إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق

حقيقة أكدها رسول الله في حياته وعلاقته وهديه فكان خلقه القرآن ولذا أري أن الأعداد الخلقي للشباب من المهام الواجب القيام بها فالأخلاق مجالها الحياة كلها وسلوك الإنسان كله وعلاقته بربه وبنفسه وبالأخرين، بل وبالمخلوقات كلها.



 

وإذا كانت التربية تتناول قوى الإنسان وملكاته فإن عمل الأخلاق توجيه هذه الملكات والأعمال نحو الأستقامه وجعل الصفات الحسنه عادات سلوكيه راسخه. ولكن قبل كل شيء يجب أن نجعل الإيمان بالله ورسوله عقيده راسخه تستقر في القلوب وترسخ في النفس، وتنتهي بعد ذلك إلي تجنيد سائر قوي الجسم وكافة جوارحة فتطيع أوامر الله سبحانه وتعالي وتسلم له وحده وذلك بمقتضي حبه وطلبا لرضاه قال جل شأنه واصفا حال المؤمنين: (إنما المؤمنون الذين إذا ذكرالله وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم أياته زادتهم إيمانا وعلي ربهم يتوكلون، الذين يقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون، أولئك هم المؤمنون حقا لهم درجات عند ربهم ومغفرة ورزق كريم) الأنفال من 2_ 4).


ومن أهداف الإعداد الخلقي للشباب:


تغيير اتجاهات الشباب النفسيه والفكريه المتعارضة مع السلوك الإجتماعي إلى السلوك المتناسب مع العقيده وقيم المجتمع ومظاهر السلوك الأخلاقي.


تحقيق التوازن بين القيم الأخلاقيه النظرية والقيم الممارسة في المجتمع، والأخذ من العادات والتقاليد بما يتمشى مع قيم الإسلام الثابتة وهذا التوازن هو الذي يحقق الصورة الأفضل للمجتمع.


ربط التقدم الإقتصادي والتكيف الإجتماعي بالأخلاق، فالتقدم الاقتصادي لا يعتمد على ما تملك الأمة من امكانات مادية وقوي من سلوك أخلاقي يصون الحقوق العامة والخاصة ويحقق التعاون ويعمق الإحساس بالمسئولية.


الإسلام دين له منهجة الواضح في أخلاقيات العمل فهو في الإسلام عباده ولتحقيق هذه الأهداف يجب توافر عدة وسائل: البيئة الإجتماعية التي تحيط بالشاب وتؤثر فيه وتبني علاقاته مع الآخرين بداية من المدرسة إلى الجامعة والأسرة والمسجد والمجتمع.


المناهج الدراسية لها أعظم الأثر في تنمية الأخلاق واكتساب الخبرات الطيبه بصورة عملية بطريقة مباشرة أو غير مباشرة. إبراز محاسن الأخلاق ومضار السلوك السيء في حياة الأمم بصورة علمية مقنعة تستند علي نشر نتائج الإحصاءات المفصلة. الرفقة الصالحة فالشاب يتأثر بمن حوله ولذلك شبه الرسول عليه الصلاة والسلام الجليس الصالح ببائع المسك والجليس السوء بنافخ الكير فكلاهما مؤثر في صحابه والإنسان بطبعه مقلد لرفقائه.


دراسة سير الأنبياء والرسل والأبطال والنابغين وخاصة رسول الله فهو القدوة الأولي للبشرية. فالشباب دائما يبحث عن نموذج القدوة فلنحسن تقديم قدوة لهم.


توحيد الجهود خاصة في المجال الإعلامي التلفزيون والراديو والمسرح والسينما والكتاب والمجلة، فهي قادرة علي اختراق كل الحواجز وخاصة مع إنتشار الفضائيات والإنترنت فتكون مهمتها الرئيسية تنمية الخلق الجميل ونشر الفضيلة بين شباب الأمة. هذة بعض الأهداف التي ترسم ملامح طريق الإيمان والإستقامة وتردهم ردا جميلا ليكونوا من صناع الحياة، ومستقبل الأمة الواعد.

 

عمرو خالد في مجلة اليقظة بتاريخ 4/2/2004