أغرب المساجد في العالم

للمساجد أهمية خاصة بالنسبة للمسلمين، فهي ليست مجرد أماكن للصلاة فقط، ولكنها أيضاً تعتبر الانطلاقة الأولى للعديد من العلماء والجهابذة والأطباء في العصر الإسلامي لكونها كانت منابر للعلوم بشتى أنواعها.



معظمنا على دراية بأكبر وأروع المساجد في العالم، من المسجد النبوي إلى المسجد الحرام والمسجد الأقصى، ولكن هناك بعض المساجد المذهلة وغير المعروفة نسبيًا، سنلقي عليها الضوء في مقالنا الأتي:

1. الجامع الكبير جينيه – مالي

الجامع الكبير جينيه – مالي

كواحد من عجائب إفريقيا، وأحد أكثر المباني الدينية تميزًا في العالم، يعدّ المسجد الكبير في جينيه أكبر مسجد مبني من الطوب اللبِن في العالم، ورمز جمهورية مالي بغرب أفريقيا، أدرجته اليونسكو ضمن لائحة التراث الثقافي العالمي في عام 1988م.

والمسجد الكبير الذي نراه اليوم هو ثالث إعادة إعمار، حيث اكتمل بناؤه في عام 1907م، وتقول الروايات بأن أول تشييد له كان في القرن الثالث عشر بعهد الملك كوي كونبورو.

بُنيَ المسجد على منصّة ترتفع حوالي 3 أمتار عن مستوى الأرض، وذلك لحمايته من فيضان النهر المجاور، شكله مستطيل، نصفه فناء والنصف الآخر يستند على 90 عمود من الخشب وتتخلّل سقفه نوافذ تفتح عند التهوية.

أما الجدران فهي مشيّدة من الطوب اللبِن المخلوط بالتبن، ويتراوح سماكة الجدران بين 41 إلى 61 سم، تختلف تبعاً لارتفاع الجدار نفسه، فكلما ارتفع الحائط قلَّت سماكته، ميزة هذه الجدران الطينية أنّها تقي الداخل من الحرارة نهاراً، وعند المساء تكون الجدران قد امتصّت من الحرارة ما يكفي لتدفئته ليلاً.

وللمسجد 3 مآذن مربعة الشكل بارتفاع عشرة أمتار للمئذنة، تستند إلى 18 دعامة، كلّ منها ينتهي بمخروط يحمل بيضة نعامة.

2. مسجد كولونيا المركزي – ألمانيا

مسجد كولونيا المركزي – ألمانيا

يعد المسجد تحفة معمارية رائعة، تمّ بناؤه على الطراز العثماني على شكل بُرعم متفتح مع بعض ملامح العمارة الغربية، افتتح في عام 2017م من قِبل الاتحاد الإسلامي التركي في مدينة كولونيا بألمانيا، وهو يحتوي على مئذنتين بطول 55 متر، كما يضم قاعة للصلاة ومرافق للوضوء ومعهدًا إسلاميًا ومركزًا للتربية الدينية الإسلامية، ومكتبة إسلامية وقاعة للمطالعة ومتحف للفن الإسلامي.

3. مسجد لالا مصطفى باشا - شمال قبرص

مسجد لالا مصطفى باشا - شمال قبرص

كان مسجد لالا مصطفى باشا في الأصل كاتدرائية "القديس نيكولاس" قبل أن يتمّ تحويلها إلى مسجد خلال عهد العثمانيين في عام 1571م.

يرجع تاريخ بناؤه إلى القرن الرابع عشر الميلادي، ويعتبر من أهم المعالم الأثرية في فاماغوستا، شمال قبرص، ومثال نادر للعمارة القوطية.

يحتوي على 3 مداخل كبيرة مع كميات هائلة من الحجر المنحوت، طوله 55 متر وعرضه 23 متر، ويُعتقد أن تصميمه يحاكي تصميم كاتدرائية ريمس في باريس.

4. مسجد أمين - الصين

مسجد أمين - الصين

يعتبر مسجد منارة أمين صاحب أطول مئذنة في الصين، حيث يبلغ طولها 44 متر وقطرها عند القاعدة حوالي 14 متر، تم بناؤه في عهد الامبراطور تشيان لونغ حوالي عام 1778م، واستغرق عاماً لاستكماله، أمّا تمويل البناء فكان من قِبل القادة المحليين حيث بُني لتكريم مآثر اللواء أمين خوجة ومن هنا جاء اسم أمين.

يتميز المسجد بمظهر رائع يدل على فن العمارة المبنية من الطين، ويقع في مقاطعة تشيغ على خط طريق الحرير.

5. مسجد نُصرت جهان - الدنمارك

مسجد نُصرت جهان - الدنمارك

بدأ المجتمع الإسلامي طريقه إلى الدنمارك حوالي عام 1959م، وبحلول عام 1967م، تمّ بناء مسجد نُصرت جهان في كوبنهاغن بتمويل من قِبل النساء الأعضاء في مجتمع الأحمدية في الدنمارك.

يتميز المسجد بتصميم معماري فريد، ويتسع لحوالي 100 شخص.

6. مسجد زغرب - كرواتيا

مسجد زغرب - كرواتيا

وهو أكبر مسجد في كرواتيا، تمّ البدء بإعادة بنائه في عام 1981م، وانتهت في عام 1987م، حيث كان المسجد بثلاث مآذن قبل أن يتم هدمه على يد السلطات الشيوعية اليوغسلافية بعام 1948م.

تبلغ مساحته حوالي 10000 متر مربع، يتضمن مكان للعبادة مع مئذنة بطول 51 متر، ومدرسة إسلامية، ومكتبة، ومبنى إداري.

7. مسجد توبا الكبير - السنغال

مسجد توبا الكبير - السنغال

كان بناء مسجد توبا حلم الشيخ أحمد بامبا المعروف بإسم سيرين توبا (مؤسس الطريقة المريدية في السنغال) منذ عام 1926م، غير أنّ هذا الحلم لم يتحقق إلا بعد وفاته.

بدأت أعمال التشييد في سنة 1932م، وحمل هذا المسجد اسم الشيخ توبا، ولكنّ عملية البناء شهدت الكثير من حالات التوقف، ولم تنتهي إلا بحلول عام 1963م، وكان إنجازًا متميزًا للمسلمين في تلك الحقبة.

يعتبر المسجد من جواهر السنغال، ويقع على بُعد 194 ميلاً شرقي العاصمة داكار، يمتد على مساحة 8790 متر مربع، وله سبعة مآذن، 4 منها يبلغ ارتفاعها 66 متراً، واثنتان يناهز ارتفاعهما الـ 60 متراً، في حين تبلغ الأخيرة 86.80 متراً، وتزيد طاقته الاستيعابية على 6 آلاف شخص.

8. جامع شيان الكبير - الصين

جامع شيان الكبير - الصين 

تأسس المسجد الكبير سنة 742 ميلادي، في مدينة شيان التابعة لإقليم شانسي شمالي الصين، خلال عهد إمبراطورية تانغ، على مساحة قدرها حوالي 13000 متر مربع.

تصميمه الذي يشبه الهيكل الصيني جعله فريداً من نوعه على عكس المساجد ذات التصميم الإسلامي المميزة بالقِباء، بالإضافة إلى أنّ جدرانه المصنوعة من الخشب العطري الثمين نقشت عليها آيات القرآن الكريم بالكامل.

9. مسجد بانيا باشي - بلغاريا

مسجد بانيا باشي - بلغاريا

تمّ بناء المسجد في عام 1576م أثناء حكم العثمانيين على يد المعماري الشهير معمار سنان، في مدينة صوفيا عاصمة بلغاريا.

يحمل المسجد اسم Banya Bashi والذي يعني حرفيًا "الحمامات الكثيرة"، وذلك لأنّ بناءه تمّ على مجموعة من الينابيع الحرارية الطبيعية، حيث يمكن للمرء أن يرى البخار يتصاعد من فتحات بالقرب من المسجد.

يشتهر بقبته الكبيرة التي يبلغ قطرها حوالي 15 متر، ويتسع لحوالي 700 شخص.

10. مسجد الكتبية - المغرب

مسجد الكتبية - المغرب

بنى الخلفية الموحدي عبد المومن الكومي مسجد الكتبية على أنقاض قصر الحجر المرابطي، هذا بالنسبة للمسجد الأول الذي هُدم منه جزء كبير ولم يتبقى منه إلا الأطلال، أما المسجد الثاني الذي مازالت تقام فيه الصلاة إلى يومنا هذا فقد تم بناؤه سنة 1158م.

يعتبر المسجد من أشهر المنارات الإسلامية في المغرب والتي تتوسط مدينة مراكش، يشغل مساحة 5300 متر مربع، وفيه 17 جناحاً، و11 قبة مزدانة بالنقوش، أمّا المئذنة فيبلغ ارتفاعها 77 متر تنتهي بكرات نحاس مذهبة.

11. مسجد كاديرجا – تركيا

مسجد كاديرجا – تركيا

يقع المسجد الذي يتألف من ساحة تكسوها الأعشاب مُسوّرة بحجارة، ومئذنتين، على هضبة كاديرجا، التي ترتفع 1800 متر عن مستوى سطح البحر، على حدود ولايتي غوموش هانة وطرابزون.

يعود عمره لـعام 556م، حيث يُروى أن السلطان محمد الفاتح أدّى صلاة الجمعة مع جنوده في هذا الموقع، أثناء توجهه لفتح طرابزون.

12. مسجد بادشاهي – الباكستان

مسجد بادشاهي – الباكستان

يمثل مسجد بادشاهي في مدينة لاهور الباكستانية واحداً من أشهر المعالم السياحية الرئيسية التي تجسّد جمال الهندسة المعمارية المغوليّة، وقد أدرجته اليونسكو ضمن قائمة التراث العالمي في عام 1993م.

تمّ تشييده بين عامي 1671م و1673م في عهد الإمبراطور المغولي السادس "أورنجزيب الامجير"، باستخدام الطوب الأحمر والرخام لذلك يسمى أيضاً بالمسجد الأحمر.

يتميز المسجد بإحتوائه على نظام صوتي معقد يمكّن الإمام من إسماع صوته إلى أبعد مدى داخل المسجد، وذلك من خلال استخدام مواد خاصة وتجاويف هندسية ذكية داخل الأسقف والجدران، تسمح بتضخيم الصوت وانتقاله مجسماً قوياً إلى أبعد مدى، كما يضم مصحفاً فريداً تمّ تطريزه بصورة بديعة من قِبل أحد مسلمي لاهور، باستخدام القماش والحرير.

العمارة الإسلامية، وخاصة المساجد، تبرز دائما بغض النظر عن مكان وجودها. نأمل أن تكون قد استمتعت بهذه المجموعة من المساجد الفريدة.

المصادر




مقالات مرتبطة