أشعريه بحبك لكن بحدود..!!

يقول علماء النفس: " إن كثيراً من النساء يفرطـن في تعلقهن العاطفي بأزواجهن مما يشكل عبئاً كبيراً على المتعلق به أشـبه ما يكون بالحصار العاطفي، فيشعر الزوج بالضيق، ويتململ من تلك الحالة فيسعى إلى الانشغال عنها والهروب منها، لأن الرجال لا يتحملون المرأة المفرطة في التعلق العاطفي بزوجها، مما يولد النفور ".



 

ويشيرون إلى أن التعلق المفرط له أسباب كثيرة منها أن لا يكون للمرأة صديقات يتقاسمن مع الزوج تلك العاطفة الجياشة التي يفيض بها قلب المرأة، وقد يكون سبب ذلك الفراغ الذي تعاني منه المرأة إذا لم يكن لها ما يشغلها، وخاصة إذا لم يكن لديها أطفال، مما يجعل الزوج شغلها الشاغل، ومن ثم وجب على المرأة أن يكون لها اهتمامات متنوعة تحرص من خلالها على تحقيق وجودها المنفصل عن زوجها بصفتها فرداً له كينونته، مكملاً للزوج وليس متناحراً معه. وعلى الجانب الآخر نجد أن بعض النساء يعانين من تعلق أزواجهم المفرط ...
 
ويؤكد العلماء أن سبب هذه المشكلة يرجع إلى أن بعض الأزواج يحبون فكرة "الزواج" أكثر مما يحبون "معناه"وما يشتمل عليه من حقوق وواجبات و"سكن ومودة" أو يكون الزواج طموحاً يسعى إليه الرجل فإذا تحقق ذلك الطموح مله ورغب عنه، وعاد كما لو أنه مازال يعيش فردًا وحيداً، أو ربما لأن العمل يشعره بالرضا عن نفسه، ويولد عنده الثقة بالنفس والاستقرار الداخلي أكثر مما يولده عنده السكن العاطفي بوجود رابطة الزوجية، وربما لأن عمله يسبب شعوره بالاقتدار والسيطرة أكثر مما يشعر بذلك عندما يرتبط بزوجة عاطفيًا، فإن كثيرًا من الرجال لا يدركون أن التعلق العاطفي لا يبدأ إلا بمعزل عن السيطرة، فالسيطرة إنما تكون في عالم الأشياء، والتعلق العاطفي والمودة إنما تكون في عالم الأشخاص، والخلط بين العالمين يسبب مشكلات كبيرة.
 
الإفراط في تعلق الزوجة بزوجها يدفعه للهروب منها!! إذ أن الحـب سلاح ذو حديــن، قد يكــون سبب سعادة المــرأة أو شقائهــا، والزوجة الذكية هـي التـي تكبــح جماح هذا الحـب وتسيطر عليــه وتوظفه التوظيف الصحيح لإسعاد زوجها، لا أن تقيـده بـه فيشعر بأنــه أسير مسجون حتـى لـو كــان آسره هو أحب الناس إليه.
 
ونرى كثيراً من الأزواج يعانون من عدم قدرتهم على الخروج والسهر مع أصدقائهم وهذا ليس بسبب ضعفهم أو تحكم زوجاتهم بهم..بل هو اتقاء منهم للمشاكل التي ستحدث بسبب خروجهم واتقاء منهم لعدم وضع نفسهم موضع الأسئلة والاتصالات المتكررة أثناء سهرهم مع أصدقائهم خارج المنزل..
وخصوصاً في أيامنا هذه حيث باتت كل زوجة تحمل الهاتف الجوال لتتصل بزوجها على جواله وتبدأ بتتبع تحركاته..وأفعاله..ومع من يسهر..وماذا يأكل..وفي أي مكان هو..!!
 
وهذه التصرفات كلها لو حاولنا تحليلها لوجدنا أن أغلبها ليس بدافع عدم الثقة.. وإنما هي إفراط في الحب وتعلق زائد بالشريك لدرجة أننا نستطيع أن نرى"أن من الحب ماقتل"..ونستطيع أن نكمل" من الحب ماقتل الزوج...".
 
حيث أن الزوج في كثير من الأحيان يضطر لقفل جواله وذلك حرصاً منه على عدم استهزاء أصدقاءه به وبملاحقة زوجته له.. وفي نفس الوقت حرصاً منه على أن يستمتع بالوقت الذي يقضيه في سهرته، مع أنه يعلم أن بانتظاره قنبلة موقوتة في المنزل سوف تنفجر حالما يصل... وتبدأ المشاكل..!!
 
إذاً خير الأمور أوسطها... ولتشعري زوجك بحبك له ولكن بحدود فالملاحقات الدائمة والاتصالات المتكررة تدعوه للملل وربما في بعض الأحيان للهروب...فلا تضعي نفسك في ذلك الموضع..وأحبيه كما يناسبه...