إصابة الأم بالانهيار وانعكاسه على طفلها..

د. محمد أحمد النابلسي  

إن الأمراض النفسية التي تتبدى لدى الأم، عندما يكون طفلها في مراحل طفولته الأولى، تنعكس على طفلها بقساوة بالغة دفعت بـ أنتوني لاعتبارها عاملاً مهدداً لإصابة الطفل نفسه بالاضطراب النفسي والعقلي .هذا وقد أثبتت دراسة لـ Cohler أن إصابة الأم بالانهيار تنعكس على طفلها من خلال تباطؤ نموه الذهني وتأخر نضجه العاطفي إضافة لوجود ميول انهيارية لديه. وخاصة عندما يكون الطفل في مرحلة الرضاعة. وهذا الوضع اقتضى تحديد برنامج خاص هو التالي:


أ ـ دعم كل من الأم والطفل وتهيئتهما لمواجهة الحياة اليومية والالتزام بتناول العقاقير وفق التعليمات الطبية. وذلك منعاً للانتكاسات وإقراراً لعلاقة أفضل بين الأم والطفل.

ب ـ دعم الأم كي تستطيع إقامة علاقة عاطفية متبادلة مع طفلها. وذلك من خلال تعليمها لخطوات العناية بطفلها وبالتالي تعليمها كي تستجيب لحاجاته بطريقة مطابقة أو على الأقل قريبة من رغبات الطفل. وذلك من خلال فترة يومية تخصص للعلاقة بين الأم والطفل (تجري برعاية المعالج عندما يقتضي وضع الأم ذلك)
ج ـ تحري واكتشاف العلائم والنشاطات المشتركة بين الأم والطفل. فهذه العلائم تعطي للأم شعوراً بالكفاية والراحة وتحسن مزاجها. (لأنها تفتح أمامها سبل التظيف النرجسي)
د ـ دعم الأم كي تستطيع الإعراب عن حاجاتها العاطفية والعمل على تأمين هذه الحاجات فكفاية الحاجات العاطفية للأم من شأنه أن يجعلها أكثر كفاءة وقدرة على إقامة العلاقة العاطفية مع طفلها.
هـ ـ تخصيص جلسات علاجية فردية للأم. بهدف توعيتها وإقناعها بطبيعة ثنائية العواطف أمام طفلها (فهي تحبه وتكرهه في آن معاً). وبالطبع فإن العلاج يهدف إلى تدعيم مشاعر الأم الايجابية نحو طفلها.
هذا ويرى Musick و Judith أن تطبيق هذه الطريقة يعطي نتائج تجعل من نشر وتوسيع نطاق هذا العلاج أمراً غاية في الضرورة. إذ يلاحظ هذان الباحثان أن هذا العلاج يؤدي إلى تحسين قدرات المرأة على العناية بطفلها بحيث يصبح هذا الطفل متقبلاً لهذه العناية وبالتالي فإن رعايته تصبح أسهل. وهكذا فإن تربية هذا الطفل تصبح عادية وطبيعية مما يتيح له فرص النمو والتطور الذهني وكذلك التعلم في ظروف طبيعية.
وينتهي الباحثان إلى الفول بأن من شأن هذا العلاج أن يقضي على الحلقة المفرغة المتلخصة بأن كلاً من الأم والطفل يمارسان على بعضهما ضغوطاً سلبية بحيث يأزم أحدهما وضع الآخر من الناحية النفسية. (وهذا طبعاً في حالة إصابة الأم بهذا المرض)

المصدر: موقع نساء سوريا