أفضل لوحة لغرف الأطفال

سئل شقيق الشهيد «محمد الدرة» وعمره تسع سنوات عن أخيه الذي استشهد فقال: إنه استشهد ولكنه حيّ في الجنة ومحمد أخي بطل في الدنيا وبطل في الآخرة وأتمنى أن أكون مثله.



هذه القصة التي استفتحت بها حلقة «أبناؤنا وحب الأقصى» من برنامج «البيوت السعيدة» على قناة «اقــرأ» الفضائية وكان ضيفها الشيخ «أحمد القطان» وهو معروف بسحره البلاغي وعباراته الجميلة وشعره المتميّز ونبرات صوته المؤثرة وفيها اتصلت إحدى الأمهات من هولندا وما كنا نميّز كلامها من بكائها ، وقال لي أحد المشاهدين بعد الحلقة أن هذه هي الحلقة الوحيدة في حياتي التي بكيت فيها وضحكت تحدث فيهــــا الشيــــخ أحمد القطان عن مهارات تربية الأبنـــاء علـــى اختلاف أعمارهم في حـــب الأقصى، والجميل في الموضـــوع أنــــه تحدث عـــن تربية أبنائه وكيف أنه يحفّظهــم النشيد والصيحات عن الأقصـــى واليــهود مثـــل: «بالنباطـــة والمقلاع حطّـــم بني قينُقـــاع»، وأنــه قـــد علـــق فـــي غرفة نومه وغرفهم أشياء لها ارتبــاط بالمسجد الأقصـــى وأطفـــال الانتفـــاضــة مثـــل «النباطــــــة» و«المقـــلاع» و«الحجـــر» و«صـــورة الأقصى»، وصور بعـــــض الأطفال وهـــم أمام اليهـــود بشجاعة وعزة.

وانهالت الاتصالات في الحلقة وكانت بعضها تركز على التبرع وعلى الحماس الفوري ونحن نجيبهم بأن هدف الحلقة ليـــس فورياً، وإنما هذه هي حلقة تربوية الهدف منها طويل المدى وهو التخطيط الاستراتيجي بعيد المدى في تنشئة الأطفال على حب الأقصى حتى ينشأ لنا جيل محب متفان يكون من بينهم بطل كصلاح الدين، ولكن بعض المداخلات شعرت أنها لم تستوعب هـــذا الهدف لـــعل السبب أننـــا في الوطــن العربي لــم نترب على الرؤيـــة المستقبليـــة والتخطيـــط للأهــداف البعـــيدة، وإنما أغلــب قراراتنــا عبــارة عن ردات فعـــل مؤقتـــة مــع الحـــدث.

ونقــول في الختـــام إن الله تعالى أعد موسى - عليه السلام - وهو طفل رضيع لزلزلــة «فرعون» فالاهتمام بالأطفال وحــــب الأقصى قضية إستراتيجية تحتاج إلــى برامــج تلفزيونيــة وأشرطــة كاسيــت ورسوم متحركة وقنــاة فضائية ومجـــلات وقصــص ووسائل أخرى ليحب أبناؤنــا الأقصــى ومن بعــد الحــب تأتـــي التضحيــة والعطـــاء.

بقلم: د. جاسم المطوع

 

 

موقع الأسرة السعيدة