أسئلة طفلــي!

 

    يولد الإنسان وفي عقلـه مئات الأسئلة التي تبحث عن إجابات، حيث أن عقله يعتبر كالصفحة البيضاء والذي يريد أن يملأها بالإجابات المقنعة والمفسرة للظواهر من حوله. وبما أن الطفل أول ما يقابلهم في حياته هم والداه فإنه يتوجه إليهـم بهذه الأسئلة ويعول عليهم في جميع أمـوره، نعم إن الطفل في حاجة ملحة بل وأساسية أن يسأل بل وأن يكثر من الأسئلة ليزيل هذا الجهـل من عقله وهنا أو من هذا المقال أريد أن أصـل إلى الأب وإلى الأم اللذين ينزعجون من كثرة الأسئلة خاصة من الصغار، أقول لهم علينا أن نفرح بهذه الأسئلة وأن نشعر أبناؤنا بهذا الفرح عندما يكثرون من طرح الأسئلة وهذا مؤشر إيجابي بل هو باب من أبواب العلم الذي رزقه الله عز وجل لابنك والشاهد في قولي عندما سئل ابن عباس – رضي الله عنه – كيف حصلت على هذا العلم؟ فأجاب: نلت العلم بلسان سؤول، وقلب عقول، وهذا هو حبر هذه الأمة، يعلمنا أن مفاتيح العلم بالسؤال، واعلم يقيناً أيها الأب المربي إن حاجة ابنك إلى جواب سؤاله لا تقل أهمية عن حاجته للطعام والشراب.



 

     مع الأٍسف أننا دائما ما ننتظر أن يبادر أبناؤنا بالأسئلة ثم نبدأ نحن بالإجابة، فلماذا لا نبادر نحن بالأسئلة الكثـيرة والمفيـده لأبنائنا، ثم نبدأ بعد ذلك نقيم ونقوم عقول أبناؤنا من خلال أجوبتهم وهكـذا كان هديه – صلى الله عليه وسلم – أنه كان يطرح الأسئلة على الكبار والصغـار وينتظر منهم الإجابة قبل أن يعطيهم إياها، وهاهو ابن عباس يروي لنا قصته ويقـول: كنت رديفًُ للنبي – صلى الله عليه وسلم – فقال: ألا أعلمك كلمات؟  وسؤاله في المجلس لأصحابه جميعاً الصغير والكبير، ما هى الشجرة التي تشبه المؤمـن؟ وكان عبدالله بن عمر – رضي الله عنه  - أحد الحضور في هذا المجلس وكان صبياً حينئذ.

 

وإليكم بعض الأفكار التي تساعد في استثمار طرح الأسئلة على أبنائنا:

1-  عند مشاهدة أي منظر ملفت في الشارع أو السوق.. اطرح السؤال فوراً.. ما رأيك فيما رأيت؟ ما هى إيجابية أو سلبية هذا المنظـر... الخ.

2-  عند مشاهدة التلفزيون تكون مناسبة للتعليق وتوصيل الكثير من المفاهيم والمعلومات.

3-  تعمد قراءة مقال أو خبر لتدور الأسئلة حول ما جاء فيها من أفكـار.

4- طرح الأسئلة قبل توصيل المعلومة وهذه الطريقة من أكثر الطرق فائدة وتثبيتا للمعلومة.

وهناك ألف طريقة نستطيع من خلالها أن نجعل عقول أبناؤنا كبيرة وتسبق أعمارهم، أختم فأقول: كــن فنـانــاً أيها المربـي!!.