أنواع الخوف وكيفية التغلب عليه

أنواع الخوف وكيفية التغلب عليه



الخوف من الله:

وهو خوف مهم في حياة كل مسلم ،ولقد فطر الله عباده على الخوف منه ، والإحساس بالعبودية له،

وهو مايدفع الإنسان إلى تقوى الله واسترضائه وإتباع منهجه وسنة رسوله وترك مانهى عنه

يقول تعالى( إنما المؤمنون الذين إذا اذكر الله وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم آياته زادتهم ايمانا) الأنفال.

وقوله تعالى( إنا نخاف من ربنا يوما عبوسا قمطريرا).

 

الخوف من الموت:

وهو من أنواع الخوف الشائعه بين الناس، وقد جاء في القرآن الكريم(قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلاقِيكُمْ ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ [الجمعة:8].

والخوف من الموت لم يسلم منه احد حتى نبي الله موسى عليه السلام عندما خاف أن يقتله فرعون،

فقد ورد في القرآن على لسان موسى عليه السلامفي قوله(ولهم علي ذنب فأخاف أن يقتلون).

وإذا شعر المؤمن بخوف من الموت فهذا ناتج عن خشيته من الا يحظى بمغفرة الله وألا ينال رحمته ورضوانه..

وهنا تتجلى روعة مارواه ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال: عينان لاتمسهما النار أبدا : عين بكت من خشية الله ، وعين باتت تحرس في سبيل الله)..رواه الترمذي.

 

خوف الإنسان من الإنسان:

وهو خوف غير طبيعي فيؤدي هذا الخوف إلى ترك واجب و فعل محرم إذ قال الله تعالى(فلا تخشوا الناس واخشون)

الخوف من الفقر:

وهو أيضا من المخاوف الشائعه ويأتي الخوف من الفقر من أشد المخاوف تدميرا، وبالرغم من أنه حالة ذهنية لكنه كاف لتدمير فرص الشخص بتحقيق أي إنجاز في أي ميدان كان. وهذا الخوف يشل العقل، ويدمّر الخيال، ويقتل الاعتماد على الذات، ويقوض أسس الحماس، ويمنع المبادرة ولا يشجع عليها، ويقود إلى ضياع الهدف، ويشجع التردد والمماطلة ويجعل من المستحيل تحقيق ضبط النفس والسيطرة عليها. وهو بالإضافة إلى ذلك يسلب قوة الشخصية، ويبدد تركيز الجهود، ويتغلب على المثابرة، ويضعف قوة الإرادة ويدمّر الطموح ويُضعف الذاكرة ويدعو إلى الفشل بكل أشكاله.

الخوف من المرض:

وهو خوف عادة ما يعتري الإنسان خاصة عندما يرى بعض الحالات المرضيه أو عندما يشعر ببعض الآلام

ثم توسوس له نفسه بأن هذه الآلام قد تكون مرضا خطيرا مما يتسبب في تولد شعور بالخوف..

وإذا استمر هذا يتحول الخوف إلى قلق.. وهناك أنواع أخرى من الخوف:

- الخوف من الهواجس.

- الخوف من الظلام.

- الخوف من المرتفعات.

- الخوف من الأماكن المغلقة.

- الخوف من الإقدام على أي عمل جديد.

- الخوف من حادث طاريء.

 

 

كيفيه التغلب على الخوف:

بالرغم من إن انفعالات الخوف تؤدي وظيفة هامه في حياة الإنسان ، حيث تجعله يتخذ الاحتياطات الازمه لمواجهة هذا الخوف،مما يعينه على حفظ ذاته وبقائه ، إلا إن الاستمرار في الشعور بالخوف يضر بصحة الإنسان ، ويعتبر دليلا على حدوث اضطرابات في شخصيته.

لقد دلت الإحصائيات إن نسبة عاليه من المرضى الذين يترددون عادة على عيادات الأطباء لا يشكون من أمراض عاديه عضويه فحسب، بل يشكون من اضطرابات سلوكيه ناشئه من مشكلات نفسيه .

ولقد سبق القرآن العلوم الحديثه عندما حرص على توجيه الناس إلى التحكم في انفعالاتهم،

وذلك بعدم الخوف من الأمور التي تثير الشعور بالخوف مثل الموت والفقر وغيرها ..

فالمؤمن المتفهم لحقيقة الموت لا يخافه ، لأن الموت ينقله إلى حياة النعيم التي وعد الله بها عباده المتقين

فالدنيا حياة فانية ونعيمها زائل وان الحياة الآخرة هي الحياة الباقيه ونعيمها لايزول....

قال تعالى(وما أُوتيتم من شيءٍ فمتاع الحياة الدنيا وزينتها وما عند الله خيرٌ وأبقى أفلا تعقلون).

كذلك يجب علينا عدم الخوف من الفقر فالرزق بيد الله سبحانه وهو الرزاق ذو القوة المتين

وقوله تعالى (نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُمْ مَعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ [الزخرف:29-32].

وكذلك نصح الله عباده باللجوء إليه إذا المت بهم مصيبة أو مكروه(وان يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو وان يمسسك بخير فهو على كل شيء قدير (17) وهو القاهر فوق عباده وهو الحكيم الخبير (18)} سورة " الإنعام)

وعلينا أن لاننسى قول الله تعالى(بل الإنسان على نفسه بصيرة ولو ألقى معاذيره)

ففي هذا القول العظيم اشاره صريحه إلى أن الإنسان اعلم بخبايا همومه ومشاكله وهذا ما أشار إليه الشاعر بقوله:

لايعرف السم إلا من يكابده ومن رأى السم لا يشفى كمن شربا

لذا يجب على الإنسان أن يلجأ إلى الله أولا ثم إلى نفسه فيسجل مايدور بخلده من أمور ثم يحاول معرفتها وتفسيرها وبالتالي الاستعانة بالله ثم بالبحث عن الحلول المناسبه لها.

فإذا كذب على نفسه فلن يجد أي حل لحالته ويصح فيه قول الله تعالى(انظر كيف كذبوا على أنفسهم وضل عنهم ما كانوا يفترون).