إلى كل أمهات العالم.. كل عام وأنتن بخير وعيدك يا أمي أجمل أعيادي

يأتي مع دخول فصل الربيع في كل عام، يأتي مع بداية وولادة حياة جديدة، تتفتح فيه الزهور، وتثمر الأشجار، وتزقزق العصافير ابتهاجا بهذا اليوم، إنه عيد الأم، الأم التي خلقت لتعطي من دون سؤال وانتظار للمقابل، صورة الأم واحدة في كل الكائنات، ففي الطيور تخرج من عشها في الصباح كي تجمع الطعام لصغارها، وفي الحيوانات تسعى لحمياتهم من كل شر، وعند بني البشر فقد حملته وهنا على وهن، ويظل في عينها طفلها الصغير الذي لم يفطم بعد مهما كبر.

 



أساطير وحكايات عيد الأم

في الأساطير اليونانية، اليونانيون القدماء مع دخول الربيع كانوا يحتفلون بأم الآلهة ''رهيا''، لأنها كانت أقوى الآلهة. الرومان كان يحتفلون أيضا بأم كل الآلهة ''تل بالاتين''، وذلك في 15 مارس/آذار في كل عام، وكان الاحتفال بها يستمر لمدة ثلاثة أيام في كل عام، وكانوا يقومون بجمع الهدايا ووضعها في المعبد تقديسا لأم الآلهة.
وفي الديانة المسيحية، كان الاحتفال بهذا اليوم يتم في الكنيسة، وذلك على شرف الكنيسة الأم، في الأحد الرابع من الصوم الكبير عند المسحيين، ويتم شراء الهدايا كل في الكنيسة التي تم تعميده فيها.
ولا يوجد يوم متفق عليه في جميع أنحاء العالم للاحتفال بهذا اليوم، فهو يخضع لعادات وتقاليد كل بلد، وبحسب الجو فيها، لكن المتفق عليه أن هذا اليوم يكون مع بداية فصل الربيع في كل دول العالم.
وكان الصحافي المصري الراحل علي أمين - مؤسس جريدة أخبار اليوم مع أخيه مصطفي أمين - في مقاله اليومي ''فكرة'' طرح فكرة الاحتفال بعيد الأم قائلا: لم لا نتفق على يوم من أيام السنة نطلق عليه ''يوم الأم'' ونجعله عيدا قوميا في بلادنا وبلاد الشرق، وفي هذا اليوم يقدم الأبناء لأمهاتهم الهدايا الصغيرة ويرسلون للأمهات خطابات صغيرة يقولون فيها شكرا أو ربنا يخليك، لماذا لا نشجع الأطفال في هذا اليوم أن يعامل كل منهم أمه كملكة فيمنعونها من العمل.. ويتولون هم في هذا اليوم كل أعمالها المنزلية بدلا منها ولكن أي يوم في السنة نجعله ''عيد الأم''؟''.
وبعد نشر المقال بجريدة ''الأخبار'' اختار القراء تحديد يوم 21 مارس/آذار وهو بداية فصل الربيع ليكون عيدا للأم ليتماشى مع فصل العطاء والصفاء والخير. وقد نشأت الفكرة حين وردت إلى علي أمين ذات يوم رسالة من أم تشكو له جفاء أولادها وسوء معاملتهم لها، ونكرانهم للجميل، ثم حدث أن قامت إحدى الأمهات بزيارة للراحل مصطفى أمين في مكتبه وقصت عليه قصتها وكيف أنها ترمَّلت وأولادها صغار، ولم تتزوج، وكرست حياتها من اجل أولادها، وظلت ترعاهم حتى تخرجوا في الجامعة، وتزوجوا، واستقلوا بحياتهم، وانصرفوا عنها تماماً ، فكتب مصطفى أمين وعلي أمين في عمودهما الشهير ''فكرة'' يقترحان تخصيص يوم للأم يكون بمثابة يوم لرد الجميل وتذكير بفضلها، وكان أن انهالت الخطابات عليهما تشجع الفكرة، واقترح البعض أن يخصص أسبوع للأم وليس مجرد يوم واحد، ورفض آخرون الفكرة بحجة أن كل أيام السنة للأم وليس يومًا واحدًا فقط، لكن أغلبية القراء وافقوا على فكرة تخصيص يوم واحد، وبعدها تقرر أن يكون يوم 21 مارس/آذار عيدًا للأم، وهو أول أيام فصل الربيع؛ ليكون رمزًا للتفتح والصفاء والمشاعر الجميلة.
كل ما وصلت إليه بفضل دعوات أمي
الفنان يوسف محمد يحمد الله انه نشأ في بيت يوجد فيه أبوه وأمه مع أشقائه، ''نحن ولله الحمد أسرة مترابطة ومحبة لبعضها، وأنا أتبارك بوجود والدتي ووالدي معي في نفس البيت، ووالدتي بالنسبة لي شيء كبير، والعلاقة التي بيني وبين أهلي علاقة صداقة فريدة من نوعها، وكل ما وصلت إليه من نجاح في حياتي يرجع إلى دعوات أمي وأبي، وأنا أستشيرهم في كل أمور حياتي مهما كانت صغيرة، ونحن نحرص في هذا اليوم أن نتجمع معا في بيت الأسرة، ونقوم بمفاجأة الوالدة بهدية نتشارك فيها جميعا''. وأكثر أغنية عن الأم تأثر في الفنان يوسف محمد هي أغنية الفنانة الكبيرة رباب، ''أمي يا كل الحنان''.
ويؤكد الفنان يوسف محمد أننا يجب أن نستغل كل فرصة للحب، ''أنا مع كل دعوة للحب وللترابط، لا يجب علينا أن نقول إنها سوف تؤثر في ديننا، خصوصا إنها ليست عبادة أو طقوس دينية بل هي دعوة للحب''.
كل يوم عيد للأم
يسرا 24 عاما، ترى في هذا اليوم فرصة مناسبة لتجديد الحب بين الأم والأبناء، ''أحرص في هذا اليوم على شراء هدية لأمي، وذلك بالمشاركة مع أشقائي، ويجب أن يكون كل أيامنا هو يوم للأم وليس يوم واحدا في السنة''. فاطمة حسين يرتبط يوم عيد الأم لديها بمناسبتين، ''عيد الأم يصادف أيضا عيد ميلاد شقيقتي، ونقوم بالاحتفال فيه مع عيد الأم، وفي هذا العام قمنا بعمل حفلة شواء في المنزل، وقمنا بشراء طقم من الذهب لوالدتي

المصدر: بوابة المرأة