احتشاء العضلة القلبية الحاد

المرضيات والآلية:

يشير احتشاء العضلة القلبية إلى تنخر غير عكوس في العضلة القلبية وينجم عادة عن خثرة في وعاء مصاب سابقاً بأذية أو انبثاق صفيحة عصيدية في شريان إكليلي رئيسي ، يحدث نقص تروية في البدء ، وإذا كان شديداً ومديداً تلا ذلك الاحتشاء وتعتمد درجته على شدة نقص التروية وعلى المنطقة العضـلية المروية بالشريان الإكليلي المسدود ، وعلى درجة وجود الدوران الجانبي وعلى متطلبات النسج المسوية بالشريان من الأوكسجين . قد يكون احتشاء العضلة القلبية شاملاً لسمك جدار البطين الأيسر أو غير شامل له يصيب فقط ما تحت الشغاف والعضلة القلبية المجاورة له .



ولا تتطابق الموجودات في تخطيط القلب الكهربائي في الاحتشاء الشامل وغير الشامل تماماً مع الموجودات النسجية للاحتشاء . لا تحدث تغيرات إمراضية عيانية في العضلة القلبية إلا بعد مرور ست ساعات على الاحتشاء ، وتكون التغيرات المجهرية حتى هذا الوقت خفيفة . تبدو العضلة القلبية شـاحبة ومتوذمة قليلاً في البدء ، ويتغر لونها في الأيام التالية بسبب النتحة والاندخال بالمعتدلات .

وبعد ثمانية إلى عشرة أيام من الإحتشاء يحدث ترقق في مكان الإحتشاء بسبب زوال الانقاض بفعل الخلايا وحيدة النواة ، ويتشكل نسيج حبيبي يمتد خلال النسبج المتنخر خلال ثلاثة إلى أربعة أسابيع ، وتحدث في النهاية ندبة رقيقة تصبح بعد ستة أسابيع قاسية ومتماسكة .

يترافق حوالي تسعون بالمائة من الإحتشاء الشامل للجدار بانسداد تام في الشريان الإكليلي . ويتألف الانسداد من خثرة جديدة متوضعة على منطقة شديدة التضيق من الشريان الإكليلي .

أما الاحتشاء غير الشامل للجدار فيحدث في المنطقة القاصية من الشريان شديد التضيق لكنه يبقى مفتوحاً ، ويمكن أن تتضمن الآليات المؤدية لتشكل الخثرة في منطقة الصفيحة العصيدية تغيرات في بطانة المنطقة المتصلبة تؤهب للخثار أو النزف في الصفيحة العصيدية أو التقرح في الصفيحة العصيدية مع تفعيل عوامل التخثر ، أو خثرة من الصفيحات أو تشنج إكللي فى مكان الصفيحة يؤدي إلى بطء الدوران وتكشف الدم وترسب الصفيحات والليفن .

يمكن إعادة الجريان في حالات عديدة باستعمال المواد الحالة لليفين وريدياً أو في الشرايين الإكليلية مباشرة ، ولكن يبقى تضيق عصيدي شديد في منطقة الانسداد بعد انحلال الخثرة .

التظاهرات السريرية:

يشكو المصاب باحتشاء العضلة القلبية عادة من ألم صدري شديد يستمر حتى يعالج . وقد يكشف أن المريض أصيب سابقاً باحتشاء عضلة قلبية بتخطيط القلب الكهربائي أو بالتقييمات غير الباضعة لوظيفة البطين الأيسر بدون أي قصة سريرية لاحتشاء القلب ، وإذا حققنا في قصة هؤلاء المرضى المرضية فغالباً ما نجد أن المريض اشتكى من أعراض قد تعزى لاحتشاء العضلة القلبية .

ولكن قد يشتبه بالإصابة باحتشاء عضلة قلبية تحت الشغاف من التغيرات التخطيطة لوصلة ST وموجة T ولكن يجب تأكيد التشخيص بعيار الخمائر القلبية . وصورة الصدر الشعاعية غير واصمة لاحتشاء العضلة القليية . ترتفع الكريات البيض في اليوم الأول للاحتشاء وتعود إلى السواء خلال أسبوع وترتفع إلى حوالي 12 - 15 ألفاً في الملم مكعب . وقد ترتفع ارتكاساً بعض القيم في المرحلة الحادة كسرعة التثفل .

تنطلق عدة خمائر قلبية إلى الدم تستعمل في تشخيص احتشاء العضلة القلبية . والجزء MB من الكرياتين كيناز ( وهو خاص بالعضلة القلبية ) علامة خاصة وحساسة لتنخر العضلة القلبية ، ويشير ارتفاع الجزء MB عن 7 - 8 بالمائة إلى احتشاء العضلة القلبية حتى ولو كان مجمل قيمة الكرياتينكيناز سوباً . وينجم ارتفاع الجزء MB للكرياتين كيناز عن أذية قلبية أخرى كالتهاب العضلة القلبية أو الرض أو العمليات القلبية .

ولا يرفع إزالة الرجفان الكهربي أو الإنعلاق القلبي الرئوي الجزء MB للكرياتين كيناز عادة . يمكن أن تجزأ النازعة اللبنية ( LDH ) المصلية إلى خمسة أجزاء ا LDH وهي قلبية بصورة أساسية وإذا زادت قيمة ا LDH عن 2 LDH فغالباً نتيجة احتشاء عضلة قلبية .

قد يفيد عيار LDH أحياناً في تشخيص احتشاء عضلة قلبية بعد عدة أيام من صدوثه عندها يكون الكرياتين ،كيناز قد عاد إلى السواء . قد يرفع انحلال الدم من فعالية ا LDH كما يمكن أن ترتفع 2 LDH أيضاً وتزيد قيمتها عن ا LDH . أما الكبد والعضلات الصقلية فتحوي بصورة أساسية LDH 4 و LDH 5 .

لقد بحث استعمال النظائر المشعة الولوعة بمنطقة الاحتشاء ، وفي تصوير القلب بالصدى شذوذاً جدارياً موضعاً ولكن لا يمكن أن يميز ما إذا كان هذا الشذوذ حديثاً أم قديماً

 

المصدر: البوابة الصحية