أشهر 8 تضاريس يمكن العثور عليها على كوكب الأرض

تكثر التضاريس والمناظر الطبيعية من حولنا، فتارةً نرى جبلاً وتارةً نرى سهلاً وتارةً نرى بحراً أو نهراً وأحياناً نراهم جميعاً ممتزجين، وقد نشأت كلمة "تضاريس" (Terrains) من الكلمة اللاتينية (Terra) التي تُترجم إلى "أرض". والتضاريس هي كلمةٌ تُستخدم عادةً عند وصف قطعةٍ



تُعَدُّ دراسة التضاريس هامةً جداً في اكتشاف الموائل الأكثر ملاءمةً للإنسان ونشاطاته، وتشمل هذه النشاطات الزراعة والاقتصاد والنقل والسياحة والصناعة وغير ذلك الكثير. ويمكن التعبير عن التضاريس من حيث الارتفاع والانحدار والتربة والسمات الموصِّفة الأخرى، وتتضمن بعض المصطلحات الأخرى ذات الصلة بالتضاريس، مثل قياس الأعماق (الذي يصف دراسة تضاريس ما تحت الماء)، وقياس الضغط (الذي يصف دراسة التضاريس ذات الصلة بمستوى سطح البحر).

كما أنَّ التضاريس هي إحدى العوامل التي تؤثر في تدفق وتوزيع المياه السطحية، وكذلك في أنماط الطقس والمناخ على مساحةٍ كبيرةٍ من الأرض، وفي مقالنا هذا سنتعرف أكثر إلى 8 أنواعٍ من التضاريس الأكثر انتشاراً في أرضنا، فتابعوا معنا.

8 أنواع مختلفة من التضاريس:

يوجد أكثر من 14 نوعاً من التضاريس في جميع أنحاء العالم، ومن بين هذه التضاريس ما يأتي:

1. الصدوع "الوديان الضيقة":

الوديان الضيقة

تتشكل الصدوع التي تشبه الوديان إلى حدٍ كبيرٍ عندما تخترق المسطحات المائية الكبيرة الجبال أو التلال، لكن مقارنةً بالوديان العادية فهي أعمق وأضيق؛ بل ولها حوافٌ أكثر انحداراً أيضاً، وقد يمر في بعض الأحيان عبرها مسطحاتٌ مائيةٌ مثل الأنهار موجودةٌ داخلها، لكن لا تتدفق هذه المسطحات المائية عبر جميع الأخاديد.

فالصدوع عبارةٌ عن شروخٍ كبيرةٍ في الأرض توجد بين المنحدرات، وتتشكل من خلال التعرية بسبب الأنهار والعواصف وغيرها من الظروف الجوية، كما تتحرك الأنهار أحياناً عبر الأسطح السفلية للصدع، وهي قادرةٌ على إزالة الطبقات الصخرية مع مرور الوقت. وإذا كان الخور ومصدر النهر لهما ارتفاعاتٌ مختلفةٌ تماماً، فإنَّ التعرية بسبب المسطحات المائية والظروف الطقسية يمكن أن تؤدي إلى تكون صدعٍ، وقد يكون للصدوع الموجودة بين قمتين جبليتين فتحةٌ واحدةٌ تسمى الصدوع الصندوقية.

والصدوع ذات الفتحات هي أوديةٌ ضيقةٌ للغاية لها جدرانٌ ناعمةٌ جداً، وبعض الأنواع الأخرى من الصدوع تشمل الهضاب والصدوع المغمورة. ويمكن العثور على الصدوع في أي مكانٍ حول العالم، بما في ذلك أماكن مثل "أمريكا الشمالية والجنوبية" و"أفريقيا" و"آسيا" و"أوروبا"، وأشهر الصدوع في العالم هو "الصدع الكبير" (The Grand Canyon) الي يقع في ولاية "أريزونا".

إقرأ أيضاً: 6 طرق هامة للحدّ من ظاهرة التلوّث البيئي

2. الصحارى:

الصحارى عبارةٌ عن مسطحاتٍ طبيعيةٍ جرداء، بها القليل من الماء والقليل من الأمطار والنباتات، وهي بيئةٌ معيشيةٌ قاسيةٌ للغاية، وغير مناسبةٍ للعديد من النباتات أو الحياة الحيوانية للعيش فيها، وقد تكون الصحارى إما أماكن مغطاةً بالرمال والأرض الصلبة والصخور، أو قد تحتوي على أميالٍ من التراب الصلب والصخور العارية.

ويميل المناخ الصحراوي إلى أقصى الحدود؛ حارٌ جداً في النهار وباردٌ جداً في الليل. وأماكن مثل "بولندا" و"القطب الشمالي" بها صحارى تظل باردةً إلى حدٍّ ما أو في درجات حرارةٍ معتدلةٍ على مدار السنة، وتتعرض الصحارى أحياناً لسقوط الأمطار بين الحين والآخر، فضلاً عن العواصف الرملية شبه دائمة الحدوث.

والصحارى هي أراضٍ غير مأهولةٍ أو مهجورةٌ، بسبب قلة المياه أو عدم توفرها؛ وهذا جعل من الصعب للغاية على الناس العيش فيها ما لم يكن هناك مصدرٌ للمياه بالقرب منها كالواحات وغيرها. وبعض الصحارى تضم ينابيع زيتية، وبعض النباتات الأصلية مثل الصبار، بالإضافة إلى وجود بعض الواحات. وتُصنَّف الصحارى في نوعين رئيسين:

  1. الكثبان الرملية: تلالٌ رمليةٌ صغيرةٌ وهشةٌ.
  2. المسطحات المتملِّحة: مساحاتٌ صغيرةٌ من الأراض المسطحة المغطاة بالملح.

وتشمل بعض الصحارى حول العالم الصحراء الكبرى الإفريقية، وصحراء كالاهاري، وصحراء ناميب والصحراء العربية وغير ذلك.

3. الغابات:

الغابات هي تضاريسٌ مناقضةٌ تماماً للصحاري وتدعم الحياة البرية والنباتات. وهذه المناطق مغطاةٌ بأشجارٍ طويلةٍ ورفيعةٍ وجميع أنواع النباتات مثل نباتات العنب واللبلاب وأنواع الحياة البرية المختلفة.

وتتميز بما يأتي:

  • الميزة الأولى الملحوظة للغابة هي أنَّها مغطاةٌ بالكامل تقريباً بالأشجار، وعادةً ما توجد في المناطق ذات المناخ الأكثر اعتدالاً.
  • الثانية هي أنَّها مناطقٌ محجوزةٌ من الأرض محميةٌ بقوانين خاصةٍ.
  • الثالثة والأكثر شيوعاً هي أنَّ مناطق الغابات تُستخدم أحياناً بوصفها منتزهاتٍ وطنية ومناطق لصيد الطرائد، كما هو الحال في بريطانيا العظمى.

غالباً ما تقوم القرى والبلدات حول الغابات، وفي كثيرٍ من الحالات، تتم رعاية الغابات من قِبل حراس المحميات بدعمٍ من الحكومات.

وفيما يأتي بعض أنواع الغابات:

  1. الأدغال: هي غاباتٌ مطيرةٌ كثيفةٌ ومتشابكةٌ يكاد يكون من المستحيل الوصول إليها مثل غابات الأمازون.
  2. الغابات الجافة الموسمية: تمر بمواسم جفافٍ دوريةٍ مطولةٍ، كغابات أمريكا الجنوبية والوسطى.
  3. الغابات المعتدلة: توجد بين المناطق القطبية والمدارية في نصف الكرة الشمالي والجنوبي.
  4. الغابات المطيرة المعتدلة: تتميز بجوها المعتدل وأمطارها الغزيرة. 

4. الأنهار الجليدية:

الأنهار الجليدية

 الأنهار الجليدية هي نوعٌ من التضاريس مغطاةٌ بكتلٍ كبيرةٍ جداً من الجليد، وهي في حالة حركةٍ مستمرةٍ تقريباً تحت تأثير وزنها. وتُكوَّن الأنهار الجليدية بشكلٍ أساسيٍ من الماء والصخور والثلج، وبقدر ما هي كبيرةٌ، ما تزال الأنهار الجليدية تحتفظ بكتلتها على مدى فتراتٍ طويلةٍ؛ إذ تعيش عاماً بعد عامٍ دون أي تغييرٍ يُذكر.

وتشمل المناطق التي تحتوي على معظم تضاريس الأنهار الجليدية، جرينلاند والقارة القطبية الجنوبية ومناطق معينةً داخل الأجزاء العليا من القطب الشمالي. وتماماً مثل تدفقات الحمم البركانية والأنهار، تتدفق الأنهار الجليدية أيضاً لكن بوتيرةٍ بطيئةٍ جداً، كما تُنتِج الكتل الجليدية أحياناً زلازل جليديةً، وقد زاد تواترها على مدار السنوات الماضية نتيجةً للاحتباس الحراري على الرغم من عدم معرفة أحدٍ ما هو سبب حدوثها أو كيفية حدوثها.

5. التلال:

التلال هي شكلٌ آخرٌ من أشكال التضاريس؛ إنَّها قطعٌ من الأرض فوق مستوى سطح البحر ترتفع لتشكل قمةً صغيرة، وهي شبيهةٌ جداً بالجبال ولكنَّها ليست مرتفعةً جداً أو شديدة الانحدار. وقد تتشكل التلال بسبب تراكم الرواسب أو التعرية، وتكون إما مغطاةً بالأشجار أو الأعشاب أو عاريةً مثل الصحراء.

وغالباً ما توجد التلال في المناطق التي تمر بمرحلةٍ انتقاليةٍ من السهول المسطحة إلى الجبال الكبيرة، وفي بعض الأحيان يكون من الصعب جداً على الأشخاص بما في ذلك الجغرافيين تحديد ما إذا كان الهيكل عبارةً عن تلٍّ أو جبلٍّ. وبالنسبة إلى الأغراض الزراعية، تميل التلال إلى أن تكون مشكلةً كبيرةً للمزارعين بسبب تآكل التربة فيها، وتحديات حراثتها، ومشكلات الصرف فيها وغيرها.

وعلى الرغم من ذلك اكتُشف أنَّ بعض النباتات مثل العنب تنمو وتزدهر بشكلٍ أفضل على التلال أكثر من الأراضي العادية. وتشمل بعض أنواع التلال:

  1. التلال الوحيدة: هي تلالٌ منعزلةٌ ذات جوانبٍ شديدة الانحدار، تملك قمماً صغيرةً لكن مسطحةً غير مدببةٍ.
  2. تلال الميسا: هي تلالٌ تشبه التلال الوحيدة لكن غالباً ما تُرى في المناظر الطبيعية ذات الطبقات الأفقية.
  3. تلال الميما: هي مناطقٌ مكونةٌ من تلالٍ صغيرة يصل ارتفاعها إلى 6.5 قدماً وقطرها أكثر من 29 قدماً.

6. المستنقعات:

المستنقعات

المستنقعات "الأهوار" عبارةٌ عن تضاريس أرضيةٍ منخفضةٍ مشبعةٍ بالمياه، تغمرها المياه في أثناء المد العالي أو المواسم الرطبة؛ وهذا يعني بقاؤها عادةً على هذا النحو طوال العام. وتوصف المستنقعات بالأساس بأنَّها أراضٍ رطبةٌ وتُعَدُّ موطناً لأنواعٍ نباتيةٍ عشبيةٍ مختلفةٍ وليست موطناً لنباتاتٍ خشبيةٍ، كما توجد بشكلٍ أساسيٍ بالقرب من حواف المسطحات المائية، مثل الجداول والبحيرات وغيرها، ويمكن أن تكون بمنزلة أرضٍ تجمع بين النظم البيئية الأرضية والمائية.

وتعيش فيها نباتاتٌ مثل القصب والأعشاب المائية والطحالب وبعض أنواع الشجيرات، كما تُصنَّف المستنقعات في أنواعٍ مختلفةٍ، تختلف فيما بينها على أساس ملوحتها وموقعها، فكلاهما من العوامل الهامة التي تؤثر تأثيراً كبيراً في كمية الحياة النباتية والحيوانية الموجودة في المستنقعات. وهكذا تُصنَّف المستنقعات الى ثلاثة أنواع:

  1. المستنقعات الملحية: توجد في الغالب ضمن خطوط العرض المتوسطة والعالية.
  2. مستنقعات المياه العذبة: شائعةٌ جداً في أمريكا الشمالية.
  3. مستنقعات المد والجزر: يحكمها مد وجزر المحيط القريب.

7. الجبال:

الجبال

تشبه الجبال بشكلٍ أساسيٍ التلال ولكنَّها أعلى من ذلك بكثيرٍ في الارتفاع، كما أنَّ الحد الأدنى لارتفاع جبلٍ تم تسجيله هو 2000 قدماً. وأعلى جبل في "ألاسكا" هو جبل "دينالي"، الذي يقع في أمريكا الشمالية ويغطي ارتفاعاً يزيد عن 20000 قدماً، وأعلى جبل تم تسجيله على الإطلاق في جميع أنحاء العالم هو جبل "إيفرست"؛ إذ يبلغ ارتفاعه 29000 قدماً.

وعلى الرغم من ذلك، قد لا تكون هناك اختلافاتٌ أساسيةٌ بين التلال والجبال، لكن هناك بعض الأشياء التي تجعلها فريدةً من نوعها عن بعضها بعضاً، وهي:

  1. الجبال أكثر صعوبةً في التسلق من التلال.
  2. تُعَدُّ الجبال جبالاً إن كانت تغطي أكثر من 2000 قدماً.
  3. التلال منخفضةٌ ولديها جوانبٌ أقل حدةً من الجبال.
  4. تتكون معظم الجبال من النشاطات البركانية.
إقرأ أيضاً: أخطر 4 مشاكل تهدد مستقبل البشرية في الواحد والعشرين

8. الواحات:

هي تضاريسٌ معزولةٌ من المسطحات المائية داخل الصحراء، وعادةً ما تكون مصدراً للمياه العذبة، التي يمكن أن تكون إما بحيرةً صغيرةً أو بركةً أو نبعاً، وقد تكون هذه المناطق مأهولةً بالحيوانات وأحياناً بالبشر حسب حجم الواحة. فالواحة هي أرضٌ خصبةٌ للغاية وقد تمتد حتى 2.5 فداناً من مساحة الصحراء، وهي كبيرةٌ بما يكفي لتدعم الزراعة وتربية المواشي والحيوانات والسكن. والقليل من زخات المطر قادرةٌ على الحفاظ على بركة المياه الطبيعية هذه، والتي تستخدمها الطيور المهاجرة والحيوانات الأخرى بوصفها مكاناً لترطيب نفسها.

ومن أشهر الواحات في العالم:

  1. واحة هواكاتشينا في البيرو.
  2. واحة فرافرة في مصر.
  3. واحة أوجلة في ليبيا.
  4. واحة عين جيدي في فلسطين.
  5. واحة سيورا في صحراء مصر الغربية.
  6. واحة مارانهينسيس ينكوسيس في البرازيل.

في الختام:

كنا معكم في هذا المقال وتعرفنا معاً إلى أشيع 8 تضاريس منتشرة في أرضنا، مع العلم أنَّ هناك الكثير من التضاريس الأخرى التي لا يسعنا ذكرها كاملةً، كالمحيطات والبحار والأنهار، والتضاريس المفتوحة، والوديان، والسهول الجرداء الباردة "التندرا"، على أمل إسقاط الضوء قريباً عليها في مقالاتٍ قادمةٍ، آملين أن ينال هذا المقال إعجابكم ويحقق الفائدة المرجوة منه.

المصدر




مقالات مرتبطة