استعمال المضادات الحيوية دون الحاجة لها قد يؤدي إلى الإسهال



لطالما حذَّر مسؤولو الصحَّة من الاستخدام المفرط للمضادات الحيويَّة، والذي أدى إلى انتشار أنواع مُميتة من العدوى عن طريق القضاء على البكتيريا المُفيدة، وتمكين الجراثيم المُسبِّبة للأمراض من غزو الجسم.

لكن، تُشير دراسةٌ حديثة إلى أنَّ العديدَ من المرضى الذين لديهم عدوى مُسبِّبة للإسهال وُصِفت لهم مُضاداتٌ حيويَّة تُؤدِّي إلى نوبات مُتكرِّرة من المرض.

المِطثيَّةُ العسيرة هي نوعٌ من الجراثيم تصيب الأشخاصَ الذين استخدموا المضادَّات الحيويَّة أو دخلوا المستشفى، ويُمكن أن تُسبِّبَ إسهالاً يتراوح بين الخفيف إلى الشديد، وحتَّى الوفاة عند الأشخاص الأكثر قابليَّة للتأثُّر؛ وهي واحدةٌ من أكثر أنواع العدوى شيوعاً والتي يُصاب بها الناس في أثناء خضوعهم للرعاية الصحيَّة ويعانون منها بشكل مُتكرِّر عادةً، خاصَّةً إذا استخدموا المُضادات الحيويَّة من جديد.

درس باحثون، من مركز مينيابوليس الطبِّي لشؤون المُحاربين القدامى، حالات مرضى لديهم العدوى، ووجدوا أنَّ 57 في المائة منهم تلقَّوا مُضادات حيويَّة خلال شهر من المعالجة.

من بين المرضى الذين تلقَّوا المضادات الحيويَّة, حصل 77 في المائة على جرعةٍ واحدة على الأقل من مُضادٍّ حيوي لم تكن هناك حاجةٌ له، وعُولِج 26 في المائة من المرضى بمُضادات حيويَّة غير ضروريَّة.

كما قال الباحِثون إنَّ المُضادات الحيويَّة توُصَف بانتظام وعلى نحو غير ضروريٍّ لمنع حدوث العدوى بسبب الجراحة ولمُعالجة التهابات المسالك البوليَّة والالتهاب الرئويِّ، رغم وجود أدلَّة بسيطة فقط على العدوى عند المرضى.

قالت المُشرفةُ على الدراسة: "تفيد نتائجُ دراستنا كتذكير للأطباء والمرضى معاً باستخدام المُضادات الحيويَّة عندَ الحاجة الماسَّة إليها فقط، وخاصة بالنسبة للمرضى الذين لديهم تاريخٌ مرضي من ناحية جرثومة المِطثيَّة العسيرة؛ فهؤلاء المرضى هم عرضة إلى خطرٍ كبير من ناحية تكرار المرض، لاسيَّما مع الاستخدام الإضافيِّ للمُضادات الحيويّة. ولذلك، يجب على الأطبَّاء إيلاء المزيد من الانتباه عندَ القيام بالعلاج بالمُضادات الحيوية".