إصابات الحبل الشوكي

مقدمة:

إصابة الحبل الشوكي الشديدة قليلة نسبياً ولكن نتائجها مدمرة وطويلة الأمد . ولا سيما أنه يصيب غالباً أشخاصاً تحت الثلاثين من العمر . يمكن لمحتوى القناة الشوكية أن يرتج وأن يرتض وأن يتكدم وأن يتهتك وأن يقطع ؛ حسب طبيعة الإصابة وشدتها .

والأسباب الغالبة هي حوادث الطرق هي أعالي القناة الرقبية وأسفلها والوصول الظهري القطني ، وهي مناطق الحركة القصوى، ولكن يمكن لأي مكان أن يصاب بالرض إذا تعرض العمود الفقري لضربة مباشرة أو لإصابة نافذة للقناة الشوكية .



والآليات الرئيسية لرض العمود الفقري هي الخلع والكسر في ملتقى الأطلس مع المحور ، والكسور – الخلوع مع تفتت العظم أو بدونه في مستويات الصلب الأخرى ، والقذائف النافذة وطعنات الخناجر التي ترج الحبل أو جدزره أو تقطعه مباشرة .

والأسباب الأقل مشاهدة هي الرضوض بفرط عطف العمود الفقري أو بفرط بسطه التي تعطب الحبل الشوكي في الأشخاص الذين يعنون من ضيق القناة الشوكية الخلقي أو المسبب عن داء الفقار المترقي المتعلق بالسن .

أنماط رضوض الحبل الشوكي وما ينجم عنها من عجز :

يمكن تفريق غصابة الحبل الكاملة عن الجزئية مباشرة بعد الرض. ففي الإصابة الكاملة تكون الموجودات العصبية هي علامات انقطاع الحبل . إذ تزول الحركة والحس كاملاً تحت مستوى الإصابة ( وقد يبقى القسوح " النعوظ المرض " أحياناً(

وتعكس الرخاوة وفقد المنعكسات الوترية وفقد وظيفة المصرتين حالة الصدمة النخاعية . وتدوم الصدمة النخاعية عادة عدة أيام على الأقل ولا تظهر علامة بابنسكي إلا بعد أيام . والإنذار بالنسبة للشفاء العصبي سيء جداً مهما كانت المعالجة المطبقة .

أما إصابة النخاع الشوكي الجزئية فتحدث في إصابة النخاع الرقبي أكثر مما تحدث في رضوض النخاع الظهري ويأخذ عدة أشكال . وبقاء أي حركة إرادية أو أي حس تحت الإصابة وقت الحادث يعني إمكان قدرة الحبل والجذور على الشفاء مع مرور الزمن . وعلى هذا الأساس توجه المعالجة .

يعقب ارتجاج النخاع الشوكي غالباً مرمي ناري يمر قريباً من القناة الشوكية دون أن يقطع الحبل الشوكي . ولا يكون الفقد العصبي كاملاً أبداً ويحدث التحسن بعد ساعات و أيام تاركاً أحياناً بقايا مذل معاود طارئ في الطرفيين السفليين تالٍ لندبة العمود الخلفي  علامة ليرميت Lhermitte’s Sign

وتصيب أذية الحبل المركزية الناتجة عن الرض بدئياً القطع الرقبية السفلى مع نزف حبري مركز حول القناة الشوكية المركزية أو مجاور لها ( ورم النخاع الدموي ) . والسبب الشائع هو الإصابات الخارجية الشديدة أو الكسور غير المتبدلة في القناة الشوكية ، ويكون الشلل وفقد الحس في الطرفيين العلويين أشد منه في الطرفين السفليين . وتكون إصابة حس الألم والحرور أكثر من إصابة حس اللمس وعلى مستوى الإصابة في العمود الرقبي . وشلل المثانة والوظيفة الجنسية في الرجال شائعان .

الاصابة بفرط بسط العنق:

وتحدث خزلاً شقياً خفياً يصيب الطرفين السفليين أكثر من الطرفين العلويين مع مذل مؤلم في الذراعين ونقص حس الوضعة والاهتزاز تحت الآفة . ويمكن للرض بفرط الانبساط أن يقلد انسداد الشريان الشوكي الأمامي الذي يحدث خزلاً في الأطراف الأربعة مترافقاً مع اضطراب حس الألم والحرور تحت الآفة وانحباساً حاداً في البول .

وتختلف إصابة الحبل الشوكي بفرط الانبساط ( يصيب الحبل الخلفي ) أو بفرط العطف ( يصيب الحبل الأمامي ) في شدتها كثيراً . ويمكن أن يشفى كثير من المصابين شفاء وظيفياً كبيراً كما يمكن للإصابات وحيدة الجانب أن تحدث أشكالاً من متلازمة براون سيكوار بأذية نصف الحبل .

والرض في مستوى القطنية الأولى أو تحتها يصيب المخروط النخاعي أو ذنب الفرس مسبباً شللاً رخواً وفقد حس شاملاً في زنار الحوض والطرفين السفليين مع شلل الجملة المستقلة وخلل في الوظيفة الجنسية .

المعالجة :

تتألف المعالجة الإسعافية في مسرح الحادث من وسائل لتجنب عطف العمود الفقري وذلك بوضع المريض على سطح قاس مستو لفحصه ولنقله . ويتطلب المصابون برض العنق مساعدة تنفسية من الفم إلى الفم إذا لزم .

ويجب نقل المصاب إلى مركز متخصص مجرب حالاً مع الانتباه الخاص في المصابين برض العنق لتثبيت العنق ومعالجة نقص التهوية أو انخفاض الضغط الشرياني . وإذا لم يكن هناك أذية عصبية ، يوضع المثابون بكسر أوبكسر وخلع في العمود الرقبي على جهاز شد رأس ويعالجون معالجة محافظة بانتظار استشارة الخبير .

وفي المصابين إصابة نخاعية جزئية مع دلائل على انضغاط نخاعي بالتصوير بالكات والمراي قد يكون من المفيد أن يزال الضغط بالجراحة آنياً .

ولكن في إصابة الحبل الشديدة بما فيها حالات الانقطاع الوظيفي فقلما تفيد فيها الجراحة المفتوحة وإنما تضيف إليها رضاً جديداً . ومع ذاك كله يتطلب المصابون بشلل الأطراف الأربعة أو الطرفين السفليين عناية مناسبة للمشاكل الرئوية والجلدية والمستقلة والعضلية الهيكلية والنفسية باستعمال أفضل التقنيات المستعملة في وحدات التأهيل المختصة .

المصدر: البوابة الصحية