استغلالُ مهاراتك سبيلُك إلى النجاح

كان النجاح في الماضي، لا سيما بالنسبة للقائد، متوقفا على مجموعة عناصر: مثل الحصول على شهادة من جامعة مرموقة، ونيل علامة مرتفعة في اختبار الذكاء. لكن هذه المتطلبات القديمة أخذت تتلاشى في عصرنا الحالي رغم أن وجودها لا يزال يفتح العديد من الأبواب وخاصة في بداية مشوار المرء المهني.


لكنك اليوم تملك فرصة لتحقيق النجاح أكبر بكثير من ذي قبل، حتى وإن لم يتوافر لديك أي من تلك العناصر، طالما أنك تستطيع تحديد مكامن قوتك وأن توظفها لصالحك وأن تعزز نجاحاتك بالاعتماد على نفسك أولا.

حدد نقاط قوتك الأساسية: لا بأس إن لم تكن من خريجي هارفارد، فهذا ليس شرطا رئيسيا لتحقيق النجاح. عليك أن تبحث عن مؤهلاتك ومهاراتك التي تمتاز بها. مثلا: هل أنت الشخص الذي يرغب الآخرون في أن تكون ضمن فريق مشروعهم لأنك ماهر جدا في وضع الخطط الفاعلة؟ هل ترى النواحي الإيجابية في مسألة معينة حينما يغيب ذلك عن الآخرين؟ هل تستطيع تحفيز الناس على إتمام هدف ما يعتقده البعض مستحيلا؟ حاول معرفة ما تتقن عمله بتفرد وكيف يمكنك أن تستغله لصالح مؤسستك.

استغل هذه النقاط: بمجرد اكتشافك لأفضل الأشياء التي تجيد صنعها، ابدأ بالتفكير في طرق استغلالها وواصل تطويرك لها. إن قدرتك على توظيف مواهبك بشكل جيد سيساعدك في اختيار المهنة الملائمة لك مستقبلا. على سبيل المثال، إن كنت ماهرا في التخطيط فبوسعك الاعتماد على هذه المهارة كي تصبح مديرا للمشاريع، وإن كنت بارعا في التواصل مع الآخرين، فبمقدورك حينها أن تستثمر هذه البراعة لدخول مجال الموارد البشرية أو التنسيق بين فرق العمل.

عزز نجاحك داخليا: هذا هو العنصر الأهم. إن تزعزع ثقتك بنفسك هو أشد تأثيرا على نجاحك من افتقارك لأحد عوامل النجاح المعروفة كالغنى والشهادة الجامعية العليا وغيرهما. فطبيعة الأفكار التي تدور في عقلك وطريقة حديثك مع ذاتك تلعبان دورا هاما في تعزيز نجاحاتك، لذا عليك أن توجه تفكيرك نحو التفاؤل والاجتهاد والإتقان، إذ إن ذلك هو أقوى الأدوات التي ستعينك على استمرار إنجازاتك وطموحاتك. وأسوق لك هناك مثالا على سبيل التوضيح: لنفترض أن هناك شخصين مرشحين لوظيفة معينة ويحملان المؤهلات ذاتها، ولنقل أن كلاهما سيدتين تحملان شهادة الدبلوم.

قد تقول إحدى هاتين السيدتين لنفسها وهي في طريقها لأداء المقابلة: "يستحيل أن يعتبروني مؤهلة لملء هذا الشاغر. أنا متأكدة من أنهم سيوكلون العمل إلى شخص آخر ثري يحمل شهادة عليا من جامعة عريقة. لا بد أنهم سيلقون إلي نظرة واحدة ومن ثم يتم استبعادي من قائمة المرشحين". أما الأخرى فقد تخبر نفسها قائلة: "لا شك أن المنافسة على هذه الوظيفة ستكون على أشدها. لكنني أمتلك الخبرة التي يحتاجونها، كما أن لدي توصيات عمل ممتازة من المدراء السابقين. بل إنني ماهرة حقا في التأثير على الشخص الذي يتحدث إلي- أراهن على أنني سأثير إعجابه حتما".

كيف تعتقد أن كلا السيدتين ستتصرف أثناء المقابلة؟ أي منهما ترجح أن يحصل على فرصة العمل؟ لذا ينبغي عليك، عند التأمل في مستقبلك المهني وسبلك إلى النجاح، أن تبحث عما تمتاز به شخصيتك وما يمكنك أن تجتذب به انتباه المسؤولين، بدلا من التركيز على ما تفتقر إليه من مقومات أخرى.