أوقـات صعبـة

تدفع ظروف ما البعض للشكوى والتذمر والبوح بأنهم يعيشون اوقاتا صعبة ، لايعرفون متى او كيف تنتهي؟ فيما يصر آخرون على وصفها ب العصيبة او المرة في اشارة بليغة لمدى المعاناة التي بددت راحة البال ، واقتنصت الفرح من النفوس..



وصف اوقات او ايام بانها صعبة باب ندلف من خلاله للحديث عن حالة يصعب تقييم نتائجها،تختصر الكثير مما نود او نحجم عن قوله ، عبراسلوب يتجنب الاسهاب في تفاصيل كثيرا ما خلع عليها البعض صفات تتراوح بين القسوة والمرارة والالم والسواد.

وفي غياب معايير تحدد تلك الصعوبة يراها البعض في انتكاسة صحية ، ضائقة مالية ، خلافات بين ازواج او اهل ، عدم الحصول على ترقية او فرصة عمل ، فيما يعتبر رياضيون بأن ساحات الملاعب والبطولات هي خير من يكشف هذه الاوقات وبجدارة..

يحكي ساهر42عاما وهذا ليس اسمه ،بانه يعيش هذه الايام اوقاتا صعبة ، ينوء بحملها ، فالهم يكاد يفقده صوابه حين علم قبل شهر بان ساق ابنه مهددة بالبتر..ويحكي:،تعرض ابني لكسر في ساقه وبعد ازالة الجبص ، ظهر انتفاخ كبير فوق الركبة مباشرة اشبه بحبة بوملي، وهوما تم تشخيصه بشكل خاطىء من قبل طبيب اشرف على علاجه طيلة العام الفائت ،،حيث اجتهد بانه كيس من العظم سيتمدد مع نمو الطفل ويختفي في وقت لاحق، لكن الحقيقة كانت مخالفة تماما، فهناك كيس دموي بدأ ينخر العظم، وبعد ان تم استئصاله منذ ايام، ،تبين ان التأخر في تقييم الحالة والعلاج اتلف الثلث وانه بحاجة لزراعة عظم ، ويتساءل : لاادري كيف اصنف هذه الاوقات.. صعبة ،حالكة، عصيبة ام قاتلة ؟ حاولوا ان تبحثوا لي عن مفردة تجسد معاناتي وطفلي واسرتي من انانية طبيب ، لايكفي بانه لم يتمكن من معالجة ابني ، بل ولم يرشدني للطريق السليم في علاج الطفل المسكين.؟!! انتظار نتائج فحوصات طبية مختلفة وان كانت روتينية تتعلق بامراض مزمنة ،خبيثة او خطيرة تجعل كثيرين يعيشون اوقاتا صعبة، وتؤكد تغريد 45عاما بان صورة الممغرام الخاصة بالكشف عن سرطان الثدي ،تقلب حياتها راسا على عقب، تسيطر عليها حالة من القلق والتوتر ، ولايستفر الحال الا اذا طمأنها الطبيب بانه لم يطرأ اي تغييرعلى تلك الاكياس الموجودة في احد الثديين ...

الخلافات الاسرية هي الاخرى تحيل الاوقات باتجاه دفة اخرى.. وتصف مي اللحظة التي اكتشفت فيها بان زوجها متزوج باخرى ، بأنها الاسوأ في حياتها ، اتخذت قرارا بالخروج من حياته الى الابد مع بناتها الثلاث، لم تحتمل الصدمة حتى لو كان المبرر هو رغبته في ان يكون له ولد يحمل اسم العائلة بحسب قوله..

اجواء القلق والتوتر التي تتسبب بها الامتحانات في أي مرحلة دراسية ، تدفع غالبية الاسر لاعلان حالة طوارىء في البيت بخاصة خلال التوجيهي الذي مايزال بنظر الجميع اصعبها على الاطلاق،وتروي طالبة ثانوية عامة رؤى بأن الخوف من الامتحان ، واستنفاد قدرات الطالبات بسبب الدراسة المتواصلة والسهرحتى ساعة متأخرة من الليل ، ينعكس في صور مختلفة من الارتباك، فاكثر من طالبة تتعثر في اجاباتها بسبب الخوف. هناك من تشارف على الانهيار..او تصاب بنوبة بكاء او اغماء..

وقد تفيد القراءة والتأمل في كتاب (فجر طاقاتك الكامنة في الاوقات الصعبة) للكاتب ديفيد سكوت ويتضمن جملة وقفات وتجارب تساعد في التعرف على القدرات الداخلية وتعزيزها حتى تكون بمثابة خطوط ارشادية تساعد الانسان في شق طريقه في الحياة من خلال فصول كثيرة تناول كل منها موضوعا محددا له اهميته ، فكانت اقرب لنصائح مباشرة تم تقديمها باسلوب جاذب ، تتقبلها النفس بصدر رحب . ومن اهمها: تحقيق السعادة. كن ذاتك،راحة البال،اسعد نفسك ، لاتسمح للاخرين ان يلعبوا بك،اجعل حياتك افضل ، تقبل فكرة الموت،لاتجادل، كن لبقا وغيرها الكثير مما لايتسع ذكره ، رب ما يسهم في الخروج من مأزق هذه الاوقات التي سميت بالصعبة وعن سبق اصرار.!

 

المصدر: منتدى مخمليات