8 أسباب تمنعك من اكتساب عادات جديدة

يمكن أن يفشل الفرد في بناء العادات الجديدة مرة تلو أخرى على الرغم من حماسته وعزمه في البداية؛ لكنَّه سرعان ما يتكاسل ويتوقف عن تطبيق العادة كلياً؛ لأنَّ العملية صعبة وشاقة للغاية، وهو ما يؤدي إلى شعور الفرد بالفشل والإحباط وانعدام التقدير الذاتي، الأمر الذي يدفعه إلى التظاهر بأنَّه لا يحتاج إلى هذه العادة ولا يريدها بالأساس.



عندما يخفق الفرد في اكتساب العادات التي يحتاج إليها فإنَّه يقبل بأقل ممَّا يستحق، ويعيش في حالة من النقص، ولا يتسنى له ما يأتي:

  • أن ينمِّي شخصيته ويصبح كما يتمنى.
  • أن يكتشف ذاته وإمكاناته ويستثمرها في تنمية شخصيته.
  • أن يحقق طموحاته وتطلعاته.
  • أن يستثمر كامل إمكاناته وقدراته.

يفشل معظم الأفراد في بناء العادات البنَّاءة مرة تلو أخرى؛ لأنَّ اكتساب العادات صعب جداً، ويصبح أصعب من اللازم عندما يتعامل معه الإنسان بأسلوب خاطئ، وتراه يتساءل عن أسباب فشله المتكرر، ويحسب أنَّه لا يتحلى بالانضباط اللازم وثمة نقاط ضعف في شخصيته تمنعه من اكتساب العادات؛ لكنَّ هذا التفسير غير صحيح في غالب الأحيان، وتفشل عملية بناء العادات نتيجة الافتقار للمعرفة والمهارات اللازمة؛ فإذا أردت أن تكتسب عادة دائمة فأنت تحتاج إلى معرفة الأساليب الناجحة والأخرى الفاشلة، والمقومات التي تساعد بعض الأشخاص على بناء عدة عادات لمدى الحياة في حين يفشل آخرون مرة تلو أخرى.

نجح الكاتب "ليو باباوتا" (Leo Babauta) في اكتساب عدد كبير من العادات الجديدة التي ما زال مداوماً عليها بعد كل هذه السنوات؛ فقد تمكَّن من الوصول إلى الوزن المثالي والثبات عليه، وأصبح نباتياً، وألَّف عدة كتب، ومقالات في العديد من المدونات، وصار يستيقظ في الصباح الباكر، وسدَّد جميع ديونه، وضاعف دخله المادي، وأصبح يعيش ببساطة دون أن يمتلك سيارة حتى.

أصبحت الكاتبة "كاتي تالو" (Katie Tallo) نباتية وهي تخرج للركض كل يوم، وتعمل روائية، وتكتب في مدونتها الناجحة، وتمكنت من سداد جميع ديونها، فضلاً عن كونها مخرجة حائزة على عدة جوائز.

تمكنت الكاتبة "ستيفاني ويتزل" (Stephanie Wetzel) من خسارة الوزن الزائد، وتأليف ونشر كتاب، وإطلاق مشروعها الخاص، وإنشاء مدونة مختصة بالصحة والأنظمة الغذائية، وهي تعمل مع مدرب شخصي ولا تأكل إلَّا الأطعمة الصحية الطبيعية غير المُصنَّعة.

نجح هؤلاء الأشخاص في اكتساب العادات التي يحتاجون إليها، وهم مثل غيرهم من الأشخاص سبق أن حاولوا وفشلوا لعدة مرات حتى تمكنوا في نهاية المطاف من معرفة العقبات التي تعوق جهودهم وتضعف حماستهم ودافعهم وتنال من عزيمتهم؛ أي إنَّهم اكتشفوا 8 أسباب لفشل عملية بناء العادة.

8 أسباب تمنعك من اكتساب عادات جديدة:

إليك فيما يأتي 8 أسباب تمنعك من اكتساب العادات الجديدة:

1. الافتقار إلى التخطيط والاستعداد:

لقد بدأت للتو، وأنت تعتزم اكتساب عادة جديدة، وتقول بينك وبين نفسك إنَّك ستبدأ اليوم أو غداً أو ربما في بداية الأسبوع المقبل؛ لكنَّك لم تضع خطة للعمل ولم تستعد ولم تهيِّئ الظروف اللازمة لمساعدتك على اكتساب العادة، كما أنَّك لم تحضِّر نفسك من الناحية العقلية، والجسدية، والعاطفية، والعملية ولم تتهيأ لتحقيق النجاح.

2. وضع أهداف صعبة:

على فرض أنَّك تعتزم خسارة بعض الوزن الزائد فقررت أن تخرج للركض كل يوم، وتعتمد نظاماً غذائياً صحياً، وتقوم بحساب السعرات الحرارية، فيتطلب فقدان الوزن اكتساب عدد كبير من العادات الصغيرة والكبيرة، الأمر الذي يؤدي إلى الشعور بالإرهاق والاستسلام في غضون عدة أيام أو أسابيع في أحسن الأحوال.

3. تخصيص وقت طويل:

يميل الأفراد عامةً إلى الإفراط في التزام العادة في البداية حتى لو كانت عادة بسيطة، ويجب أن تعوِّد دماغك وذاكرتك على السلوك الجديد تدريجياً على مهل دون عجالة، ولا يُفترَض أن تبدأ ممارسة عادة جديدة كالركض، أو الكتابة، أو التأمل وغيرها من العادات التي تحتاج إلى وقت 30-90 دقيقة باختيار أطول وقت؛ بل يجب أن تبدأ بمدة زمنية قصيرة يسهل عليك إدارتها ولتكن 5 دقائق مثلاً وتعمل على زيادة المدة تدريجياً حتى تصل لهدفك النهائي.

شاهد بالفيديو: العادات اليومية للأشخاص الناجحين براين تريسي

4. اعتماد الذاكرة:

قد تحسب أنَّك حالما تتعهد بالتزام العادة الجديدة فإنَّك ستتذكر القيام بها كل يوم، وقد تتذكر من تلقاء نفسك بالفعل لبضعة أيام؛ لكنَّك ستنسى بعد ذلك بالتأكيد بصورة واعية أو لاواعية، ولا يجب أن تعتمد ذاكرتك؛ بل أنت تحتاج إلى الاستعانة بنشاطات تذكِّرك وتحفزك على العمل؛ إذ يمكنك أن تستخدم إحدى النشاطات الصباحية اليومية وليكن تنظيف الأسنان تذكيراً ومحفِّزاً لممارسة التأمل مثلاً.

إقرأ أيضاً: العادات: كيف تكتسب عادات جيدة وتتخلص من السيئة؟

5. الافتقار إلى عامل المحاسبة:

يمتنع معظم الأفراد عن إخبار الآخرين بأنَّهم يعملون على اكتساب عادة جديدة حتى لا يعرف الآخرون إذا ما فشلوا في بناء هذه العادة؛ لهذا السبب يعملون في الخفاء للاحتياط، غافلين عن حقيقة أنَّ هذا الموقف ينذر بالفشل؛ لأنَّه يعني أنَّ الفرد ليس جاداً كما ينبغي.

الإنسان الجاد لا يخفي أهدافه؛ بل يعلنها على الملأ، ويكره الفرد أن يبدو ضعيفاً أو غير كفء؛ لهذا السبب سيجبر نفسه على التزام العادة لتجنب شعور الإحراج أمام الناس، وعليك أن تخبر الناس عن كافة نجاحاتك وتجاربك الفاشلة على حد سواء، حتى تشعر بالمساءلة والمحاسبة.

6. عدم الاحتفاء بنجاحاتك:

تحفز المساءلة الفرد؛ لكنَّها تحمل طابعاً سلبياً بعض الشيء ألا وهو تجنب الشعور بالحرج أمام الناس، ويحتاج الفرد إلى بعض الدعم الإيجابي من ناحية أخرى؛ لأنَّ الخوف والافتقار إلى المتعة والراحة يجعل عملية بناء العادة أمراً متعباً ومزعجاً في آنٍ معاً، وعليك أن تكافئ نفسك بانتظام حتى تبقي على حماستك وإيجابيَّتك في الذروة، كما يمكن أن تكون المكافأة طعاماً تحبه، أو ربما قيلولة، أو أي شيء آخر يحفزك ويدعمك ويساعدك على ترسيخ العادة.

7. عدم التحدث عن العادة مع الآخرين:

يمكن أن تخفق في اكتساب العادة التي تعمل عليها عندما تمتنع عن التحدث عن خطتك أمام الآخرين وتحرم نفسك من دعمهم ومساندتهم، وإذا كانت عادتك تعرقل مسير حيوات أحبِّتك، وهم غير مهيَّئين لهذا التغيير فإنَّك لن تتمكن من بناء هذه العادة أبداً.

إقرأ أيضاً: 13 طريقة لإظهار الاحترام للآخرين في الحياة اليومية

8. استخدام الحالات الطارئة ذريعة للاستسلام:

عليك أن تُحضِّرَ خطة احترازية خلال مراحل التخطيط بغية التغلب على العراقيل والحوادث الطارئة؛ وذلك لأنَّك قد تصاب بمرض ما، أو تضطر إلى حضور فعالية، أو تغيِّر مكان إقامتك أو جدول أعمالك لأجل العادة، ولا بدَّ من التعرض لمثل هذه العراقيل؛ لكنَّك لا يجب أن تتذرع بها وتوقف العمل على اكتساب العادة، ويجب عليك أن تأخذ مثل هذه الاحتمالات بالحسبان وتضع خطة احترازية لمعاملتها سابقاً حتى لا تنصدم وتتفاجأ وتستسلم.

في الختام:

يمكنك أن تتجنب الفشل في بناء العادات، وثمة طريقة بسيطة تساعدك على اكتسابها وتضمن ترسيخها في حياتك، وهي التخطيط المدروس، والاستعداد، ووضع أهداف صغيرة، والمحاسبة، والمكافأة، والتحدث عن الخطة مع المقرَّبين، وبهذه الطريقة سيتسنى لك أن تعالج المشكلات التي تمنعك من اكتساب العادات قبل أن تحدث حتى.




مقالات مرتبطة