ارتفاع ضغط الدم ... لص يسرق حياتك

يعد ارتفاع ضغط الدم من الأمراض الشائعة في وقتنا الحالي وأكثرها خطورة، فعلى الرغم من أنه لا يتسبب في الشعور بالألم أثناء حدوثه، إلا أن هذا الخطر الداهم الذي يتسلل كاللص له عواقب صحية وخيمة تهدد الحياة، إذ إنه يتسبب في حدوث حالات وفاة أكثر من السرطان ذاته.


ولكن يمكن من خلال تغيير العادات الحياتية الخاطئة واتباع أسلوب حياة صحي مع تلقي العلاج والأدوية المناسبة لهذا المرض وتجنب مخاطره.

وأوضح البروفيسور برنهارد شفاب -عضو مؤسسة القلب الألمانية بمدينة فرانكفورت- أن خطورة مرض ارتفاع ضغط الدم تكمن في أن المريض يظل مصابا به لفترات طويلة دون أن يشعر بأي شيء.

ووفقا لبيانات منظمة الصحة العالمية تبلغ القيمة المثالية لضغط الدم 80/120، إذ تمثل القيمة الكبرى معدل ضغط الدم الانقباضي، بينما تمثل القيمة الصغرى معدل الضغط الانبساطي. ويتم قياس كل منهما بالملليمتر الزئبقي (mmHg)، مع العلم بأن ارتفاع هذه القيم إلى 89/139 يمثل معدلا طبيعيا أيضا. ولكن تجاوز هذا المعدل بصورة مستمرة يعتبر مؤشرا على الإصابة بمرض ارتفاع ضغط الدم ويستلزم الخضوع للعلاج.

• ناقوس خطر
وأضاف البروفيسور أن أعراض ارتفاع ضغط الدم لا تظهر في الغالب إلا إذا ارتفعت لمنطقة الخطر والتي تكون فيها قيم القياس أعلى من 110/180، وحينئذ يشعر المريض بالصداع والدوار واضطرابات الرؤية، ولكن في هذا الوقت يكون قد لحق بعض التلف بالأعضاء بالفعل.

لذلك شدد طبيب القلب على ضرورة أخذ هذه الأعراض على محمل الجد، لأن ارتفاع ضغط الدم على هذا النحو لفترات طويلة يتسبب في إلحاق أضرار بالقلب والكلى والعيون وغيرها من أعضاء الجسم، كما يرتفع خطر الإصابة بالأزمات القلبية والسكتات الدماغية.

وأوضح  أنه غالبا ما ترجع أسباب الإصابة بارتفاع ضغط الدم إلى العادات الحياتية الخاطئة كاتباع نظام غذائي يعتمد مثلا على أنواع واحدة من الأطعمة، وقلة ممارسة الأنشطة الحركية، والوقوع تحت ضغط عصبي بشكل كبير، إذ تتسبب هذه العوامل في تصلب العضلات المرنة للأوعية، مما يؤدي إلى تقليص تدفق الدم، ومن ثم تحدث الإصابة بارتفاع ضغط الدم، لافتا إلى أن هذه المشاكل تزداد وتتراكم مع بعضها البعض على مدار عمر الإنسان، لا سيما إذا ما أُضيف إليها زيادة الوزن والتدخين.

• أسلوب الحياة الصحي:
ثبت بالفعل تراجع معدلات ضغط الدم لدى بعض المرضى بعد أول ثلاثة أشهر من اتباع أسلوب حياة صحي لدرجة أنهم أصبحوا ليسوا بحاجة إلى تناول الأدوية، وأبرز النقاط المتعلقة بأسلوب الحياة الصحي هي:

• إن تناول أطعمة صحية تحتوي على كميات قليلة من الملح مع الإكثار من الفاكهة والخضراوات يمكن أن يعمل على خفض عشرين ملليمتراً زئبقاً من ضغط الدم.

• إن إنقاص خمسة كيلوغرامات من الوزن يسهم في خفض عشر ملليمترات زئبق بشكل إضافي من ضغط الدم.

• إن المواظبة على ممارسة رياضات قوة التحمل كالجري أو السباحة أو ركوب الدراجات له تأثير إيجابي في هذا الشأن أيضاً.

• إن التدخين يمثل أكثر العادات الحياتية التي تستحق التغيير، إذ تتسبب مادة النيكوتين الموجودة في السجائر في تكلس الأوعية الدموية وانسدادها بدرجة كبيرة، لذلك لا يتهاون الأطباء في إلزام المريض بالإقلاع عنه.

• الأدوية:
وإلى جانب تغيير أسلوب الحياة أوضحت الهيئة الألمانية لاختبار السلع أن هناك العديد من الأدوية التي تعمل على خفض معدلات ضغط الدم أيضاً، وتشمل على سبيل المثال "مدرات البول" التي تعمل على تفريغ السوائل من الجسم ومن ثم تسهم في خفض معدلات ضغط الدم، و"حاصرات بيتا" التي تعمل على تهدئة نظم القلب، وما يسمى بمثبطات الأنزيم المحول للأنجيوتنسين، المعروفة أيضا باسم مثبطات "ACE"، والتي تزيد من مرونة الأوردة من الناحية الهرمونية.