ابنك قد كبر!

 

 أبناؤنا هبة من الله وهدية لا يقابلها ثمن، ولا تسعد الحياة ولا تستقر النفس إلا عندما نـرى ذلك الأثـر وتلك الزينة التي وهبنا الله إياهـا.. ولكن ألا يفترض أن نقابل هذه النعم التي حرم منها البعض بشكر يتوافق مع النعمـة حتى تدوم وحتى يبارك الله تعالى فيهـا.



 

إن الذي يقرأ العنوان قد يتبادر إلى ذهنه أن هذا الخبر مسلم وهو أمر طبيعي أن ابني قد كبر وأنه من الطبيعي أن ينتقل من مرحله إلى مرحلـه وهذا مشاهد وواضح أمامـي.. فأين المشكلة؟ فأقـول لك إن علمك أن ابنك قد كبر لا يكفـي، لا بد أن نقابل ونتابع هذا العلم بعمل وسلوك وفهم يترجم هذا العلم فستجد بعد ذلك انعكاسه من ابنك أنك فهمتـه وأصبحت حاجته النفسية والاجتماعية مغذاة من قبل أقرب الناس إليـه فتجده يتواصل معك وتكون أنت مستودع أسـراره، إذن فعليّ أن أفهم أولاً أن ابني قد كـبر وأن هذا النمو يتطلب منـي أموراً لم تكن موجوده بالأمس، ما نلاحظه من واقعنا أن التعامل مع الأبناء يستمر كما هـو إلى سنوات بنفس المنوال، أو لعلك تتفاجأ بمن يخبرك من خارج البيت أن هذا التعامل لا يتوافق مع هذا الابن في هذا السـن، فتنتبه هنا أن ابنك قد كبــر!!

   

ما دفعني إلى إثارة هذا الموضوع أنني التقيب بشاب قد بلغ سن المراهقة  فكان الإهمال بارزاً فيه من مرفق رأسه إلى أخمص قدميه من الثياب والشعر وأسلوبه في الكلام، كل ذلك كان يوحـي إليّ أن له في البيت أباً يصر إلا أن يعامله معاملة ذلك الطفل الصغير حتى في اسمه وهو بالمقابل يأبى إلا أن يكون ذلك الرجل الخشـن المستقل بذاته له كلمته التي دائماً ما تكون مخالفة للأب الذي ما زال يراه طفلاً صغـيراً.. هل يا ترى علم هذا الأب أنه يتعامل مع رجـل أم ما زال يعيش في ضـلاله القديم.