اصطحبهم عندما يُمنع اصطحابهم

اصطحبهم عندما يُمنع اصطحابهم

د.محمد الشريم

عندما تبلّغ أحدَنا زوجتُه بأنها مدعوة إلى حفلة زفاف، وأن الأطفال ممنوع اصطحابُهم، لا يوجد أمام الكثيرين منا سوى خيار واحد؛ إبقاؤهم في المنزل مع الخادمة ليتفرغ لقضاء سهرة مع بعض أصدقائه لحين اتصال زوجته به بعد منتصف الليل؛ لتبلغه بأن مراسم الزفاف انتهت ليأتي ليأخذها.
ربما يكون من نافلة القول بيان مساوئ كثرة مكوث الأطفال عند الخادمة لرعايتهم وقيامها بدور الأم، ولكن ما يستحق البيان فعلاً هو أن مثل هذه المناسبات فرصة ذهبية ليمارس الأب فيها جزءاً من أبوّته الحقيقية عندما يكون وحيداً مع أطفاله.



عندما تبلّغ أحدَنا زوجتُه بأنها مدعوة إلى حفلة زفاف، وأن الأطفال ممنوع اصطحابُهم، لا يوجد أمام الكثيرين منا سوى خيار واحد؛ إبقاؤهم في المنزل مع الخادمة ليتفرغ لقضاء سهرة مع بعض أصدقائه لحين اتصال زوجته به بعد منتصف الليل؛ لتبلغه بأن مراسم الزفاف انتهت ليأتي ليأخذها.
ربما يكون من نافلة القول بيان مساوئ كثرة مكوث الأطفال عند الخادمة لرعايتهم وقيامها بدور الأم، ولكن ما يستحق البيان فعلاً هو أن مثل هذه المناسبات فرصة ذهبية ليمارس الأب فيها جزءاً من أبوّته الحقيقية عندما يكون وحيداً مع أطفاله.


عندما يخصص الأب مثل هذه الأوقات لمرافقة أطفاله إلى السوق أو الحديقة أو المطعم فإن ذلك يزيد من قوة العلاقة بينهم، ويجعل الأب قادراً على التعامل مع أطفاله وإدارتهم بنفسه. سيشعر الأطفال -بالتأكيد- بمكانتهم الخاصة في قلب أبيهم، وأنه لم يكن أنانياً يفكر في نفسه فقط، بل اختار سعادة أطفاله بدلاً من حبسهم في المنزل، والذهاب لقضاء وقت ممتع -بالنسبة له- مع أصدقائه ورفاقه.
وسيشعر الأطفال كذلك بأن والدهم يستمتع بمجالستهم، حتى ولو كانت أمهم غير موجودة، فالعلاقة الأبوية لا تحتاج إلى المرور عبر بوابة الأم، كما يفعل كثير من الآباء، مما سيجعل الأب من جهة والأطفال من جهة أخرى قادرين على التواصل بشكل أفضل، وتبادل المشاعر والمشاركة في حل المشكلات، لاسيما عندما يقترب الأبناء من سن المراهقة. فالشعور بالقرب والاهتمام الذي يعطيه الأب لأبنائه في سن مبكرة من شأنه أن يزيد محبتهم له، وأن يجعله موثوقاً للإباحة بما في صدورهم من مشكلات أو آراء أو أفكار، بدلاً من الاكتفاء بالإفضاء بها إلى الأم، وربما إلى الأصدقاء أو الزملاء في المدرسة، وهو أمر قد لا تكون عواقبه محمودة.


سيتعلم الأطفال الكبار كيفية مساعدة والديهم في العناية بإخوتهم الصغار، بل سيقومون بهذه الأعمال بكل سرور، لاسيما وهم يشعرون أن أباهم اختار مرافقتهم على أن يبقيهم في المنزل، وهذا سيجعلهم أكثر تعاوناً مع أمهم في المنزل.
ستشعر الأم بأن زوجها يشاركها مسؤولية التربية والاهتمام بالأطفال، وأنه مستعد لرعاية أطفاله في غيابها مثلما تهتم هي بهم وهو خارج المنزل، سواء للعمل أو مع أصدقائه. ولا يُستغرب لو اشتكى الزوج لزوجته من صعوبة ضبط أطفاله في هذه السويعات أن تقول له: ماذا أقول أنا وأنا أقابلهم أربعاً وعشرين ساعة في اليوم؟!
ومع ذلك، فهو قدر من المشاركة يرضي معظم الزوجات لبضعة أشهر...!!

 

نوافذ

اصطحبهم عندما يُمنع اصطحابهم