إين وجهتك ؟

 يُروى أنّ شابّاً ضلّ طريقه في إحدى الغابات، وقد أعياه كثرة السّير، وبلغ منه الإرهاق أيّما مبلغ وما هي إلاّ ضقائق حتّى بدأت الشّمس في المغيب ولم يعد ذلك الشّاب يسمع إلا تغريد أسراب الطّيور وهي عائدة إلى أعشاشها، ونقيق الضّفادع الذي يُعلن عن انقضاء يوم طويل...

عندها بدأ الشّاب يبحث عن إنسان يدلّه على الطّريق الصّحيح فلم يجد.

 



 عندها استبدّ بد القلق، وتملّكه اليأس، وفجأة رأى رجُلاً يسير على عَجَل  فسأله :
هل تستطيع أنّ تدلّني على الطّريق ؟
التفت إليه الرّجُل وقال: إلى أيّ وجهة تُريد الذّهاب ؟

قال الشّاب: لا أدري !!
فقال له الرّجُل: طالما أنّك لا تدري إلى أين تذهب، ولم تُحدّد وجهتك
فلا يهم أي طريق تسلك !!
 وتركه الرّجُل وسار إلى سبيله

** ** ** **
ربّما قد تكرّرت علينا تلك القصّة مِرارً
و شاهدناها أطفالاً في قصّة "أليس في بلاد العجائب"، حين كان الأرنب يركد لاهِثاً
وأخبر أليس بأنّ عليها أن تعرف إلى أين تُريد أن تذهب حين استوقفته سائلة عن الطّريق!
لم يكُن ذلك مُجرّد مشهداً عابراً ... بل كان مُحمّلاً للأطفال برِسالة ... علينا إعادتها على أنفسنا كِباراً  :
لن ننجو ... ولن نسعد من غير أهداف
ومن يعش دون أهداف ... فلا قيمة لحياته !!