أسلوب العصف الذهني - مقترحات عملية

أسلوب العصف الذهني هو طريقة مشهورة جداً لتوليد عدد كبير من الأفكار الإبداعية من أجل تقييمها في وقت لاحق . وعادةً ، يتم القيام بهذه العملية ضمن مجموعات .



والقواعد لهذه العملية هي على النحو التالي :

§        الترحيب بكافة الأفكار ، ومع ذلك يتم ترويض الأفكار الشاذة ، والغريبة لتقديم مساهمات مفيدة .

§        تهدف المجموعة إلى الكمية ، وليس النوعية .

§        لا يسمح بالحكم على الأفكار .

§        الأفكار هي ملكية عامة ، ويتم تشجيع دمج أو تحسين الأفكار السابقة .

 

يجب توضيح الموضوع المراد  تطبيق هذا الأسلوب عليه ، وتدوين الأفكار المشتقة على أن تكون واضحة بصريا أو سمعياً للمجموعة التي تطرح الأفكار والمقترحات ، وإذا ثبطت همة المجموعة فإمنحها مدة دقيقة واحدة للمزيد من التطوير، ثم إبدأ من جديد . وعند إنتهاء جلسة العصف الذهني إختر الأفكار المفيدة جداً . وإذا لم يكن هناك إجماع ، فإطلب من كل واحد منهم أن يختار أفضل خمسة أفكار لديه ، ويمكن إختيار الأفكار حسب معايير مناسبة متفق عليها ، فعلى سبيل المثال ، " أن تكون الفكرة غير مكلفة من الناحية المادية لتنفيذها ، أو أنها لا تحتاج إلى تدريب خاص ، أو أنها لا تستلزم المزيد من الموظفين ، وغيرها من المعايير " . يتم غربلة الأفكار نفسها التي وقع عليها الإختيار ، لتقرير كيف يمكن تنفيذها على أرض الواقع .

 

فيما يلي بعض الأفكار أو المقترحات من خلال تجارب شخصية لتطبيق أسلوب العصف الذهني والذي وجدنا أن البعض يعتقد أنه مرتبط بالتعليم فقط ، ولكن بالإمكان إستخدامه بشكل أشمل وأعم ليمثل الجوانب المختلفة من الحياة ، فبالإضافة إلى أنه أحد الأساليب التي يستخدمها المعلم في الفصل الدراسي لتوليد أكبر عدد من الأفكار حول موضوع الدرس ، وإشراك أكبر عدد من الطلبة ، وكذلك لتنمية مهارة التفكير لديهم ، فإننا نجد أنه بالإمكان أن يقوم الشخص بتطبيقه على ذاته ، حيث يبدأ بتوليد أكبر عدد من الأفكار لموضوع معين يصل منه لأهدافه . وأيضاً يمكن تطبيقه في مجال الأسرة والمؤسسات المختلفة .

 

سنقتصر في هذا المقال على الجانب الأسري ، حيث يمكن لأحد الوالدين أو الأفراد المهتمين في المجال التربوي بالأسرة القيام بتطبيقه من خلال طرح موضوع في كل مرة أثناء جلسة أسرية أو أثناء تناول الوجبات ( وهنا أشير إلى التغييرات التي طرأت على المجتمع من حيث ظروف العمل وساعات الدوام المختلفة لأفراد العائلة والتي يمكن الحرص في ظلها على تناول وجبة طعام واحدة معاً على الأقل يومياً ) ، يتم أثناءها توليد أكبر عدد من الأفكار ومنح كل فرد الفرصة في إبداء وطرح أفكاره ، حيث تهدف هذه الطريقة لأمور عدة منها :

§        زيادة الإرتباط العائلي بين أفرادها

§        رفع درجة الشفافية والصراحة والوضوح بينهم

§        وضوح الإمكانيات والإحتياجات الأسرية ومدى تحقيقها وبالتالي سيكون هناك تقدير وتفسير للمبررات التي صدرت عنها بعض القرارات الغير مرضية للبعض .

§        معرفة ميول واحتياجات ونمط تفكير الأبناء من خلال تحليل هذه الأفكار وبالتالي  سيكون هناك فهم أعمق لسلوك الأبناء مما يسهم في توجيههم بطريقة أفضل .

 

يعتبر ما سبق أعلاه بعض من منافع عدة  وفوائد أخرى لإتخاذ هذا الأسلوب . ومن جانب آخر قد تظهر بعض المعوقات أو السلبيات والتي من الممكن معالجتها ومن أهمها :

§        كيفية البدء في طرح الموضوعات . إستعرض موضوع أو فكرة أو طلب لأحد الأبناء ويفضل الأصغر سناً أو الأكثر جرأة على أن يتقبل عرض أفكاره أمام الآخرين ، هذا سيشعره بأهمية ما طرحه أولاً ، أما المترددين في المشاركة سيزدادون ثقة تدريجياً مع توالي عرض المواضيع يومياً لتصبح أموراً تلقائية لدى الآخرين الأقل جرأة أو الذين تراودهم  الشكوك حول أسباب الطرح مما سيجعلهم يقبلون أكثر على المشاركة والانفتاح بآرائهم.

§        تجنب الانحياز . يعتبر التأكيد على الحياد  وتجنب تأييد فكرة دون الأخرى أو إبداء الرفض أوالانتقاد لأي مشاركة ، صفة هامة لدى القائم على إدارة هذا الأسلوب أثناء الجلسة ، وفي حال قناعته التامة بخطأ الفكرة أو منافاتها للقيم فبإمكانه توجيه الفكرة للطريق الصائب بعرض وطرح المزيد من الأفكار والأسئلة حولها في صورة استفسار لها ، ومنها يصل إلى المطلوب إيضاحه للطرف الآخر عن طريق تعميق أو توسيع أكبر لمدارك الطرف الآخرعن هذه الفكرة أو الموضوع .

§        دمج الأفكار . قد تتم ملاحظة بعض الشخصيات المتنافرة نتيجة اختلاف في تفكيرها أو طباعها بين أفراد الأسرة والذي غالبا ما تؤدي إلى عدم التقبل لبعضهم البعض ، وفي هذه الحالة يحاول القائم على إدارة هذا الأسلوب أثناء الجلسة بتقريب أفكار الشخصيات المتنافرة وتزويدهم ببعض المقترحات التي توضح وجهات النظر المختلفة وتفهمها وإن أمكن في مراحل أكثر تقدماً يقوم بعملية دمج أفكارهم وإشراكهم معاً في تنفيذها مما يخلق المزيد من الترابط والتفاهم الأسري.

§        التأكيد على الأهداف الرئيسية من تطبيق هذا الأسلوب  . فمن الأمور التي تجعل هذا الأسلوب ذو فعالية هو نزاهة  الشخص القائم على إدارة أسلوب العصف الذهني في تحقيق أهدافه التربوية وليس لمعرفة ما يدور بأذهان الآخرين الغير ظاهرة له لإستغلالها سلبياً. فعلى سبيل المثال ، فإن محاولة معرفة ما يدور بأذهان الأبناء بغرض التحكم بشؤونهم ، سيؤدي إلى نتيجة سلبية في خلق عدم الثقة لديهم في التعبير عما يكنونه بداخلهم وبالتالي فقدان فعالية هذا الأسلوب .

 

وختاماً  يعتبر التحفيز الذاتي بإستمرارية تطبيق وممارسة هذا الأسلوب وتطويره حسب بيئة الفرد - دون المساس أو الإبتعاد عن قواعد هذه الطريقة أو الأسلوب - عاملاً هاماً لحصد ثماره وإنتاج أفكاراً متنوعة وعديدة تفوق تصور المجموعة أو الأسرة  و ليكن الهدف الرئيسي من التطبيق هو هدف تربوي بحيث يصل المربي إلى غرس المبادئ والقيم  لدى الأبناء وتنشئة عقولاً مبدعة ومفكرة تخدم ذاتها ومجتمعها .

 

المراجع:

جيوقري بيتي . كيف تنمي قدرتك على التفكير الإبداعي . بيت الأفكار الدولية  .

منى السعدي