ألم الوجه؟

إن الألم العيني وحول العين يجب أن يعتبر صداعاً (انظر سابقاً) عندما لا يكون ناجماً عن مرض عيني. ويشمل ذلك الألم الدراماتيكي في الألم العصبي الشقيقي أو الصداع العنقودي. وفي حالات نادرة قد تسبب الآفات الالتهابية أو الارتشاحية في قمة الحجاج أو في الجيب الكهفي حدوث ألم في العين أو حولها لكن يترافق ذلك عادة مع علامات منذرة ناجمة عن إصابة الأعصاب المحركة للعين. قد يرافق الألم العيني اضطرابات الشريان السباتي خاصة تسلخ الشريان Dissections وقد يترافق بعد ذلك مع متلازمة هورنر.



إن الألم في الأجزاء الأخرى من الوجه قد يكون ناجماً عن مشاكل في الأسنان أو في المفصل الفكي-الصدغي. ونادراً ما تسبب الجيوب الأنفية الملتهبة ألماً وجيهاً مستمراً بغياب الاحتقان الأنفي الواضح. يجب التفكير بحالة نادرة جداً لكنها خطيرة هي الدُبيلة (تجمع القيح) تحت الجافية Subdural Empyema وذلك إذا تلا التهاب الجيوب حدوث ألم وجهي شديد وحيد الجانب مع علامات التخريش الدماغي الاختلاجات و/أو تبليد الإحساس Obtundation إن الآفات المخربة للعصب مثلث التوائم المسببة للألم نادرة جداً لأن مثل هذه الآفات تسبب عادة فقد الحس في مناطق توزع العصب أكثر من الألم.

إن معظم المرضى المصابين بألم مستمر في الوجه يكونون مصابين بألم العصب مثلث التوائم Trigeminal Neuralgia أو ألم الوجه غير النموذجي أو الألم العصبي التالي للهربس Post-Herpetic Neuralgia. وإن التمييز الرئيسي بين هذه الحالات هو في طبيعة الألم، حيث يحدث ألم العصب مثلث التوائم بشكل وصفي عند المرضى فوق عمر 55 عاماً ويكون الألم قصير الأمد لكنه شديد ومتكرر ويوصف بأنه يشبه البرق وأكثر ما يتم الشعور به في الفرعين الثاني والثالث للعصب.

من جهة أخرى فإن الألم الوجهي غير النموذجي هو ألم مستمر لا يهدأ Unremitting ويتمركز فوق الفك العلوي وعادة فوق الجهة اليسرى وهو يحدث بشكل أكثر تواتراً عند النساء في منتصف العمر. إن الألم العصبي التالي للهربس هو ألم مستمر يتم الشعور به كألم حارق في كامل المنطقة العمر. إن الألم العصبي التالي للهربس هو ألم مستمر يتم الشعور به كألم حارق في كامل المنطقة المصابة التي تكون غالباً حساسة جداً للمس الخفيف. يكون السبب عادة واضحاً من قصة الهربس النطاقي في الفرع العيني للعصب مثلث التوائم.

ألم العصب مثلث التوائم TRIGEMINAL NEURALGIA :

المظاهر السريرية:

تسبب هذه الحالة آلاماً حادة جداً وطاعنة Lancinating في مناطق الفرعين الثاني والثالث من العصب مثلث التوائم ويحدث عادة عند الأشخاص في منتصف العمر أو الكهول. يكون الألم شديداً وقصير الأمد جداً لكنه متكرر ويجعل المريض يجفل Flinch وكأنه مصاب بعرة حركية Motor Tic، لذلك فإن المصطلح الفرنسي لهذه الحالة هو العرة المؤلمة Tic Douloureux.

قد يتحرض الألم بلمس مناطق مثيرة للألم ضمن منطقة العصب مثلث التوائم أو بتناول الطعام وهكذا. لا يوجد عادة علامات أخرى، ورغم أن أعراضاً مماثلة قد تحدث في التصلب المتعدد المتقدم أو نادراً مع آفات أخرى ولكن قد تحدث في هذه الحالة تبدلات حسية في منطقة العصب مثلث التوائم أو الأعراض والعلامات الأخرى لجذع الدماغ. وهناك ميل في هذه الحالة لأن تهجع وتنكس على مدى سنوات عديدة.

 الإمراض Pathogenesis:

إن الفرضية الحالية حول سبب هذه الحالة تقترح أن الألم العصبي من الأشيع أن يكون ناجماً عن انضغاط جذيرات Rootlets العصب مثلث التوائم عند مدخلها إلى جذع الدماغ بواسطة عرى زائغة (شاذة( aOberrant Loops من الشرايين المخيخية. وقد توجد أحياناً في هذا الموقع آفات ضاغطة أخرى تكون سليمة عادة. وعندما يحدث ألم العصب مثلث التوائم في التصلب المتعدد فإن هناك لويحة Plaque من زوال الميالين Demyelination في منطقة دخول جذر العصب مثلث التوائم.

 

التدبير:

يستجيب الألم عادة للكاربامازبين Carbamazepine بجرعات تصل إلى 1200 ملغ يومياً، ومن الحكمة البدء بجرعات أخفض بكثير ثم تزاد الجرعة بناء على التأثير كما هو الحال عند استخدام هذا الدواء لعلاج الصرع.

وعند المرضى الذين لا يتحملون الكاربامازبين فإن استخدام الفينيتوئين أو الغابابنتين Gabapentin قد يكون فعالاً، أما باقي مضادات الاختلاج فهي غير فعالة. إذا فشلت المعالجة الدوائية و/أو لم تهجع الحالة فإن هناك معالجات جراحية متنوعة يمكن اللجوء إليها. وأبسط هذه الطرق هي حقن الكحول أو الفينول في الفرع المحيطي للعصب. أما الوسيلة الأكثر فائدة على الأرجح فهي إحداث أذية عبر الجلد في العصب قرب عقدة غاسر Gasserian Ganglion وذلك بواسطة التردد الراديوي Radio Frequency

ويجب الانتباه حتى لا تحدث أذية شديدة في حس الوجه وذلك لمنع حدوث اختلاط الألم عصبي المنشأ التخدير المؤلم Anaesthesia Doloroosa الذي يعتبر أسوأ من ألم العصب مثلث التوائم، وبشكل بديل يمكن التخلص من الانضغاط الوعائي للعصب مثلث التوائم عبر حج خلفي صغير للقحف Craniotomy والذي يعطي نجاحاً فعلياً غالباً. وإن هذه المقاربة الأخيرة مفضلة عادة عند المرضى الأصغر سناً الذين لابد عندهم من تكرار معالجات الحقن التي تصبح أقل فعالية.

 

المصدر: البوابة الصحية