتألق الذي يُعطيهم جزءاً كبيراً من جمال مظهرهم وسمة شخصياتهم.


 

إلا أن ثمة إشكالية تُمارس على شعر الرأس لا تخدم بمحصلتها الغاية التي يطمح الكثيرون إليها، إذ بالرغم من تراكيبه ومكوناته الرقيقة والمرهفة، فإن شعر الرأس لا يزال لدى الكثيرين يتعرض يومياً إلى ضرر ذي تأثيرات مهمة، وخاصة من تلك المستحضرات المستخدمة بالأصل للعناية به وإعطائه مظهراً مميزاً وجذاباً، مثل صبغات الشعر، ومواد أو أجهزة إما فرد الشعر وإزالة مظهر التجاعيد عنه، أو إعطائه تموجاً خفيفاً أو كثيفاً، والمواد المستخدمة في تثبيت تسريحاته، وحتى نتيجة تعريضه للشمس دونما ضبط لذلك.
ولذا، ومع مرور الوقت ومُضي سنوات العمر، يُمسي مظهر ذلك الشعر مقصفاً ومتكسراً ومبعثراً ومفتقداً لكل تلك النضارة والبريق الذي كان عليها في يوم ما سابقاً.
تلف الشعر
وتحدثت الدكتورة زو درايلوس، طبيبة الجلدية في ولاية نيويورك، يوم الثامن من هذا الشهر ضمن الفعاليات العلمية للأكاديمية الأميركية لطب الجلدية حول أهم أسباب تلف الشعر وكيفية الوقاية منه والطرق التي يُحقق اتباعها نجاح المحافظة على شعر صحي، مهما تقدم العمر بالإنسان. ومناسبة تلك الفعاليات العلمية اعتبار الأكاديمية شهر نوفمبر الشهر القومي للجلد الصحي، والشعر أحد مكونات الجلد.
وحسب موقع "الجمال" الذي نشر الخبر، فقد قالت الدكتورة درايلوس إن من المهم فهم أن الجزء، الظاهر، من الشعر شيء غير حي. ولذا فإنه لا يُمكن للجسم إصلاحه متى ما تلف أو تعرض للضرر. وكلما تقدم العمر بنا، أصبحت سرعة نمو الشعر أبطأ، وتناقص رونق جمال شعرنا.
وعمليات تساقط وفقد الشعر، التي تحصل نتيجة تواصل عملية تكسره عبر السنوات، مشكلة تجميلية بالغة الأهمية للكثير من النساء. ولذا فإن مفتاح نجاح عملية حماية الشعر، العمل على وقف دوران عجلة إتلافه. وإتلافنا للشعر يحصل من خلال أمرين، الأول إفراطنا في ممارسة معالجات التسريح والصقل والتهيئة الزائدة عن الحد له، والثاني عشوائية انتقاء مستحضرات العناية بالشعر.
وأكدت الدكتورة درايلوس على وجوب استخدام مستحضرات العناية بالشعر من النوعية التي تتميز بأنها "ثبتت فائدتها الصحية للشعر" proven hair-health benefits. مرحلة العشرينات
وبالنظر إلى الشعر والعمر، فإن شعرنا يجب أن يكون على أعلى درجة من الصحة في فترة العشرينيات. ونبهت الدكتورة درايلوس إلى أن كثيراً من المراهقات والشابات يقعن، في تلك المرحلة المبكرة من العمر وغير المستقرة في جوانب جسدية ونفسية شتى، فريسةً لتقلبات اتباع وترك أنواع مختلفة من موضات حميات تخسيس وزن الجسم، ما يجعل طعام منْ يتبعنها خالياً من أي محتوى غذائي مفيد.
وتزداد الأمور تعقيداً عند اتباعها حيناً ثم تركها، وبعد ذلك اتباع موضة حمية أخرى، وهكذا، ليتقلب بالتالي وزن الجسم بين الارتفاع والانخفاض، ولينخفض كذلك ما يحتويه الجسم من معادن وفيتامينات. ووصفت الدكتور درايلوس تلك الموضات الغذائية بأنها يُمكن أن تُنزل بالشعر عقوبة من الخراب والدمار، على حد قولها.
ولكي يكون الشعر متمتعاً بالصحة والعافية، أكدت الدكتورة على أنه محتاج إلى تغذيته بالبروتينات والفيتامينات والمعادن، وهي التي يجب أن تحتوي عليها وجبات الطعام التي نتناولها. والنباتيون الذين لا يتناولون إلا منتجات نباتية لا يحصلون على كل الأحماض الأمينية للبروتينات، حتى لو تناولوا حبوب الفيتامينات والمعادن.
ولذا تنصح الدكتورة درايلوس هؤلاء بتناول مشتقات الألبان لإكمال النقص في بروتينات النباتات. كما ذكّرت بأن الانقطاع عن تناول حبوب منع الحمل، بعد الانتظام فترة عليها، قد يُؤدي إلى تساقط الشعر نتيجة اضطرابات هورمون أستروجين الأنثوي. وقالت إنه أحياناً لا تلحظ المرأة الرابط بين سقوط الشعر وسبب ذلك، مثل ما يحصل لدى ترك حبوب منع الحمل، حيث قد يحصل سقوط الشعر بعد حوالي ثلاثة أشهر من حصول "شيء ما" داخل الجسم.
وأضافت بأنها تخبر مرضاها أن عليهم النظر إلى نمو الشعر كما هي الحلقات الدائرية في مقطع جذع الشجرة. وعليه فإن ما يجري على الشعر يعكس شيئاً قد حصل فيما مضى من الأسابيع أو الأشهر.
مرحلة الثلاثينات
والأحداث الأهم خلال مرحلة الثلاثينات، وحتى العشرينات لدى الكثيرين، هو الحمل والولادة. وخلال مرحلة الحمل تنشط كل بصيلات الشعر hair follicles على الرأس في النمو، ما يُكسب الحامل غزارة وحيوية في الشعر. لكن ما أن تمضى فترة حوالي ستة أشهر بعد الولادة، حتى يبدأ شعر الرأس بالتساقط بوتيرة غير طبيعية للمرأة.
وقالت الدكتورة درايلوس، كثيراً ما يعود نمو الشعر الذي تساقط بعد الولادة، ...

المصدر: مكتوب