اجعل الأوقات الصعبة حافزاً لك

متى يمكنك أن تُنجز أكبر قدرٍ من العمل، عندما تستلقي على الشاطئ مع أصدقائك أم عندما تجلس وحدك في غرفة المكتب؟



من البديهي أنَّ معظم الناس سيكونون أكثر إنتاجيةً في غرفة المكتب، فالشاطئ رائع، لكنَّ الدردشة مع الأصدقاء وتحت أشعة الشمس الدافئة، لن تكون هذه بيئةٌ مناسبة لإنجاز العمل.

ينطبق هذا المبدأ على الكثير من الأشياء، فالدافع لإنجاز العمل يقلُّ كثيراً عندما يسير كل شيء على أكمل وجه، وقد ذكر الكاتب كريس جيلبو (Chris Guillebeau) في مقدمة كتابه الرائع "فن عدم الامتثال" (The Art of Nonconformity) أنَّه يتحفز خصيصاً في الفترات التي يملؤها الشك، وفي الواقع، يجد الكثير من الناس أنَّ أسوأ الفترات في حياتهم غالباً ما تكون الأكثر إنتاجية.

إذا كنت جالساً على كرسي غير مريح، قد يمنحك هذه الانزعاج دافعاً للنهوض والقيام بشيء ما، أما الكراسي الجلدية الناعمة ستدفعك إلى النوم فقط، وكذلك الأمر بالنسبة إلى الإنجاز؛ فلن تُنجز أكبر قدر من العمل في الأشهر التي تحصل فيها على دخل جيد، فعندما تحصل على راتب قليل، ستتحفز للقيام بعمل أفضل وإنجاز مشاريعك.

استفد من انتكاساتك:

لن يدوم النجاح طويلاً، فالحياة متقلبةٌ جداً، وسوف تمر بفترات حيث لا يمكن لأي شيء أن يوقفك، وسوف تستمتع بالمكاسب، ثم ستمر بفترات مليئةً بالانتكاسات.

على الرغم من أنَّ معظم الناس يسعون باستمرار إلى تحقيق المكاسب والاستمتاع بها، إلا أنَّ هذا التنوع قد يكون مفيداً أيضاً إذا جعلت فترة الانتكاس حافزاً لك لتبلغ مستوياتٍ أعلى، والإنتاجية التي تحققها خلال هذه المرحلة ستجعلك تستمتع بالمكاسب أكثر.

إقرأ أيضاً: 6 تقنيات عصف ذهني لإنجاز مشروعاتك في وقت قياسي

الشعور بعدم الارتياح ليس الدافع الوحيد:

إنَّ الانزعاج ليس الوسيلة الوحيدة لتحفيز نفسك، فقد يكون الدافع هو رغبتك في وجود هدفٍ لحياتك أو حتى امتلاكك شغفاً خلاقاً؛ لذا لا داعٍ لأن تقع في فخ الاختيار بين السعادة الخالية من الطموح وبين الانزعاج المُحفز، يمكنك أن تكون سعيداً وطموحاً في نفس الوقت.

لكن إذا وجدت نفسك في وضع سيئ، فلماذا لا تستفيد منه؟ فبدلاً من النظر إلى انتكاسات حياتك على أنَّها نقطة ضعف، اجعلها نقطة قوة، على سبيل المثال، يجد بعض الناس أنَّهم قادرون على تنمية أنفسهم بشكل أفضل عندما يكونون وحيدين.

في حين أنَّ هذه ليست حقيقةً ثابتةً على الإطلاق، فإنَّ كونك وحيداً قد يحفزك على إجراء تغييرات في حياتك لن تُجريها بخلاف ذلك؛ إنَّ الافتقار للراحة والأمان لن يتركا لك مجالاً للاسترخاء، وسوف يدفعانك للمضي قدماً.

بالطبع، يجد آخرون أنَّ النقيض من ذلك هو الصحيح، فعندما يكونون في علاقة، يصبحون قادرين على التركيز بشكل أفضل، وعلى أي حال، يجب أن تستفيد من جميع أوضاع حياتك؛ فإذا كنت وحيداً، استخدم الحرية والوقت الإضافي لتُنمي نفسك، وإذا كنت في علاقة، فاستفد من الدعم العاطفي الإضافي لتحسين تركيزك، وينطبق الأمر نفسه سواء كنت فقيراً أم غنياً، مريضاً أم سليماً، مشغولاً جداً أم لديك وقت غير محدود.

شاهد بالفديو: 10 قواعد في الحياة للمحافظة على الدافع

في الختام:

لا يعني ذلك أنَّه يجب عليك تجنُّب القيام بأشياء تجعلك مرتاحاً أو سعيداً، فمن المحتمل أن يؤدي ذلك إلى تقليل حماستك، لكن يجب أن تعرف ماهية الظروف التي تعيشها حالياً وتتعلم كيفية الاستفادة منها؛ فإذا كنت تمرُ بأوقاتٍ صعبة، اجعل ذلك حافزاً لك.

المصدر




مقالات مرتبطة