أنت المخرج الرئيسي لحياتك

معظم البشر العاديين يقومون بدور الممثلين فى فيلم  يتولى الإخراج فيه اخرون.
و هم بذلك يتلقون التوجيه الخارجى من خلال اولئك البشر الذين يعيشون بينهم ومن خلال الاحداث الخارجية  وكذلك من خلال قوى الشر فى الكون  ومن جهة السياسة والاقتصاد ووسائل الاعلام.
ومهما يكن من أمر فعاليتهم و نشاطهم فإنهم لا يعتبرون المخرجين الحقيقين فى حياتهم ما داموا يعطون ردود الافعال على احداث خارجية ...


ولتوضيح الأمر  نأخذ مثلا الموقف التى تتعرض فيه للهجوم بالكلام والاستخفاف من قبل شريكك Hو رئيسك.. كيف ستكون ردود أفعالك؟
ربما احسست بالجرح أو الصدمة أو إنتابك الغضب بسبب ذلك و لم تتبادل بعد كلمة مع شريكك او رئيسك و تركته و لم تهتم به.
لقد صدر عنك رد فعل و لكن مخرج هذا المشهد لم يكن أنت و قد كنت مجرد ممثل !!!!
نعم لانك لو كنت مخرجا لكنت تصرفت على غير هذا النحو..
مثلا كان يجب عليك ان تمسك بزمام المبادرة و تواجه شريكك او رئيسك مواجهة الانسان صاحب السيادة و بكل قوة و كنت حاولت ان تستنتج السبب وراء سلوكه هذا معك و تبدى تجاهه التفهم و تجعله ينظر الى الوضع نظرة موضوعية.
لذا يجب على كل انسان أن يتمكن  من معرفة الفرق بين مجرد اصدار ردود الافعال و بين الفعل و التصرف  لأن عندما نتولى زمام القيادة بدلا من الاقتصار على ردود الأفعال فان ذلك سيعود عليك بسلسلة من المزايا و يحدث تاثيرا ايجابيا فى طريق نجاحك.
غير أن كل طريق للتطور ينطوى على خطر يتمثل فى ان يشعر الفرد بقدر كبير من الثقة الزائدة ويعتقد انه أنجز كل شىء و أن كل الأمور اصبحت فى قبضة يده.
و نتيجة لذلك يتهاون و يتكاسل في الانتباه والمراقبة والسيطرة والأحكام والمران و فجاة تتغلب عليه الأحداث الخارجية التى ظن انها اصبحت فى قبضة يده  و يضبط الشخص نفسه و هو يعود مرة اخرى الى اصدار ردو الافعال من جديد بدلا من ان يمسك زمام القيادة.
وفي هذه اللحظة تتضح معرفة انه يمسك خيط رفيع من السهل ان ينقطع اذا لم يكن منتبها بما يكفى. و يدرك حينها ان تطور شخصيته يكمن فى تطور ثابت يستغرق سنوات طويلة ويدوم مدى الحياة فى كثير من الاحيان و بتحقيق للاستقرار  يتطور الفرد على نحو مستمر من ممثل الى مساعد مخرج و الى مخرج.
و لكن المخرج أيضا لابد له ان يعمل على تطوير نفسه وادواته ليصبح اكثر ثقة و يقينا على نحو مستمر.
لذا عليك أن تقوم بهذا التدريب الذى سيساعدك فى تطوير ذاتك :
اكتب على ورقة اسماء كل الممثلين فى فيلم حياتك، و من هؤلاء، مثلا شريكك أو شريكتك، و ابنك او ابناؤك، و صديقك او صديقتك. و سكرتيرك الخ....... و لتدع  هناك مكانا بين الافراد المتفرقين.
و اضف الى ذلك الان ماهية الخصال و المواهب و نقاط القوة و نقاط الضعف التى ينطوى عليها كل فرد من هؤلاء.
انظر الان فى كتاب إخراج حياتك فى صورته الحالية و اجب عن الاسئلة التالية :
ما هو الدور الذى يلعبه كل شخص فى الوقت الحالى فى فيلمى؟
هل يتلاءم  الدور ايضا بالفعل مع هذا الفرد؟
هل يتماشى الدور مع مؤهلات هذا الفرد؟
ام هل يستطيع هذا الفرد ان يلعب دورا رئيسا بدرجة اكبر فى فيلمى؟
كيف كان لابد ان يبدو الدور بالنسبة لهذا الفرد ليوفى مؤهلاته حقها على نحو كامل؟
و لتمارس هذا التمرين بهذا الشكل مع كل الافراد و لتقرر هل عبأت هؤلاء على الوجه الصحيح ام ينبغى لك ان تقوم باجراء تغييرات و ذلك لاظهار الغامض الموجود لدى الممثلين العاملين معك على نحو افضل و هذا لمصلحتك مثلما هو لمصلحة الاخرين ايضا.
ثم  عرف الادوار المتفرقة اذا اقتضت الضرورة تعريفا جديدا و انطلق بالممثلين العاملين معك و علمهم لكى يلعبوا دورهم منذ الان فصاعدا على نحو مختلف..
أنت المخرج الرئيسى  لحياتك
بقلم : علا العلمى
خبيرة تنمية بشرية وإدارية