أساليب التفكير وأدواته

أساليب التفكير وأدواته

محمود طافش

 أسلوب التفكير:

هو الطريقة التي يوظف فيها المتعلم المعلومات والخبرات المختزنة من أجل التعامل مع تقلبات الحياة .ويستطيع المعلم الملتزم المنتمي لمهنته أن يتعرف على الأسلوب الذي يفكر فيه كل طالب من طلابه عن طريق المناقشة المنهجية الواعية وذلك إذا كان يعيش واقعهم ويلاحظ كيفية معالجتهم للمشكلات التي تواجههم . 



ويرى كثير من الباحثين أنه يرادف أسلوب التعلم لأنه " الطريقة التي يستقبل بها الفرد الخبرة وينظمها ويسجلها وبالتالي يدمجها في مخزونه المعرفي " ( قطامي ص108 تفكير الطفال ) وهو ينم عن الكيفية التي يعمل بها الدماغ متأثرأ بعوامل البيئة كالإضاءة ودرجة الحرارة ونسبة الرطوبة والأصوات المسموعة. (مرجع) وقد كشفت دراسة قام بها غريغورك أن بعض المتعلمين عندما يفكرون يقومون بعمليات استقرائية  في حين يستخدم آخرون عمليات استنتاجية  ، بينما يوظف البعض الآخر الآسلوبين الاستقرائ والاستنتاجي معاً .

تخطيط أسلوب التفكير :

   بعد إحدى عشرة سنة من البحث والتجريب وبالاستعانة بنظرية القدرات الوسطية توصل غريغورك إلى تصميم أداة لتخطيط أسلوب التفكير تستخدم في عملية تحليل الذات. وتستند نظرية القدرات الوسي على أن للعقل قنوات channels يستخدمها في تلقي المعلومات ثم تحليلها عبر قنوات أخرى أكثر كفاءة وفاعلية.

       وقد حدد غريغورك أربع قنوات للتفكير وقل بأن البيئات والميول الطبيعية هي التي تملي على المتعلم توظيف واحد أو أكثر من أساليب التفكير الآتية:

1- الأسلوب المحادي التتابعي Concrete Sequential.

2- الأسلوب المحادي التتابعي Concrete Random.

3- الأسلوب التجريدي التتابعي Abstract Sequential .

4- الأسلوب التجريدي العشوائي Abstract Random

وفيما يلي تفصيل القول في هذه الأساليب:

1- أسلوب التفكير المادي التتابعي:

       والمتعلم الذي يفكر بهذا الأسلوب:

أ- يميل إلى الهدوء والنظام، يحدد أهدافه ويعمل على تحقيقها بمعايير دقيقة.

ب- ينظر إلى الأشياء من حوله بطريقة منهجية واضحة منظمة ومتصلة الحلقات، ويلمس العلاقات بين الأحداث ومسبباتها معتمداً على ذاكرة قوية دون اهتمام بالنظريات التجريدية.

ج- يحسن الاستفادة من أفكار الآخرين لإنتاج أشياء جديدة أو في تطوير الأشياء الجديدة لتصبح أكثر كفاءة وأقل كلفة.

2- أسلوب التفكير التتابعي التجريدي:

       والمتعلم الذي يفكر بهذا الأسلوب:

أ- هادئ في تصرفاته عادل في أحكامه.

ب- واقعي يعتمد على الحوار الموضوعي.

ج- يفكر بطريقة منطقية.

د- يحدد أهدافه بوضوح ويعمل على تحقيقها بجد واجتهاد.

هـ- متعطش للعلم وينهل من موارد العلم بشغف، ويوظف المعرفة في اتخاذ القرارات.

و- ينفق وقته في ما يعود عليه بالنفع.

ز- يفضل العمل في بيئة منظمة خالية من العوامل التي تشتت الذهن.

ح- يقصر جل جهده على العمل الذي يقوم به.

ط- يميل إلى الاستقلالية في العمل.

ي- يعتمد على التأليف والتحليل في سعيه لتوليد أفكار جديدة أو الكشف عن حقائق جديدة.

3- أسلوب التفكير المادي العشوائي:

       يعتمد صاحب هذا التفكير على الغريزة، يهتم بالمثل العليا ويستطيع أن يستشف أفكار الآخرين، دائم التردد بين النظرية والواقع ويهتم بالمواقف أكثر من اهتمامه بالحقائق، ويتعامل مع الواقع المادي بكفاءة عالية، ميّال للبيئة المنظمة العامرة بالحركة، ويكره الأماكن المغلقة، مولع بالمغامرة، ويتطلع إلى المستقبل بتفاؤل، وابتكاراته خارقة وفريدة من نوعها.

4- أسلوب التفكير التجريدي العشوائي:

       صاحب هذا المزاج حسّاس، قلق، يتأثر بالبيئة التي يعمل فيها ويتأقلم مع الآخرين بسهولة ويقيم معهم علاقات صداقة، ويتمتع بذاكرة قوية وخياله واسع، يميل لتجميع الأشتات، ولا يهتم بتوليد أفكار جديدة، لكنه يصاب بالإحباط لأتفه الأسباب.

وقد حدد الباحث نمطين من القدرات التي تمكّن المتعلم من استخدام قنواته العقلية بكفاءة عالية وهما:

1- الإدراك Perception: وبه يتلقى المتعلم المعلومات فيتفكّر بها ويستوعبها سؤاءً أكانت هذه المعلومات مجرّدة Abstractness أو محسوسة Concreteness  .

2- التنظيم Ordering : وهو قدرة المتعلم على ترتيب المعلومات التي يلتقطها والتعامل معها على هيئة تتابعية Sequential أو عشوائية Random.

أساليب التفكير عند الباحثين فيشر لويس وفيشر بري:

       حدد هذان الباحثان عشرة أساليب واقعية وأنماط من التعلم تغطي جميع فئات الطلاب، وقد يجمع طالب أكثر من أسلوب واحد في وقت واحد.

1-  المتعلم المتنامي The Incremental Learner :

       حيث يكتسب هذا النوع من الطلاب المعارف تدريجياً فيضيف إلى حصيلته المعرفية المعلومة تلو المعلومة كما يضع المهندس المعماري اللبنة فوق اللبنة ليبني بناءً ضخماً، وهؤلاء الطلبة تعلمهم سليم وراسخ.

2- المتعلم الحدسي The Intuitive Learner:

       هذا النوع من الطلبة لا يتعلمون وفق المنطق التقليدي ولا يخضعون أنفسهم للتوالي الزمني وإنما يحصلون على المعلومات والخبرات بطريقة غير منظمة معتمدين على الحدس فينتقلون من مكان إلى مكان آخر ومن مرجع إلى غيره جرياً وراء تخمينات غريبة فيقعون في أخطاء تتطلب تدخلاً من المعلم.

3- المتخصص الحسّي The Sensory Specialist:

       يوظف هذا النوع من الطلاب واحدة من حواسهم وخصوصاً السمع والبصر بشكل رئيسي لفهم ما يتعلمونه، فهم يوظفون البصر لفهم ما يقرأون ويوظفون السمع للتعامل مع ما يسمعون.

4- المتخصص بالحواس عامة The Sensory Generalist:

       يميل هؤلاء الطلاب لتوظيف جميع حواسهم في جمع المعلومات، وهم يجتنبون الأماكن التي يمكن أن تشوش على تعلمهم، ويكون جل اهتمامهم موجه للحصول على المعلومة.

5- المندمج عاطفياً The Emotionally Involved:

       يميل هذا الصنف من الطلاب إلى تحصيل المعلومة عن طريق المناقشات الحيوية خصوصاً بين المعلم وتلميذه وتتعدد وجهات النظر وصولاً إلى الحقيقة، وتميل هذه الفئة من الطلاب لسماع الأشعار والمشاركة في الحوارات.

6- المحايد عاطفياً The Emotionally Neutral:

       يعتمد هذا الصنف من المتعلم على العقل بعيدأ عن العاطفة والمشاحنات والصراعات الشخصية، لذلك فإنّ معلمهم يتحاشى السلوك العاطفي ويعتمد على الأساليب الموضوعية في التدريس التي تستند على التحليل المنطقي، وبذلك فإنّ التعلم يكون أفضل.

7- واضح البناء  Explicitly Structured:

       يتطلب هذا النوع من التعلم وضوحاً في الأهداف والأساليب ويكون تعلم الطلاب أفضل عندما يشعرون بالأمن والطمأنينة، والمواقف الصفية المشوشة تعيق تعلمهم.

8- البناء مفتوح النهاية Open- Ended Structure  :

الطالب الذي يتعلم بهذا الأسلوب:

- يربط بين ما يتعلمه وبين قضايا الحياة.

- يميل للبيئة التعليمية المفتوحة.

- يميل للتعبير عن أفكاره بأساليب جديدة.

- يكره اتباع الخطوات التقليدية وتوظيف الأنشطة المحددة في إنجاز عمله.

9- المتعلم التالف The Damaged Learner:

- يكره التعلم.

- يعتمد على غيره في تنفيذ الأنشطة والواجبات.

- ليس لديه أسلوب تعلم إيجابي.

- غير قادر على فهم ذاته.

- يحتاج لعون المعلم في تعديل أسلوبه في التعلم.

10- المتعلم الانتقائي Eclectic Learner:

- قادر على تكييف نفسه.

- يميل لتوظيف الأسلوب الذي يلائمه والذي يرى أنه أكثر فائدة له.

- يتعلم بطريقة مفيدة وبناءة.

       يتفاوت الناس في طرائق تفكيرهم وفي قدرتهم على التعلم وفي الأساليب التي يوظفونها في التعلم، وهذه الحقائق تملي على المعلم أن يدرس أنماط سلوك طلبته وأن يفكر في الطريقة الملائمة لتعليم كل طالب يتتلمذ عليه.

       والأسلوب الذي يعتمده المتعلم يؤثر في عملية تعلمه وهو يستند على مجموعة من العوامل المتكاملة وهي:

- مدى فهمه للقضية المثارة ودوافعها.

- التفكير في جوانب هذه القضية المطروحة.

- الاستجابة الانفعالية للقضية المطروحة.

- القيام بالعمل الملائم بناءً على الفهم.

       ويعَدّ بول تورانس أول من تنبه لدراسة أسلوب التفكير لدى الأطفال، مشيراً إلى التفاوت بين وظائف نصفي الدماغ الأيمن والأيسر، اللذين يكمل أحدهما الآخر، ولكن الغلبة تكون لأحد الجانبين، وما زالت الدراسات والمعلومات ترتي حول هذه الوظائف.

أساليب التفكير وأدواته-محمود طافش