أعلام البرمجة اللغوية العصبية 1

أعلام البرمجة اللغوية العصبية

كارول هاريس

"ألفريد كورزبيسكي"

يعتبر الأب الروحي لعلم دلالات الألفاظ و تطورها عامة، و كان له تأثير كبير في تطور البرمجة اللغوية العصبية، و بشكل خاص "نموذج الماوراء".
ولد "كورزبيسكي" في "وارسو" عام 1879 و درس الهندسة،و خدم في الحرب العالمية الأولى، كما انضم لقسم المخابرات العامة بالجيش الثاني الروسي، ثم التحق بالخدمة العسكرية في الجيش الأمريكي و الجيش الكندي، و استقر في الولايات المتحدة منذ 1921.
طور "كورزبيسكي" نظريته عن حدود الزمن حوالي عام 1921 و أصدر كتابه الأول "الطبيعة الانسانية للبشرية"، كما أصدر كتابه الشهير "العلم و العقل" عام 1933.
أسس "كورزبيسكي" معهد "علم دلالات الألفاظ العام" سنة 1938 كمركز للتدريب على مجال عمله. و كان أحد أهداف هذا المعهد البحث في المجال" اللغوي العصبي" و تعليمه للآخرين. كان "كورزبيسكي" أول من استخدم هذا المصطلح في كتابه "العلم و العقل" و ظل يحاضر و يكتب حتى وفاته عام 1950.


"ناعوم كومسكي" noam chomsky

هو عالم لغويات بنى أعماله على أفكار "كورزبيسكي"، و كان له فضل كبير في تطور البرمجة اللغوية العصبية , و هو يعتبر الآن أحد أبرز الشخصيات الثورية الهامة في دنيا السياسة بالولايات المتحدة، حيث كافح ضد الحرب في فيتنام.
عمل "كومسكي" في علم دلالات الألفاظ العام في مجموعة من الصحف، ثم جمعت أعماله في اصدار واحد عام 1957 بعنوان "بناء الجمل".و قد وضع هذا العمل الأساس بما يتضمنه من الأفكار المتعلقة بالبنية العميقة و السطحية للجمل، و هي من أهم جوانب البرمجة اللغوية العصبية. و يعتبر كتابه الذي صدر عام 1965 "جوانب النظرية و بناء الجملة"،أسهل بالنسبة للقارئ العادي من الكتاب الأول.

"جريجوري باتيسون"Gregory BATESON  

هو أحد علماء علم الانسان البريطانيين، و كانت لكتاباته تأثير عميق على العديد من أبرز مؤيدي البرمجة اللغوية العصبية.كان والده أحد علماء علم الوراثة و هو الذي صاغ اسم "علم الوراثة" و قام بتسميته على اسم عالم الوراثة الشهير الروسي"جريجور مندل".
و قد كتب"باتيسون"في العديد من الموضوعات منها ، الاتصالات، و نظرية النظم السبرانية، و علم النفس، و العلاج النفسي، و علم الانسان، و تطور الأحياء، و علم الوراثة.حصل "باتيسون" على زمالة جامعة "جوجينهايم" عن محاولاته الأولى في تأليف الأفكار الخاصة بالسبرانية مع البيانات الأنثروبولوجية.
عمل "باتيسون" في مجال علم الأجناس البشرية منذ 1949 حتى 1962 في مستشفى "المحاربين القدماء" بمدينة "بالوالتو"، و كان متزوجا آنذاك من "مارجريت ميد" التي كانت من أشهر العلماء أيضا في مجال علم الانسان، و عملت مع زوجها في عدة مشروعات.
امتدت أبحاث "باتيسون" عن الاتصالات الى عالم الحيوان فيما بعد، و كان يحتفظ هو و زوجته الثانية"لويس" بدستة اخطبوطات في غرفة المعيشة !تولى "باتيسون" ادارة معمل الدرافيل في جزر "فيرجين"، حيث واصل دراساته عن التواصل بين الحيوانات لمدة عام.
انتقل " باتيسون"عام1963 الى "معهد المحيطات" في "هاواي" ليدرس المشاكل المتعلقة بالتواصل بين الانسان و الحيوان و خلال هذه الفترة، قام بتأليف معظم أجزاء كتابه"خطوات الى بيئة العقل" عام 1972.
تولى "باتيسون" قيادة جماعة "بالوالتو" و حاضر في جامعة"سانتا كروز في الوقت الذي كان فيه كل من "باندلر" و"جريندر" يطوران البرمجة اللغوية العصبية.و قد قام بتعريفهما ب"ميلتون اريكسون" حيث كان منزله مجاورا لمنزل"باندلر". كان "باتيسون" يعتبر أن الأفكار ليست مفاهيم مجردة، و انما تشكل الأساس للطريقة التي يحيا بها الناس. فقد قال ان الناس يجب أن يفكروا و يتصرفوا طبقا لنظام معين، و ذلك من خلال السماح للوعي و اللاوعي بتشكيل قراراتهما، و تطوير نوع من الانسجام بين أجزاء العقل. و يقول "مارك انجل" في التمهيد الوارد بكتاب "باتيسون":
ان الفكرة الرئيسية في هذا الكتاب هي أننا نخلق العالم الذي ندركه، ليس لأنه لايوجد حقيقة خارج رؤوسنا...و لكن لأننا نختار و نصوغ الحقيقة التي نراها متطابقة مع معتقداتنا عن نوعية العالم الذي نعيش فيه...و لكي يغير الانسان معتقداته الأساسية المدركة ...عليه أولا أن ينتبه الى أن الحقيقة ليست بالضرورة أن تكون تلك التي يعتقدها".


 

"فيرجينيا ساتير"Virginia Satir
تعد "ساتير" من أشهر الرواد الأوائل الذين أسهموا في تطوير البرمجة اللغوية العصبية، حيث كانت أعمالها بمثابة نماذج لتحليل و تطوير العديد من مبادئ و عمليات هذه التقنية و اهتمت "ساتير" بالعمل الاجتماعي، و خاصة النظم العائلية و العلاج الأسري المشترك و قامت بتدريس هذا الموضوع في معهد الأبحاث العقلية في "بالوالتو"، و ذلك في البرنامج التدريبي الأول في أمريكا على هذا الموضوع.
من احدى أفكارها "أطراف الأجزاء"، حيث تصف بهذا المصطلح كيف يتصرف الناس انطلاقا من الوجوه المختلفة للشخصية, و من النماذج التي اقترنت بها تحليلها لخمسة عناصر للشخصية و هو ما أصبح يطلق عليه"تصنيف ساتير"، الذي يتضمن الأنماط التالية:"اللوام"، "المصلح"، المشتت"،"الحاسوب"، "محدد المستويات" و لكل من هذه الأنماط صفات في التواصل و المزاج العام تعرف من خلالها.و قد ناقشت تفصيلات هذه الأنماط في كتابها المنشور عام 1972 بعنوان "صناعة البشر".
كانت "ساتير" شخصية مبدعة، حيث استخدمت في عملها الألعاب و التمرينات، و الارسال الصوتي و التليفزيوني، و المرايا ذات الاتجاه الواحد، و العروض، و هي طرق كانت تعتبر في ذلك الوقت من التقنيات الحديثة.كانت"ساتير" أول مديرة تدريب في معهد "ايسالين" و يقال أنها أصيبت بالصمم في سن العاشرة، و هذا ما دفع بها لتطوير مهاراتها في الملاحظة الى درجة غير عادية مثلها في ذلك مثل "اريكسون"، و قد وصفها"فريتز بيرلز" بقوله"من أكثر الشخصيات ثراءا في الفكر و الابداع".
توفيت "ساتير" في عام 1988.


"فريتز بيرلز"Fritz Perls

كان بيرلز من أشهر النماذج التي أسهمت في تطور البرمجة اللغوية العصبية ، مثله في ذلك مثل "ساتير"، و يرجع اليه الفضل في تأسيس" العلاج الجشتالتي"، على الرغم من أن هناك ثلاثة آخرين منهم زوجته اشتركوا معه في اصدار أول كتاب عن هذا الموضوع. و ترجع أصول علم النفس الجشتالتي الى عام 1912،و لكن "بيرلز"حوله الى أداة علاجية, و كلمة "جشتالت" تشير الى نموذج الأجزاء التي تكون الكل، كما يشير علم النفس الجشتالتي الى أن دراسة الأجزاء وحدها ليست كافية لادراك الموضوع بأكمله،فلابد أن يوضع الكل في الحسبان.
ولد"بيرلز" في برلين عام 1893 و حصل على درجة الماجستير في العلاج النفسي.كان "بيرلز" في البداية متأثرا ب"فرويد"، ولكنه بعد ذلك رفض حركة التحليل النفسي على اعتبار أن الحاضر أكثر أهمية من الماضي.شجع "بيرلز" مرضاه على استكشاف استجاباتهم الانفعالية خلال تجربة أطلق عليها "المقاعد الساخنة"، حيث يمثل أدوارا مختلفة.
هاجر "بيرلز"الى الولايات المتحدة في عام 1946، حيث أسس"معهد العلاج الجشتالتي" عام 1952،ثم انتقل الى كاليفورنيا عام 1959 حيث عمل في معهد "ايسالين"، وقد ظل هناك حتى عام 1969، انتقل الى كندا، حيث أسس معهد "كولومبيا البريطاني للجشتالت"، و قد توفي عام 1970 بعد انشائه للمعهد بستة أشهر.






البرمجة اللغوية العصبية الآن أكثر سهولة
الكاتب : كارول هاريس
NLP made easy -Carol Harris
الفصل الثاني :تاريخ البرمجة اللغوية العصبية.
شخصيات هامة.ص 44 - 64
مكتبة جرير - اعادة الطبعة الثالتة