أسرار الآيزو (2)

عرفنا في مقالة سابقة (أسرار الآيزو (1) ) إن مبدأ التحسين المستمر ساهم في تطوير الصناعة اليابانية بشكل مذهل ، دعونا نغوص في هذا المبدأ ونرى تطبيقاته .



يقوم مبدأ التحسين المستمر على أربع محاور :

  ببساطة طبق هذا المفهوم ثم انظر إلى الكم الكبير من الفوائد المرجوة والنتائج المبهرة التي ستظهر لك.

أدرك اليابانيون أهمية هذه الفكرة فهي تقود إلى تحسين النوعية على المدى القصير وتقليل التكاليف على المدى الطويل ، وهوعكس المبدأ السائد لدى الكثير "النجاح في تقليل التكاليف حالاً وزيادة الإنتاج لاحقاً"
تعاقدت شركة فورد على إنتاج نصف تروس Transmission احدى سياراتها مع شركة يابانية وذلك للمحافظة على حجم الإنتاج مرتفعاً ، ومع مرور الأيام تبين أن العملاء يتمسكون بالتروس اليابانية ويصرون عليها ، وكانوا مستعدين لتسجيل أنفسهم على قوائم الإنتظار بل دفع مبالغ أكبر للحصول على التروس اليابانية لسياراتهم .
هذا الأمر أزعج المديرين التنفيذيين في فورد وظنوا أن السمعة اليابانية والقناعات الزائفة فيما يتعلق بالمنتج الياباني هي السبب, وقرروا اخضاع التروس للإختبارات : فما الذي وجدوه ؟
وجدوا أن التروس اليابانية أفضل أداءا وأقل ضجيجا فعمدوا إلى تفكيك أجزاء التروس وقياسها .
تخيلوا معي ماذا كانت النتيجة ؟
لم يجدوا أي فروقات تذكر وأن التروس اليابانية مطابقة للمواصفات المطلوبة وبالتالي تماثل مثيلاتها الأمريكية .
بعد ذلك أخضعوها للفحص المجهري الدقيق فوجدوا أن الشركة اليابانية المصنعة للتروس تصنع منتجها بمستوى أعلى من المواصفات المطلوبة وبالتالي كان حقاً على العملاء أن يتمسكوا بالمنتج ويطلبوه ويحرصوا على اقتنائه.
هذا المبدأ عندما ينعكس على آداء الشركات والمؤسسات وحتى الأفراد والموظفين يكون له أثر السحر في الفعالية والإنتاج ولا يكون الآيزو شهادة تعلق في ممرات الشركات وشعارات في أوراقها الرسمية بل ممارسة فعلية لمبدأ جوهري من مبادىء الجودة .