اصنع مستقبلا إيجابيا

أنا أعرف ان لدى الكثيرين منكم خططاً عظيمة للمستقبل. أنت تشعر أنك عما قريب سيتاح لك استثمار اختبارات ماضيك . ولعلك نظرت إلى الأمور التي حدثت في الماضي . وحيث ارتكبت خطأ في التقدير أو الرغبة , قلت لنفسك (( لن أرتكب هذا الخطأ ثانيه . سأستفيد من الدرس الذي علمتني إياه التجربة . سأتبنى مستقبلي على أخطاء ماضيّ

إذا أنت بلغت هذه المرحلة من التطور بحيث تستطيع النظر إلى نفسك كما ينظر المرء في المرآه .. مع الشجاعة على تبيّن نواحي ضعفك وعيوبك والإراده على معالجتها ... فإنه ليس على الأرض قـــــوة تمنعك بإذن الله من تحسين وضعك تحسيناً كبيراً.



وأعرف أصدقاء كثيرين يبذلون جهد لتغطية أخطائهم , مما يحملك على الاعتقاد أنهم يحبّون أخطاءهم .. والحقيقة هي أن بعضهم كذلك .. غير أن الجهد نفسة الذي ينفقونه في محالوة تقديم المعاذير عن تقصيرهم هو كاف لإزالة هذه العيون والنواقص إذا ما حول ذلك الجهد في هذا الإتجاه .. ومن السهل عليك أن تكوّن عادات حسنة كما هو سهل ان تكوّن عادات سيئة .. ولكن الصعوبة تصبح مضاعفة عندما يود المرء التخلص من عادة ما بعد تكوينها ... ذلك بأنك قد فرضت هذه العادة بالقوة على عقلك الباطن الذي يجعلها تتكرر اوتوماتيكيا كل مره تبرز فيها حالة تكون تلك العادة قد لعبت دوراً فيها . في تخطيطك مستقبلك ينبغيى أن تنظف عقلك من الحطام ..من الافكار .. والانطباعات المدمرة.. التي اختزنتها فيه عبر السنين..

قالت لي سيدة منذ فترة من الزمن : "يبدو أنني لا أستطيع ابداً تحقيق ما أريد .. أن حياتي ملأى بالنشاطات غير الضرورية .. هناك ضغط شديد على وقتي .. وطلبات كثيرة كثيرة .. وليس ثمة شئ يمكني عملة لإصلاح الحال ."بالطبع ليس هناك شي يمكنها عمله .. ما دامت تتصور نفسها عاجزة عن تبديل حالتها .. أنها يوميا .. تمنح عقلها الباطن فكرة أنها لا تستطيع تحقيق ماتريد .. وعقلها الباطن .. خادمها الأمين يهتم بالاّ تحقق شيئاً ما دام لا يستطيع أن يقدم إليها إلا ماتأمر به ..

الواقع انها ترغب حقاً في عمل الاشياء التي تقوم بها وإلا كانت اهتمت بعمل شي اخر .. بالطبع كل انسان لديه مسؤوليات .. بعض الواجبات التي يمكن إلا تكون من اختياره .. ولكن ليس ثمة سبب يحول دون أن يبدأ الواحد منا يعمل الأشياء التي يريد حقاً القيام بها .. وكل ذلك يتوقف على موقف عقلنا .. فإذا كان بوسعنا رؤية أنفسنا .. بعين عقلنا .. بحيوية وثقة , ونحن نقوم بالشيء الذي يحلو لنا أكثر من سواه .. فلن يطول الزمن قبل أن تجتذب الظروف والحالات التي تمنحنا فرصة تنمية قدرتنا على ذلك الشي .. لا شئ يمكن ان يستعصي عليك بلوغه إذا كنت تريده بحماسة كافيه .. وبذلت في سبيلة الجهد المطلوب .. فعقلك الداخلي او الباطن ..سيزوّدك بالمواد التي تبني المستقبل الذي تصوّره إذا زوّدته بالصورة الذهنية الصحيحة ليعمل بها من أجلك ..

إن مستقبلك لا يحتوي إلا على ما بنيته في ماضيك_مادمت ترسي الآن الأساس لما سيحدث غداً .. وبعد غد .. وفي الأيام المقبلة عليك ان تنزع كل الحجارة الضعيفة من الأساس .. وإلا فإنك تبني دون وعي منك .. هيكلاً سينهار .. ويسقط عليك .. من خصائص نظام حياتنا الحالي .. اننا نرهق انفسنا كثيرا قبل التوقف لقرآئة ماهو مكتوب على الجدار .. إننا نؤذي اجسادنا ونملأ عقولنا بالصور الذهنية للخوف والحقد .. ثم نجد صعوبة في فهم السبب الذي من أجلة نشكو من انهيار عصبي ..

لا حاجة بك للمرور بمثل هذا الاختبار إذا سيطرت على نفسك الآن.. نظف عقلك الباطن من كل الصور الذهنية الخاطئة .. أنظر إلى نفسك وأنت تبدأ مسيرتك على أساس نظيف .. جديد .. لاتدع لأخطائك أو عجزك في الماضي مجالا للتأثير على مستقبلك .. فلا مبرر للفشل مجدداً إذا كنت قد فشلت في السابق.. إلا ان كنت تخشى من الفشل وترى صورة حية للفشل .. أمحُ مثل هذه الصورة من على ((شاشة السينما)) التي في عقلك .. وتصوّر بدل منها ومكانها صورا سعيدة .. ناجعة .. توقع أوضاعاً سارة حولك .. ابحث عن رفاق متعاطفين متناغمين معك .. اظهر اهتمامك مخلصاً ودوداً بنشاطات أولئك الذي تعزّهم وبقضاياهم .. فتراهم يستجيبون بإظهار اهتمام مفيد متفهّم بشؤونك .. فسمتقبلك هو كلياً ما أنت صانعه .. ويكفي أن تدرّب عقلك حتى يفكر بالصورة الذهنية التي يمكن أن تحمل إليك النتائج الحسنه فقط .. وهو سيحذّرك غريزياً .. في كل مره تحاول صورة ذهنية خاطئة أو انطبائ خاطئ الدخول إلى عقلك الباطن .. وسيكون بوسعك ان تطرد هذه الصورة الخاطئة بجهد من ارادتك .. مانعاً هكذا عقلك الباطن من العمل ضدك . وستدهش للسرعة التي تبدأ فيها مخاوفك وقلقك بالإختفاء إذ تبدّل نظرتك ..

صُن صورتك الذهنية .. إذا كنت قد عانيت انقلابات اقتصادية .. أواضطرابات شخصياً قاسية .. فلا تطل بؤسك بالحياة المتواصلة مع هذه الاختبارات في عقلك .. انبذ الماضي .. وتمسك بالمستقبل مع وعه بكل شي في الحياة تريدة أو تحتاج إليه .. سيكون هناك بإنتظارك في اللحظة التي يمكنك فيها أن تتصوّرة بيحيويه وثقه على _الشاشة السينمائيه_ لعقلك الباطن..


من كتاب
how to lose your fears and find your key to happiness