8 طرق لمساعدة عائلة تمرّ في أزمة

لا وجود لعائلةٍ لم تتأثر بإحدى الأزمات، إذ يمكن للأزمات الكبيرة والصغيرة على حدٍّ سواء أن توقع العائلات في حالةٍ من الفوضى. ومهما طالت مدَّة تلك الأزمة أم قَصُرَت، فإنَّ دعم الآخرين يمكن أن يُحدثَ لهم فرقاً كبيراً. إذ قد يساعد الدَّعم المقدم في أوقات الأزمات على نقل المرء من عدم القدرة على التَّصدي لها، إلى القدرة على إيجاد بعض الإيجابية والحبِّ وسط الفوضى. وفي حين قد لا نكون قادرين على تغيير وضع شخص ما، إلا أنَّنا وبكل تأكيد، قادرون على مساعدته في القيام بذلك.



لعلَّ معظم الأيام لا تكون حافلة بمواقف صعبة، إلا أنَّه يمكن أن تمرَّ عليك أوقات تشعر فيها بأنَّ الصَّداع الذي يؤلمك؛ هو بمثابة أزمةٍ حقيقيَّة. وبغض النَّظر عن ماهية الأزمة الحقيقيَّة، يمكن للنَّاس وبكل تأكيد، الاستفادة من الدَّعم المقدم لهم بكل ما للكلمة من معنى.

لم لا تصلح عبارة "أخبرني إن احتجت لشيء"؟

يرغب معظمنا وبكل صدقٍ بمساعدة أصدقائه، إلا أنَّنا نمتلك جميعاً نفس الميل لقول: "أخبرني إن كنت بحاجةٍ لأيِّ شيء". وعلى الرَّغم من أنَّنا نقولها مع رغبةٍ حقيقية في تقديم يدِ العون لهم، إلا أنَّ ذلك لن يُفيدهم أبداً. إذ وعلى الرَّغم من نُبل ذلك الاقتراح، فإنَّه لا يساعد فعلياً في أوقات الأزمات. فلم ذلك؟

بغضِّ النَّظر عن مدى استعدادك لتقديم يدِ العون، قد لا يرغب الأشخاص في طلب المساعدة. إذ يجهلون ما الذي لديك لكي تقدمه لهم. فهل ستكون مثلاً متفرِّغاً لرعاية أطفالهم؟ أو هل ستتمكن من أن تساعد في إعداد إحدى الوجبات، أو في جلب البقالة وطيِّ الملابس؟

عندما يمرُّ أحدهم بحالة فوضى، يكون ترتيب أمور حياته أمراً شاقاً بالنِّسبة له. فعندما تذكر له كلمة "أيَّ شيء"، فلن يكون واثقاً حقَّاً ممَّا يمكنك تقديم يد العون فيه. وبذلك سيشعر بالحرج من أن يطلب مساعدتك تلك.

فمثلاً؛ في حال طلب صديقك المساعدة في رعاية الأطفال، وكنت غارقاً أصلاً في مشاكل منزلك؛ إن وافقت على ذلك، فستصبح غارقاً أكثر. وإن اعتذرت عنه فسيشعر كلاكما بالحرج.

8 طرق تساعد بها عائلة تمرُّ بأزمة:

قد يحتاج أفراد الأسرة التي تمرُّ بأزمة، إلى دعمٍ كبير. وفي حين أنَّه من غير المحتمل أن يكون ذلك دعماً كاملاً، ولكن أيَّاً كان الدعم الذي بمقدورك أن تقدمه، يمكن لذلك أن يساعد في تخفيف أعباء تلك الأسرة. لذا نقدم إليك فيما يلي، 8 طرق تستطيع من خلالها مدَّ يد العون:

1. أظهر لهم التَّعاطف والتَّراحم:

قبل أن تتمكن من إيجاد طريقةٍ لمساعدتهم عملياً، يمكن أن يساعدك إظهار تعاطفك معهم في إيجاد السَّبيل إلى تقديم يد العون بشكل أفضل. فالتَّعاطف هو أن تضع نفسك مكانَ تلك الأسرة، والتَّراحم هو تلك الإجراءات التي تقوم بها بسبب شعورك بالتَّعاطف مع تلك العائلة.

في تلك الحالة، حتى لو لم تقدر على تقديم دعمٍ عمليٍّ لهم (مثل تقديم الوجبات ورعاية الأطفال)، فإنَّ إظهار التَّعاطف قد يكون شكلاً لا يقدر بثمنٍ من أشكال الدَّعم العاطفي والمعنوي.

نحن نميل جميعاً إلى القيام تلقائياً بتقديم تعاطفنا؛ ولكن خلال الأزمات الحقيقية، يمكن أن يظهرَ تعاطفنا هذا على أنَّه شفقة تجاه من يعانون من تبعات تلك الأزمات؛ ونادراً ما تفيدهم شفقتنا تلك. لذا يصبح لزاماً علينا أن نُفرِّق بين التَّعاطف والشَّفقة.

2. اسألهم متى تستطيع أن تُحضر الطَّعام لهم:

جميعنا يحتاج إلى تناول الطعام، إلا أنَّه حتَّى في أفضل أيامنا، قد يكون إطعام العائلة أمراً مرهقاً عقليَّاً وجسديَّاً. وهو ما يجعل من الصَّعب كثيراً على من يمرون بأزمة، أن يوجدوا الطَّاقة اللازمة لإطعام أُسرهم.

لذا بدلاً من أن تقول: "أخبرني إن احتجت لشيء"، قدم نوعاً معيَّناً من المساعدة. اسأل ذلك الشخص متى يمكنك أن تُحضِرَ الطَّعام له، أو كأن تقول له مثلاً: "أودُّ أن أجلب لكم وجبة طعام، هل يناسبكم يوم الجمعة؟". إذ سوف يتيح لهم ذلك أن يعرفوا على وجه الدِّقة، الطريقة التي ترغب بواستطها بمدِّ يد العون لهم.

وفي حين تكون الوجبات المُعدَّة في المنزل لفتةً جميلة، إلا أنَّه لا يزال من الجيد تقديم وجبات جاهزة من أحد المطاعم. حتى في أصغر الأزمات، يمكن أن تكون تلك اللفتة اللطيفة عاملاً مساعداً على تخفيف تلك الأزمة. وخصوصاً لأسرةٍ تمرُّ بأزمةٍ تجعلهم لا يملكون الوقت الكافي لتحضير الطَّعام.

كما يكون تقديم سلسلة من الوجبات وسيلة سهلة لكي تعلم تلك العائلة أنَّ هناك من يهتم لأمرها؛ ولكي تعلم العائلات الأخرى أيضاً، أن هذه العائلة لا تزال بحاجة إلى من يقدم لها الدَّعم.

إقرأ أيضاً: 7 نصائح بسيطة ليكون طبخكِ أشهى وألذ

3. اعرض عليهم المساعدة في رعاية أطفالهم:

سواءً أكان الأهل منشغلون برعاية شخص في المشفى، أم كان أحد الوالدين مريضاً، أو حدثت حالة وفاةٍ عند تلك العائلة؛ تكون عندئذٍ المساعدة في رعاية الأطفال بمثابة نعمةٍ كبيرة. إذ يمكن للعناية بالأطفال كي يتمكن الأهل من التَّعامل مع المهام التي ألقيت على عاتقهم، أن يساعد في تخفيف بعض العبء عن تلك الأسرة.

فعندما يعلم الأهل أنَّ أطفالهم في أيد أمينة، سوف يتفرغون أكثر لمواجهة الأزمة التي يمرُّون بها. حتى وإن كانوا ليسوا بحاجة ماسة إلى ذلك، فمجرد معرفتهم بوجود شخص متاح -متى ما احتاجوا لذلك الأمر- كفيلةٌ بأن تخفف عنهم الضغوطات التي يعانونها.

4. ساعدهم في واجباتهم المنزلية:

آخر ما تتمتع به الأمُّ المرهقة والمُجهَدَة، هو الطَّاقة للقيام بالواجبات المنزلية. ولسوء الحظِّ أيضاً، لن تكترث الأطباق والملابس والأرضيات القذرة، بوجود طفلك في المشفى، أو لحدوث حالة وفاةٍ في العائلة!!

لذا فإنَّ تقديم أيَّة مساعدةٍ شخصية في هذا الشَّأن، أو حتى تفويض ذلك إلى إحدى شركات التَّنظيف، يمكن أن يخفف من أعباء تلك العائلة.

5. زُرهُم بغرض التَّرويح عنهم:

يمكن للتَّعامل مع الأزمة أن يُشعر من يمرُّون بها بأنَّهم وحيدون. فبغض النَّظر عن حجم تلك الأزمة، غالباً ما يشعرُ النَّاسُ أن لا أحد يستوعب مدى حجم مُصابهم، وأن لا أحد يتفهَّمُهُم.

صحيحٌ أنَّك قد لا تقدر على الإحاطة بوضعِ صديقك بدقَّة، إلا أنَّ الصُّحبة ستعني الشَّيء الكثير له. إذ إنَّها ستبيَّن له كم تهتمُّ لأمره، وأنَّه ليس لوحده في مصابه هذا.

كما لا تتوقع حسن الضيافة من صديقك، ولا أن يقدم تفسيراً كاملاً أو تفاصيل وافية للأزمة التي يمرُّ بها. لذا احرص على أن تُخبر صديقك ألَّا "يُكلِّف نفسه" عندما تطلب أن تَزُرْه. واكتفِ بقول: "هل لي أن آتي لزيارتك لاحتساء كوبٍ من القهوة؟".

6. تفقد أحوالهم ولا تكترث إن لم يستجيبوا لك:

إنَّ مجرد إظهار أنَّك تهتم لمصاب صديقك، وأنَّك على أتَّم الاستعداد لسماعه عندما يريد الحديث عن ذلك؛ يعتبر بحدِّ ذاته عوناًَ كبيراً له. لكن بشرط أن يتمَّ ذلك من دون أن تضغط عليه لكي يُفصِحَ عن أمورٍ لا يريد الإفصاح عنها. إذ لا يحب أحدٌ أن يشعر بأنَّه مجبرٌ على مشاركة همومه مع الآخرين. لذا اترك ذلك الأمر له، واكتفِ بأن توصل له رسالة مفادها أنَّك تفكر به، وأنَّ مصابه هو مصابك أنت أيضاً.

7. أحضر لهم هديَّة:

عندما نمرُّ بأزمةٍ ما، فإنَّ الرِّعاية الذاتية هي آخر شيء يخطر على بالنا. وذلك على الرَّغم من أنَّ أوقات الأزمات هي أكثر الأوقات التي نحتاج فيها إلى ذلك. لذا سيكون من الجيِّد إهداؤهم أشياء بسيطة مثل كتابٍ جديد أو علبة شوكولا، أو أدوات العناية الشخصية، وخاصة إذا تضمن الأمر الإقامة المتكررة في المستشفى. وفي تلك الحالة لن يكون الأهل مشغولين وحسب، بل ستكون الضغوطات المالية جزءاً من تلك الأزمة أيضاً. وهو ما يعني أنَّهم سيكونون أقلَّ ميلاً لإحضار أدواتهم الشخصية أو ذلك الكتاب الجديد، حتى وإن كان كلاهما جزءٌ من الرعاية الذاتية اللازمة.

إقرأ أيضاً: 7 نصائح ستُمكنك من شراء أفضل هدية لأحبابك

8. ساعدهم في مهامهم:

تتحول المهام اليوميَّة الصغيرة في أوقات الأزمات إلى مهامَ شاقة؛ ذلك لأنَّها تتقاطع مع مهام تكون أكثر أهميَّةً منها. إذ تأخذ القيادة ذهاباً وإياباً إلى المستشفى وإعادة جدولة المواعيد؛ الأولوية على حساب مهام أخرى مثل شراء البقالة أو إحضار الثياب من المصبغة.

لذا اعرض عليهم مثلاً أن تُحضر أطفالهم من المدرسة، أو أن توصلهم لموعد هام. فأيّ مساعدة مهما كانت بسيطة، يمكن أن تُحدث فرقاً هائلاً لعائلة محتاجة.

في الختام:

تختلف كل حالة عن أخرى، وتختلف معها احتياجات كل أسرة. ومع ذلك، فإنَّ تقديم الدَّعم للأُسَر خلال الأزمات، قد يعني لهم -فعلياً- القدرة على التَّعامل مع المواقف التي قد تبدو مستحيلةً في أعيُنِهِم. فلا بأس في أن تطرح عليهم بعض الأسئلة إن كنت لا تدري ما هي أفضل السُّبل لمساعدتهم.

واعلم يقينا بأنَّه لا يُطلب منك أن تصل بدعمك هذا لحدِّ الكمال أو توفير جميع احتياجات تلك الأسرة. فسواءً أكنتَ قادراً على إظهار تعاطفك فقط، أم قدمت مساعدة جليلةً لهم؛ فسيتم تقدير دعمك هذا.

المصدر.




مقالات مرتبطة