أمور يجب أن تفكر فيها قبل أن تغير مهنتك

تستيقظ كل صباح وأنت تشعر بعدم الرغبة في الذهاب إلى عملك الذي مللت منه، أو ربما لا تريد الذهاب لأنَّ ما تتقاضاه من أجر لا يناسبك ولا يلبي طموحك أو لا يناسب مؤهلاتك، أو لأنَّك غير راضٍ عن بيئة العمل أو طريقته.



أسباب كثيرة قد تدفعك إلى ترك عملك وتغيير مهنتك وتنتظر الوقت المناسب للمضي قدماً في خططك، ولكنَّ تغيير المهنة ليس بالقرار السهل؛ إذ توجد مجموعة من الأمور التي يتعيَّن عليك دراستها بشكل جيد قبل الإقدام على تلك الخطوة الجريئة.

ما هي أسباب التفكير في ترك العمل؟

1. الأجر:

أول ما يفكر فيه كل راغب في العمل هو الأجر الذي سوف يتقاضاه من تلك الوظيفة، وهل يتناسب ذلك الأجر مع عدد ساعات العمل والجهد الذي يبذله؟ وهل سيكون كفيلاً بإشباع حاجاته الأساسية للحياة؟

يستمد الكثيرون قيمتهم الاجتماعية من قيمة الأجر الذي يتقاضونه، ويمثل هذا الأجر مصدر الأمان والطمأنينة بالنسبة إليهم؛ فإذا ما شعر الفرد بأنَّ ذلك الأجر لم يَعُد يحقق له هذه العناصر، غالباً ما يلجأ إلى البحث عن عمل بديل ويسعى إلى طريق تغيير مهنته للبحث عن أجر أفضل.

2. الانتقال نحو مهنة مرغوبة ومحبوبة:

الدافع موجود في كل سلوك من سلوكات الفرد؛ فهو الذي يحدد أهدافه وطريقة تنفيذها ويحرك الفرد في الحياة ويقوده إلى التميُّز في عمله، لكن عند فقدان هذا الدافع تنعدم الرغبة في الاستمرار في العمل ومحاولة البحث عن عمل جديد يستطيع من خلاله تحقيق أهداف جديدة.

3. العمل وفقاً للمؤهل الدراسي:

يضطر الكثيرون من الأفراد إلى العمل في غير اختصاصهم الدراسي والمؤهل العلمي الذي يحملونه طلباً للوظيفة والمال، وما إن تُتيح لهم الحياة فرصة العمل في اختصاصهم حتى يفكروا في ترك هذه الوظيفة والانتقال إلى الأخرى.

4. الأمان الوظيفي:

تتعدد الأسباب التي يمكن للمنظمة من خلالها التخلي عن خدماتك، فالخوف المستمر من فقدان الوظيفة والإحساس بعدم الراحة الذي يضطر الموظف إلى اختباره باستمرار هو من أهم الأسباب التي تدفع به إلى البحث عن مهنة أخرى تكون مُتاحة له إلى أجل غير مسمى.

5. العمل مع أفراد تحبهم:

قد يعمل الفرد في عمل ما لأنَّه يحب شخصاً ما في ذلك العمل، فتقديم خدمات لذلك الفرد طريقة في إثبات الحب له، وبذهاب ذلك الشخص أو البعد عنه تنتهي الرغبة في البقاء بذات العمل ويرغب في البحث عن مهنة جديدة.

6. الرغبة في الترقية والحصول على منصب إداري:

غالباً ما نجد مدربي الموارد البشرية يؤكدون أهمية الترقية في العمل ودورها في نيل رضى العاملين كونها سبباً رئيساً يضمن الاحتفاظ بهم وجذب المزيد من الكفاءات، لكن إن لم يستطع العمل الذي يمارسه الفرد أن يمنحه فرصة الترقية، فقد يلجأ إلى البحث عن عمل آخر يسمح له بالترقية والتطوير من ذاته للوصول إلى القيمة الاجتماعية التي يريد ويسعى إليها.

7. تغيير مكان الإقامة:

قد يضطر الفرد إلى الانتقال للعيش في مكان آخر ويضطر إلى ترك عمله السابق والبحث عن عمل جديد في مكانه الجديد.

8. انتهاء عقد العمل القديم:

توجد بعض الأعمال التي ينتهي فيها العمل عند سنٍّ معينة، فقد تكون من الأعمال التي تتطلب جهداً عضلياً محدداً ولم يَعُد عمر الفرد يناسبه، أو يترك العمل بسبب التقاعد أو أسباب صحية محددة، وأيَّاً كان السبب؛ فقد يلجأ الفرد بعد ترك عمله القديم إلى البحث عن عمل جديد للاستمرار في الحياة.

شاهد بالفديو: 7 علامات تدل على ضرورة ترك عملك والبحث عن عمل جديد

أسئلة ينبغي عليك الإجابة عنها قبل تغيير مهنتك:

1. هل لديك الخبرة في العمل الجديد الذي سوف تلتحق به؟

عند التفكير في تغيير العمل والانتقال إلى عمل جديد فإنَّ أول ما يجب أن تفكر فيه هو ما الذي تعرفه عن العمل الجديد؟ وما يتوافر لديك من خبرات حوله؟ وعن طريقة عمله؟ وما هي المهارات الواجب توافرها لهذا العمل؟ وما الذي تملكه منها؟ وما الذي يجب عليك تعلُّمه لكي تستطيع الدخول في العمل الجديد؟

توفِّر الخبرة شرطاً أساسياً قبل التفكير في التقدم إلى العمل الجديد؛ فهي من أهم شروط نجاحك المهني، فهي التي تُتيح لك فرصة تطوير الذات باستمرار في مجال العمل والذهاب باتجاه التميز والإبداع فيه، كما أنَّ الخبرة تجذب انتباه أصحاب القرار نحوك عندما يبحثون عن الأفراد المناسبين لتولِّي المناصب الهامة في المنظمة، فخبرتك سوف تفتح لك آفاق عمل جديدة وفرصة للترقية أيضاً.

2. ما هو المستوى الاجتماعي المناسب للعمل الجديد؟

توصَّلت دراسة إسبانية نشرتها صحيفة "الكونفيدينسيال" الإسبانية إلى نتيجة وهي أنَّ الأشخاص المرموقين اجتماعياً هم الأكثر حظاً في الحصول على العمل، وقد أظهرت هذه الدراسة وجود تميز واضح يكون بين الأفراد المرموقين وغيرهم من العاديين في مقابلات العمل.

ملخَّص القول الذي يجب أن نستنتجه من ذلك الكلام: توجد مهن تكون فرصتك في الانتساب إليها عالية، بينما توجد مهن أخرى سيتم تفضيل الشخصيات المعروفة اجتماعياً عليك؛ لذا لا تخاطر في فقدان عملك الحالي من أجل عمل غير مضمون.

3. ما هي قيمة الأجر الذي سوف تحصل عليه؟

من المفروض أنَّك سوف تترك العمل الحالي للالتحاق بعمل أفضل، لكن إذا كنتَ سوف تنتقل إلى وظيفة جديدة دون تغيير في المهام، فمن البديهي أن يكون الأجر الذي سوف تتقاضاه مشابهاً لوظيفتك القديمة، لكن في حال الانتقال إلى عمل جديد فعليك معرفة ما هي متوسطات الأجور في البلاد عامة وما هو المقابل المادي لهذه الوظيفة بالتحديد؟ وهل يتناسب هذا الأجر مع الجهد الذي سوف تبذله؟ وما هي إمكانية الزيادة في الأجر؟ وما معايير تلك الزيادة؟ وهل يشمل الأجر أيَّة امتيازات إضافية يمكن الحصول عليها وكيف ذلك؟

عليك دراسة خياراتك بشكل صحيح فربما هذا العمل الجديد يتيح لك فرصة الترقية الإدارية، لكن بأجر ليس بالكثير أو على النقيض من ذلك أجر جيد لكن دون فرصة للتطوير؛ لذا يجب الحرص على التأكُّد من الأشياء التي تريدها فعلاً.

4. بماذا تتميز بيئة العمل الجديد؟

هل كنتَ من الأشخاص الذين تسبب لهم بيئة العمل التوتر المستمر وعدم الراحة في المكان؟ هل أنت تعيسٌ في عملك وفقدت شغفك بالمهام التي تقوم بها ورغبتك في الإنجاز بسبب سوء بيئة العمل وترغب في الابتعاد عن ذلك العمل بسبب ذلك؟ توجد مجموعة من الأشياء التي يجب عليك السؤال عنها قبل الانتقال إلى عمل جديد فيما يخص بيئة العمل مثل:

  1. طريقة العمل هل هي ضمن فريق أم بشكل فردي؟
  2. هل تتيح بيئة العمل التدريب؟
  3. ما هي أنواع التدريب المتاحة لترميم ما ينقصك من خبرات؟
  4. هل تمنحك حياة اجتماعية أفضل وتُتيح التواصل الفعال مع الآخرين؟
  5. هل تشجع الابتكار والإبداع الإداري؟
  6. هل توجد مرونة في طريقة العمل واتخاذ القرارات أمَّا توجد قوانين صارمة ينبغي التقيد بها؟

يُضاف إلى ذلك شروط بيئة العمل الفيزيائية من إضاءة وتهوية وضوضاء وتدفئة وأماكن الجلوس والتقنيات المستخدمة.

5. كم عدد ساعات العمل؟

من الجيد معرفة عدد الساعات التي يجب أن تعمل خلالها وترى فيما إذا كانت تحقق لك التوازن بين حياتك الشخصية وحياتك العملية بالإضافة إلى تناسبها مع الأجر الذي تتقاضاه.

إقرأ أيضاً: لماذا يجب عليك التوقف عن العمل ساعات طويلة؟ وكيف تفعل ذلك؟ - الجزء (1)

6. هل يمنحك العمل الجديد الأمان الوظيفي؟

يركز معظم الباحثين عن العمل في أعمال محددة ويهملون أعمالاً أخرى بسبب أنَّ الأولى تمنحهم الأمان الوظيفي بينما الثانية لا ثبات فيها على الرغم من أنَّها تكون أجدى مادياً، فالإنسان بالفطرة يبحث عن كل ما يمكن أن يمنحه السكينة ويخلصه من الخوف، والأمان الوظيفي هو حالة الأمان المستقبلي التي نجدها في أعمال دون سواها؛ لذا فكِّر في هذه النقطة وهل أنت جاهز للمغامرة بخسارة عملك الحالي مقابل عمل آخر قد لا يوفر لك الأمان الوظيفي؟

7. هل ستحصل على الراحة النفسية والاطمئنان؟

أهم أسرار النجاح في العمل هي شعورك بالراحة النفسية وحصولك على التعاطف والدعم والمساعدة اللازمة وقت حاجتك إليها من قِبل المحيطين بك في العمل، كما أنَّه من الهام أن يكون هذا العمل يسمح لك بالبوح بما تفكر فيه والمشاركة في رأيك والتعبير عن أفكارك بحرية، وأن يكون عملاً يعطيك فرصة لتصحيح أخطائك البسيطة التي يمكن أن تقترفها.

8. هل ستتمكن من كسر الروتين؟

كسر الروتين

إنَّ من أهم أسباب البحث عن عمل جديد هو تغيير الروتين والنمطية في الحياة والبحث عن أشياء جديدة تبعث فينا النشاط من جديد؛ لذا تأكَّد من أنَّ العمل الجديد يمكن أن يمنحك هذا على الأقل.

9. هل ستلبِّي طموحك؟

تختلف رغبات وطموحات البشر من فرد إلى آخر، فإذا كنت ترى أنَّ العمل الجديد سوف يمنحك الفرصة لتصل إلى مرادك ويلبي طموحك في الحياة وتستطيع من خلاله تحقيق ذاتك، عندئذ يمكنك التفكير في ترك عملك الحالي والالتحاق به.

إقرأ أيضاً: ما هو الطموح؟ وكيف تحقق طموحاتك؟

الخلاصة:

قد تغامر بترك وظيفتك الحالية وتلتحق بوظيفة جديدة اعتقاداً منك أنَّك سوف تكون بخير، لكن يجب أن تنتبه جيداً قبل الشروع في خوض هذه المغامرة فليس من الضروري أن يكون قرارك صائباً، فربما تفشل في وظيفتك الجديدة وتُصاب بخيبة أمل نتيجة لذلك، كما قد يحدث خلاف وتحقق السعادة والراحة التي بحثت عنها؛ لذا عند الإقدام على أيَّة خطوة ادرس خياراتك المتاحة جيداً وفاضل بينها لانتقاء الأفضل.

المصادر: 1، 2، 3، 4، 5، 6، 7، 8




مقالات مرتبطة