أهم النصائح في تجنب المشاكل الزوجية

عندما ينظر الزوجين إلى الأصدقاء والأقارب من حولهم، يجدون عدم خلاء بيت أو علاقة زوجية من الصراعات والمشكلات، ومن هنا تبدأ النظرة إلى تلك المشكلات على أنها شيء طبيعي لابد من حدوثه. واختلاف وجهات النظر بين الزوجين من السمات الطبيعية التي تظهر على مدى سنوات العلاقة بينهما، مما ينتج عنه بعض المشكلات، وتصبح قدرة الزوجين على إيجاد حل وسط بينهما عند حدوث مشكلة ما، هو ما يميز زوجين عن غيرهما، وهو ما يساعدهم على حماية علاقتهما الزوجية من الانهيار.



كل ما سبق شيء طبيعي، ولكن عندما تزيد المشكلات والمشاجرات بين الزوجين عن الحد وتصبح عادة مستمرة تحدث بشكل متكرر، يدرك حينها الزوجين أن العلاقة بينهما علاقة غير صحية سوف تؤدى إلى تدهور الترابط بينهما خطوة خطوة، وعندئذ يجب أن يقوم كلا الزوجين ببذل كل ما يمكنهما لإعادة العاطفة والمشاعر الجميلة بينهما لإنهاء المشاحنات وتهدئة الوضع...السؤال الذي يطرح نفسه بقوة هو: هل من الصعب تجنب المشكلات الزوجية؟ والإجابة بكل بساطة هي "لا".

لذلك نقدم لك سيدتي بعض النصائح الهامة لتساعدك على تجنب المشكلات الزوجية:

1- تجنبي المقارنة:

خطأ كبير تقع فيه الزوجات وهو مقارنة زوجها بغيره من الأزواج الآخرين لمن حولها من الأصدقاء والأقارب، حتى إذا كانت تلك المقارنة على سبيل الجد أو الهزل، فإنها فعل خاطئ يجب تجنبه. وذلك لأن زوجك يشعر بالإهانة والإحراج إذا تم وضعه في مقارنة مع آخرين، لذلك تعلمي أن تقدري ما لديك، ولا تنظري إلى ما في يد غيرك، لأن العلاقة الزوجية هي كينونة مقدسة تصل الزوجين مع بعضهم البعض برباط قوى، ولابد أن يكون أقوى من أي مقارنات.

عليك أيضاً عزيزتي الزوجة أن ترسخي بداخلك إيمان بأن زوجك هو أفضل زوج على الإطلاق، وليس هناك شيء ينقصه وأنك لا تتمنين في حياتك أكثر من وجوده معك حتى يكون الاقتناع نابع من داخلك، ولا يمكن أن تؤثر فيه أي عوامل خارجية، واعلمي عزيزتي الزوجة أن مجرد النظر إلى رجل آخر هو بمثابة خيانة لزوجك. لذلك يجب أن يكون زوجك هو فارس أحلامك الأول والأخير الذى لا يمكن أن تتخيلي أفضل منه، واعلمي أن القناعة كنز لايفني، فعندما تؤمن الزوجة بزوجها يبث الله في قلبها الحب والسعادة التي يقويها الرضا.

2- تعلمي أن تقدري زوجك وتضعيه في مكانة عالية:

لا تظهر الصراعات الزوجية فجأة، إنما هي نتاج للمشاجرات والمشكلات الصغيرة التي تتراكم حتى تكون حاجزاً بين الزوجين يسبب مشاحنات جوهرية، وإذا لم يتم اتخاذ خطوات إيجابية لعلاج تلك المشاحنات فسوف تصل إلى حد الانفصال لذلك انتبهي لما يلي:

  • يجب أن يكون هناك دائماً لحظة تأمل ومناقشة بينك وبين زوجك بعد كل مشاجرة تحدث، حتى يتم تحليل المشكلة وتحديد الأسباب التي أدت إليها.
  • يجب أن تكتشفي المسببات التي تثير المشكلات حتى يمكن تجنبها.
  • حاولي تجاهل المضايقات الصغيرة التي يفعلها زوجك وأن تجعلي الحب هو المرجع الذى يكون أمام عينيك دائماً، حتى يصد أي مضايقات تحدث بينك وبينه، وذلك لأن الحب يغفر الذنوب بدون عقاب.
  • اعلمي سيدتي أن قوة التفاهم بينك وبين زوجك لها القدرة على تقليل حدة أي صراعات يمكن أن تحدث بينكما.

3- اعملي على تجديد روح الالتزام والإخلاص بينكما:

كما ذكرت في الفقرة السابقة، يجب أن تتأكدي من تحليل أسباب المشكلات بينكما حيث يمكن أن يكون ذلك بمثابة الخطوة الأولى لوضع بعض القرارات، التي يمكنكم بها منع تلك المشكلات من الحدوث فيما بعد.

ومن هنا يمكنك إعادة شحن بطارية الإخلاص والالتزام بينك وبين زوجك، باستخدام كلمات تؤيد ذلك، ويمكن ترديدها دائما عند ظهور مؤشر يمكن أن ينتج عنه مشكلة لمنع حدوثها أو ظهور أي مشاحنات مشابهة في المستقبل.

وتلك الكلمات تلعب دور المنبهات، التي تعيد كلا منكما إلى وعيه عند بدء أي مشكلة، فمثلا عندما تبدئين الشك في تصرفات زوجك، أو يذهب ذهنك إلى التفكير في وجود امرأة غيرك في حياته، نتيجة لبعض الملاحظات التي قد لاحظتيها عليه، يمكن أن تردعي فكرك وتقولي: (لا يمكن أن يخونني زوجي لأنه يحبني كثيراً وهو إنسان مخلص لا يعرف الخيانة)، هذه الكلمات لها وقع قوى عند تكرارها عن اقتناع.

4- ابذلي مجهوداً أكبر للتحكم الذاتي في الغضب:

التحكم في الغضب من العوامل الهامة جداً للحفاظ على العلاقة الزوجية، فبرغم صعوبة السيطرة على الغضب، إلا أن الإخلاص والحب القوى يجب أن يكون هو الدافع الأقوى الذى يساعدك على التحكم في الغضب.

وعليك أن تضعي في ذهنك أن (الغضب) هو السلاح المدمر لأي علاقة زوجية، حتى تتذكري ذلك إذا وقعت أي مشاجرة بينك وبين زوجك، كما يجب أن تكوني أنت الدواء المهدئ لحالة الغضب.

لقد خلق الله المرأة بقدرات خاصة إذا تم استعمالها بشكل صحيح ستكونين أنت المياه التي تطفئ نار الغضب، لذا كونى دائماً مثل قطرات المطر التي تنقي الجو وتعيده إلى حالة الصفاء بعد هبوب العاصفة. واعلمي أن التراجع عن المواجهة بينك وبين زوجك عند حدوث شجار ليس ضعفاً أو عيباً، إنما هو منتهى القوة وهذا ما يؤكده الحديث الشريف الذى يقول إن المؤمن القوى هو الذى يمسك نفسه عند الغضب.

يجب أن تعلمي أن الغضب هو الذى يثير الكراهية وعدم الاحترام بين الزوجين، ولن يحل أي مشكلة إنما سوف يضخمها، فمن الأفضل أن تتعاملي مع زوجك عند الغضب بقلب مفتوح، بدلاً من أن تثيري المتاعب بينك وبينه حتى لا يصدر عنك أي لفظ أو تصرف مهين له، قد يبقى في ذهنه إلى الأبد ويسبب له جرحا لا يمكن شفاؤه.

5- بشكل دائم وثابت عليك إنعاش مشاعر الحب بينكما:

من السلبيات التي تواجه الزوجين على مدى العلاقة الزوجية بينهما تحول الحب إلى حالة من الجمود والجدية الروتينية، الخالية من المشاعر الرومانسية الجميلة، حيث ينسى الزوجين روح المرح وتأخذهم الحياة بمسؤولياتها ومشكلاتها، مما يسبب رتابة وملل يؤثران بالسلب على العلاقة الزوجية. ويحدث هذا غالباً بعد إنجاب الأطفال والانغماس في متطلباتهم والتفكير في مستقبلهم، ومن تلك النقطة تجف شجرة الحب والعاطفة وتفقد نضارتها ولونها الأخضر الزاهي حتى تتلاشى تماماً، لذلك أقدم لك تلك النصائح للحفاظ على جو من الألفة بينكما:

  • من المهم أن تحافظي على روح المرح والدعابة فزهور الحب تحتاج دائما إلى من يرويها ويرعاها، وذلك لأن تلك المشاعر هي الأساس الصحيح الذى تبنى عليه أي علاقة زوجية ناجحة.
  • يمكنك أن تقومي بخلق أشياء وأفعال مرحة مع زوجك، وألا تترك البسمة وجهك.
  • اعلمي أن تبسمك في وجه أخيك المسلم صدقة، فما بالك بتبسمك في وجه زوجك.
  • عليكي بتخصيص وقت تقضونه كعائلة معا حتى يتخلص كل فرد من التوتر وينعم بالهدوء والاسترخاء ولو مرة كل أسبوع. وهذه الطريقة ستساعد على ترابط وتقوية علاقتك مع زوجك، وذلك لأن الذكريات والأوقات الجميلة، تبقى محفورة في الذهن وتجعل الزوج يشتاق للعودة إلى أسرته حتى يسعد.
  • إن اختلاف وجهات النظر بينك وبين زوجك شيء صحي، يجعل كلاً منكما يتعرف على الطريقة التي يفكر بها الطرف الآخر، لكن الأكثر أهمية هو الإيمان أن تلك الاختلافات لا تفسد للود قضية، أي لا يجب أن تتحول إلى صراعات ومجادلات.
  • يمكن إيجاد الحلول لأي مشكلة زوجية إذا تم التعامل معها بعقل ناضج ومتفاهم يقبل الرأي الآخر ويحترمه بروح هادئة.

التمتع بزواج سعيد ليس مفيداً للزوجين فقط ،إنما هو الفيتامينات التي تقوى صحة ونفسية الأطفال أيضاً.

6- شاركي زوجك في اهتماماته:

من الأسباب التي تثير غضب الزوج وتصيبه بالإحباط، عدم اهتمام زوجته بمشاركته الكثير من الأشياء والموضوعات التي تهمه، حيث يجد من ناحيتها تجاهلاً وعدم احترام لذوقه ورغباته.

لذلك عليك عزيزتي أن يكون حبك لزوجك ورغبتك في إرضائه هو الدافع لمشاركته في كل اهتماماته، وأن تظهري حبك لما يحب، فمثلاً إذا كان يحب ممارسة نوع معين من الرياضة، يمكن أن تتابعي مبارياتها معه، وأن تحرصي على التواصل معه، وإذا كان يحب نوعاً معيناً من الطعام يجب أن تتقني صناعته من أجله، وإذا كان يهتم بالتحدث عن أخبار السياسة أو غيرها حاولي أن تتعرفي على أحدث ما يوجد على الساحة حتى تناقشيه معه.

خلاصة القول شاركي زوجك في اهتماماته حتى لو اعتقدتي أنها أشياء تافهة في مظهرها، ولكنها بالنسبة له في جوهرها غاية في الأهمية.

7- فاجئيه بين الحين والآخر بهدية:

اعتبار الزوجة أن زوجها مجرد آلة تدر عليها المال، من أكثر الأشياء التي تثير غضبه وإحساسه بالجفاء، لذلك عليك أن تهتمي بتقديم هدية ولو بسيطة لزوجك من وقت لآخر، لتظهري له اهتمامك به وحرصك على إسعاده والتعبير عن حبك له. فالهدية من أكثر الطرق التي تقوى علاقة الحب بين الناس، وهذا ما يؤكده حديث الرسول صلى الله عليه وسلم: "تهادوا تحابوا"، حيث تملك الهدية قوة سحرية تزيل أي أثر للغضب أو الخلاف، وتخلق جواً من المشاعر الرقيقة.

8- اتركي لزوجك وقتا للاختلاء بذاته:

أحياناً يكون الزوج في حالة نفسية تتطلب أن يجلس بمفرده مع نفسه، لإعادة النظر والتفكير في بعض الموضوعات الهامة التي لا يحب أن يتدخل بها أي شخص، حتى ولو كان هذا الشخص هو زوجته نفسها.

الخطأ الذى تقع فيه العديد من الزوجات، هو إحساسها بالبعد وعدم اهتمام زوجها بها، نتيجة لرغبته في الاختلاء بنفسه مما ينتج عنه حالة من الغضب التي تنشأ عنها المشكلات.

عليك سيدتي أن تتركي مساحة لزوجك كي يتنفس بعض الهواء بمفرده، وأن تحترمي رغبته في الانفراد بذاته، ولا تكوني دائماً ملحة وثرثارة وفضولية بدرجة تزيد عن الحد وتؤدي إلى شعور زوجك بالملل منك، حيث إن كثرة الضغط تولد الانفجار.

9- كوني دائما المترجم الفوري لما يدور في عقل زوجك:

عدم تمتع الزوجة بسرعة البديهة، من العيوب التي تغضب الزوج وتجعله يشعر أن زوجته بعيدة عنه، ولا يمكنها فهم ما يجول بخاطره وهذا يجعله يتجاهلها ويستعين بآخرين ويمكن أن يكون من هؤلاء الآخرين امرأة أخرى، يمكنها فهم زوجك أكثر منك.

احذري أن تقعي في هذا الخطأ وحاولي دائماً أن تكوني بمثابة مترجم له القدرة على فهم وإدراك ما يفكر فيه زوجك قبل أن ينطق به، هذا الفهم بين الزوجين يتولد من القرب والتفاهم وإحساس كل منهما بالآخر.

10- لا تفشي أسرار زواجك لأى أحد:

يشعر الزوج أن حياته الزوجية فقدت قدسيتها وأهميتها عندما تخرج الزوجة سر زوجها للغير وينتج عن ذلك عدم الثقة والمشكلات الكثيرة. عليك أن تعلمي أن تفاصيل حياتك الزوجية ليست موضوعا عاما للمناقشة مع الآخرين، إنما هي أسرار غاية في الحساسية والخصوصية، التي يجب المحافظة عليها وعدم نقلها لأحد خارج نطاق بيت الزوجية.

اعلمي أن بيت الزوجية مثل الدولة الصغيرة، وأن ما يقع خارجه مثل الدول الأخرى، وأن إفشاء أي سر عن حياتك الزوجية بمثابة الخيانة العظمى لولائك لوطنك الصغير لكنه في الحقيقة أهم وطن يجب أن تخلص له المرأة وتحافظ عليه.

11- لا تنسى ذكر الله والدعاء:

ذكر الله من الطرق الربانية التي تملك تأثيراً خارقاً لا يمكن مقارنته بأي طريقة أخرى، فدائماً اجعلي بيتك ينعم بذكر الله وعبادته، وحافظي على متابعة الصلوات وتذكير زوجك بها بطريقة محفزة مهذبة، حتى تشجعيه على تقوية الرابطة بينه وبين الله.

القرب من الله يدخل السكينة والطمأنينة والسعادة إلى بيت الزوجية، ويجعل كل طرف يتعامل مع الآخر بضمير إنساني وتقوى لله، وهذه التقوى تتوج الحياة الزوجية بالبركة الإلهية التي تفوق كل الاختراعات والعلوم.