أثر وسائل التواصل الاجتماعي على علاقتك العاطفية

لقد تغلغلت وسائل التواصل الاجتماعي في كل جانب من جوانب حياتنا اليومية، ومن غير الممكن أن نتجاهل دورها في العلاقات العاطفية، فقد أصبحت منشورات وسائل التواصل الاجتماعي مكوِّناً هامَّاً للعلاقات العاطفية، فيجب أن يقرِّر كل زوجين في بداية علاقتهما إلى أي مدى يريدان أن تكون علاقتهما علنية، ويجب أيضاً معرفة ما هو مناسب للمشاركة بالنسبة إلى شركائهم.



وسائل التواصل الاجتماعي والإشباع الفوري:

قد ينشر شخص ما منشوراً على وسائل التواصل الاجتماعي للتعبير عن حماسته أو لتخفيف غضبه أو قلقه، لكن لا يدرك كيف فسَّر شريكه منشوره المتهوِّر إلا بعد نشره، وهكذا تبدأ احتمالية حصول سوء تفاهم وخلافات في العلاقة، فدائماً ما يكون النشر على وسائل التواصل الاجتماعي مصحوباً بإمكانية الشعور بالندم، وخاصةً عندما يكون ذلك نابعاً من ضغطٍ عاطفيٍّ مؤقت.

وسائل التواصل الاجتماعي والتواصل:

يقول الخبراء أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي تسبِّب سوء التواصل في العلاقات العاطفية، فيجد بعض الأزواج أنَّ التعبير عن المشاعر عبر الإنترنت أسهل من الجلوس مع شريكهم لحل خلافاتهم.

إذ تُشارك المحادثات التي يجد الأزواج صعوبة في إجرائها شخصياً عبر وسائل التواصل الاجتماعي؛ لأنَّهم يشعرون بالحرج أو عدم الراحة عند إجرائها شخصياً، ومع أنَّ وسائل التواصل الاجتماعي توفِّر فرصة لمعالجة هذه الموضوعات الصعبة، فإنَّ الأزواج الذين يفعلون ذلك ولا يجرون محادثاتهم في الحياة الواقعية، لن تدوم علاقتهم لفترة طويلة.

عندما تنشر تقديرك ومحبتك ومديحك لشريكك على وسائل التواصل الاجتماعي بدلاً من مشاركتها معه، فإنَّك تكشف خفايا العلاقة للناس وتقلِّل تأثيرك في شريكك؛ إذ يخلط معظم الناس بين المودة الرقمية والمودة الحقيقية.

يبذل معظم الأزواج طاقاتهم في الحفاظ على وسائل التواصل الاجتماعي، وهذا يقلِّل من وقتهم الذي يجب أن يقضوه مع شركائهم، وكذلك ينسى الأزواج أنَّهم يحتاجون إلى الوقت والاهتمام من أجل تعزيز التعاطف والثقة والتقارب مع شركائهم، فينفر معظم الأزواج من بعضهم بعضاً بسبب استخدامهم المستمر لوسائل التواصل الاجتماعي.

وسائل التواصل الاجتماعي قد تسبِّب الغيرة:

إنَّ الغيرة هي واحدة من أكثر المشاعر انتشاراً، ولكنَّها أيضاً أكثر المشاعر تدميراً في العلاقات العاطفية؛ إذ تحفِّز المنشورات على وسائل التواصل الاجتماعي الغيرة بعدة طرائق:

  1. قد تشعر بالغيرة عندما ترى أنَّ شريكك قد تلقى رسالة من شخص من الجنس الآخر.
  2. قد تشعر بانعدام الأمان عندما ترى أنَّ شريكك قد نشر صورة مع شخص من الجنس الآخر أو أُعجب بصور شخص من الجنس الآخر.

قد يشعر بعض الأشخاص بانعدام الأمان عندما لا ينشر شريكهم أي شيء عنهم على مواقع التواصل الاجتماعي، ويقرنون "حضورهم غير الكافي" على صفحة شريكهم بقلة محبته لهم.

كذلك، تُفسَّر معظم العلاقات من خلال مقارنتها بعلاقات الآخرين على وسائل التواصل الاجتماعي؛ إذ يرى الأزواج كثيراً من التفاصيل عن حياة الأزواج الآخرين، وذلك بفضل وسائل التواصل الاجتماعي، فعندما ترى أصدقاءك يذهبون في مواعيد غرامية وإجازات مذهلة، فمن الصعب ألا تقارن ذلك بعلاقتك.

ينسى معظم الأزواج أنَّ العلاقات مختلفة، وأنَّ الأزواج المختلفين لديهم طرائق مختلفة للتواصل وقضاء وقت ممتع معاً والتعبير عن المشاعر، وكذلك ننسى أنَّ ما نراه على وسائل التواصل الاجتماعي لا يروي القصة كاملةً أبداً، فقد خلقت وسائل التواصل الاجتماعي سلوكاً من الغيرة بسبب الأوهام؛ إذ يحسد بعض من الأشخاص علاقات لا وجود لها أساساً.

شاهد: سلبيات مواقع التواصل الاجتماعي

قد تكون المنشورات مصدراً للخلافات:

ليس من الضروري أن يتفق كل زوجين على مقدار ما يريدون نشره من علاقتهم على الملأ، فقد ترغب في أن يعرف جميع الناس بدرجة محبتك لشريكك، ولكنَّه قد يفضِّل أن يبقى هذا الحب خاصاً.

إذ يتطلب النشر على وسائل التواصل الاجتماعي عندما تكون في علاقة نضجاً كبيراً، فمن الضروري أن تفهم متى يجب دعوة الأشخاص الآخرين إلى اللحظات الخاصة في علاقتك ومتى لا يجب ذلك، وليس من الضروري أن تنشر كل الصور التي تلتقطها مع شريكك، ولا حتى مشاركة كل شيء، وتذكَّر أنَّ اللحظة الخاصة لن تعد كذلك في اللحظة التي تشاركها فيها مع العالم، فقبل أن تنشر أي شيء عن علاقتك، اسأل نفسك كيف سيشعر شريكك حيال ذلك.

الخوف من الاكتشاف:

لدى معظم الشركاء مخاوف عميقة بشأن إخلاص شركائهم لهم، فإنَّهم يخشون من أن يكون شركاؤهم يغازلون أحداً ما أو يقومون بخيانتهم، فيتجسَّسون عليهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وقد يجد معظم الأشخاص أنفسهم يتحقَّقون من الحياة الافتراضية الخاصة بشريكهم أكثر ممَّا ينبغي، لكن لسوء الحظ، يقول الخبراء إنَّك إذا واصلت البحث عن شيء لإشباع مخاوفك، فستجده في النهاية، بصرف النظر عمَّا إذا كانت الثقة قد تعرَّضت للخيانة أم لا.

تسهِّل منشورات وسائل التواصل الاجتماعي على الشركاء ملاحظة التناقضات في علاقتهم؛ إذ كشفت الأبحاث في عام 2014 أنَّ التناقضات ستبقى قائمة، لكن من المرجَّح أن يُقلَّل من شأنها في الحياة الواقعية لأنَّها ليست مكشوفة كما هي على وسائل التواصل الاجتماعي.

منشورات وسائل التواصل الاجتماعي والشركاء السابقين:

بفضل وسائل التواصل الاجتماعي، لم يعد الماضي كما كان سابقاً؛ إذ تتمثَّل إحدى نقاط الضعف المحتملة لوسائل التواصل الاجتماعي في أنَّها تسهِّل التواصل المستمر بين الشركاء السابقين.

لقد أدى هذا إلى منع كثير من الناس من المضي قدماً واستثمار طاقاتهم في علاقاتهم الحالية أو العثور على شركاء محتملين جدد، فأحياناً يبقى هناك بقايا من المشاعر حتى بعد فترة طويلة من فسخ العلاقة.

على سبيل المثال، عندما يُعجب أحد شركائك السابقين بمنشورك ويعلِّق على صورتك ويخبرك بمدى جمال مظهرك، فمن الممكن أن تتعثَّر وتشعر بالحنين له، وكذلك، عندما تكتشف أنَّ شريكك يتحدث مع شريكه السابق، بصرف النظر عمَّا إذا كان الأمر غير مضر بعلاقتكم، فلن تظل العلاقة واضحة، وستشعر بانعدام الأمان، وربما ينتابك الشك.

إقرأ أيضاً: هل تهدد مواقع التواصل الاجتماعي صحتنا النفسية؟

في الختام:

لكي تحمي حياتك العاطفية من وسائل التواصل الاجتماعي، ضع مبادئ عن استخدام الوسائط الاجتماعية مع شريكك، استخدم مبادئ العالم الحقيقي بوصفها دليلاً في العالم الرقمي:

  1. إذا كنت لن تقول شيء معيَّن أو تفعله شخصياً، فلا تفعل ذلك على وسائل التواصل الاجتماعي.
  2. ضع حدوداً لاستخدام الوسائط الاجتماعية من أجل زيادة الوقت الذي تقضيه مع نفسك أو مع شريكك، فاجعل شريكك يشعر دائماً بأنَّه أكثر أهمية من هاتفك بالنسبة إليك.
  3. ضع هاتفك بعيداً عند قضاء الوقت مع شريكك؛ إذ إنَّ التقاط الصور، والتحقق لمعرفة ما يفعله أصدقاؤك، وقضاء وقتك في الحديث عن منشورات وسائل التواصل الاجتماعي، سيمنعك من قضاء وقت ممتع معه.
    إقرأ أيضاً: 10 أسباب تجعل التكنولوجيا تدمر العلاقات العاطفية!
  4. لا تقارن، ضع في حسبانك أنَّ ما تراه على وسائل التواصل الاجتماعي ليس صادقاً بالضرورة، فإنَّ العلاقات معقدة جداً بحيث لا يمكن الحكم عليها من خلال عدد قليل من المنشورات أو الصور على وسائل التواصل الاجتماعي.
  5. لا تتطفَّل، بقدر ما قد يكون الأمر مغرياً، فإنَّ التطفل فكرة سيئة، وتذكَّر إذا كنت تشعر بالحاجة إلى التطفل على الحياة الافتراضية الخاصة بشريكك، فثمَّة محادثة أكبر تحتاج إلى إجرائها معه عن انعدام الأمان وانعدام الثقة.
  6. اسأل شريكك دائماً قبل مشاركة أي شيء يتعلَّق بعلاقتكما؛ إذ إنَّ سؤالاً بسيطاً مثل: "هل تمانع إذا نشرت صورةً لنا؟" يُسهم إسهاماً كبيراً في التخلص من الجدل، وكذلك تجنَّب المشاجرات عبر الإنترنت.



مقالات مرتبطة