7 نصائح تُعيد ثقتك بنفسك عندما يدعي أحدٌ فضله في نجاحك (الجزء الأول)

علمتُ منذ فترة أنَّ صديقتي ريتا تحاول أن تنسب الفضل في نجاحي إليها، إنَّها تُسيء الحديث عني في غيابي، وتقول إنَّني لطالما كنتُ فاشلةً جداً، وإنَّ الفضل في نجاحي اليوم يعود إليها.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن الكاتبة "سيليستين تشوا" (Celestine Chua)، وتُحدِّثنا فيه عن قصة تعرُّضها للخيانة من صديقتها، وتقدِّم نصائح للتغلب على هذه الخيبة.

أُحبِطت بشدةٍ عندما سمعت ذلك من صديقتي الأخرى ساندي التي أخبرتها ريتا بذلك، ولكن ما لم تعرفه ريتا هو أنَّ ساندي صديقي وأخبرتني على الفور بما قالته ريتا عني، قالت لي ساندي: "ما قالته لي ليس من شيمك أبداً"، ثمَّ سألتني ما إن كان صحيحاً.

عندما سمعتُ ما قالته ريتا عني شعرتُ بإساءة كبيرة، ربَّما أخبرتْ كثيراً من الناس أيضاً، ونظراً لأنَّها بارزة في مجالها فإنَّها تنشر كثيراً من القيل والقال لدرجة أنَّك في النهاية لا تعرف من يقول الحقيقة.

كما أقول عادةً لا يمكننا تغيير الآخرين، يمكننا فقط تغيير طريقة تفكيرنا، وشعورنا، وتصرفنا، ونحاول أن نكون أنموذجاً يحتذى به؛ لذا بدلاً من الشعور بالغضب تجاه ريتا فكرت كيف يمكنني الاستفادة من هذا الموقف قدر الإمكان.

فيما يأتي 7 نصائح تُعيد ثقتك بنفسك عندما يدَّعي أحدٌ فضله في نجاحك:

1. انظر للأمر بوصفه شكلاً من أشكال الإطراء:

كما يقول المؤلف تشارلز كاليب كولتون (Charles Caleb Colton): "التقليد هو أعلى درجات الثناء"، فعندما نسبت ريتا الفضل في نجاحي إليها، فهذا يعني أنَّها تعترف بقدرتي، وإلا فلماذا تريد أن تسلبني الفضل فيه؟ من السخف لو ظنَّت أنَّني فاشلةٌ وحاولت أن تنسب الفضل إليها؛ فهذا سيجعلها تبدو سخيفةً فقط.

إضافةً إلى ذلك كان بإمكانها أن تتفاخر بنجاح العديد من الأشخاص الآخرين؛ لكنَّها لم تفعل ذلك، بدلاً من ذلك اختارتني وحدي فقط، لعلَّ الناس يريدون فقط ربط أنفسهم بأفضل الأشخاص؛ لذا إن حاولت نسب نجاحي إليها فربما ترى أنَّني أبلي بلاءً حسناً اليوم، ولا يسعني أن أعدَّ ذلك إلا اعترافاً بقدراتي.

إذا لم تكن ناجحاً في شيءٍ ما فهل سينسب الناس الفضل فيه إليهم؟ عدَّ ذلك مديحاً لقدراتك، وإن كان مديحاً خفياً.

2. انظر إلى الجانب المشرق:

أؤمن دائماً بأنَّه علينا البحث عن الجانب المشرق في كل موقف، وهذا الموقف ليس مختلفاً؛ لذا فكرت به على هذا النحو:

  • "يا للأسف، أحدهم قد نسب الفضل إليه في شيء قد عملت بجدٍّ لتحقيقه"، يمكن تحويلها إلى "أحدهم حاول أن ينسب نجاحي إليه؛ هذا يعني أنَّني أقوم بالأمور على نحوٍ صحيح".
  • "ظننت أنَّ ريتا صديقتي، كيف يمكنها أن تقول هذه الأشياء عني؟"، من الممكن تحويلها إلى "أعرف الآن على الأقل ما تُفكر به ريتا، يجب أن أكون حذرةً عند معاملتها في المرة القادمة".
  • "شخص ما يحاول تشويه سمعتي، أشعر أنَّني مظلومةٌ بشدة"، يمكن تحويلها إلى "أصبح لدي سمعةٌ يحاول الناس تشويهها؛ وهذا يعني أنَّني أصبحت أكثر أهمية".
  • "لقد قالت ريتا ذلك لساندي، وربَّما قالته لأشخاص آخرين أيضاً، أشخاصٌ ربما لا يعرفونني، هؤلاء الأشخاص سيأخذون عني هذه الصورة الخاطئة وقد لا تتاح لي الفرصة لتوضيح الأمر لهم"، يمكن تحويلها إلى "على الأقل استطعت توضيح الأمر لساندي، كان يمكن أن يكون الأمر أسوأ لو افترضت ساندي أنَّني كنت شخصاً سيئاً ولم أكلف نفسي عناء توضيح الحقيقة".

عندما أعدت التفكير في الأمر أدركت أنَّه ليس بالسوء الذي ظننته، في الواقع إنَّني محظوظةٌ جداً لأنَّ لدي صديقةً تهتم لأمري وتُكلِّف نفسها عناء مناقشة هذه المزاعم معي، لا يمتلك كثير من الناس هكذا أصدقاء.

بالنسبة لك أيضاً عليك رؤية الجانب المشرق في أي موقف تمر به، وبدلاً من أن ترى الكوب نصف مملوء أو نصف فارغ عليك أن تؤمن أنَّه في الواقع مملوء تماماً (نصف به هواء، ونصفه به ماء) يمكن أن يكون كل شيء في حياتك إيجابياً، حيث يرتبط الأمر بنظرتك إلى الأمور فقط، فإذا اخترت أن ترى الأشياء بتهكُّم فما من المغزى من الحياة عندها؟ إذا أردت أن تكون سعيداً اعلم أنَّ الأمر يبدأ من عقليتك أولاً.

شاهد بالفيديو: 7 أنواع من الأصدقاء ابتعد عنهم تماماً

3. كن سعيداً لأنَّك اكتشفت الحقيقة:

يفضل بعض الناس أن يبقوا جاهلين بالأشياء التي قد تزعجهم؛ لكنَّ هذا تجنبٌ للحقيقة، أظنُّ دائماً أنَّ الحقيقة تُحرر الإنسان، وينطبق الشيء نفسه في هذه الحالة.

تخيل أنَّك نعامة، وقد رآك فهدٌ وها هو يسرع نحوك كي يلتهمك، فهل تدفن رأسك في الرمال وتأمل أن يختفي كل شيء، أو تنجو بحياتك وتهرع راكضاً؟

سيختار معظمنا الخيار الثاني، ولكن في الحياة الواقعية يتصرف معظمنا كالخيار الأول، فعندما نكتشف حقيقةً غير سارة فإنَّنا ندير رؤوسنا بعيداً ونتظاهر بأنَّنا لم نسمعها، إنَّنا نتحسر عليها ونتمنى لو لم نعرفها أصلاً.

ليست المشكلة في أنَّنا الآن نعرف الحقيقة؛ بل في أنَّها ليست ما نأمل سماعه؛ لذا بدلاً من لوم الحقيقة يجب أن نتعلم كيفية معاملة حقيقة أنَّ الواقع لن يكون دائماً كما نريده.

في الموقف الذي تعرضت له سئمت كثيراً في البداية لسماع الحقيقة؛ لأنَّ فكرة أنَّ شخصاً ما يتكلم عني بالسوء أثارت غيظي، عندما كنت في المدرسة الابتدائية خانتني أعزُّ صديقاتي وتحدثت عني بالسوء أمام الآخرين؛ لذا فإنَّ هذه الحادثة فتحت جروحاً لم تلتئم بالكامل.

لكن بعد التفكير ملياً في الأمر أدركت أنَّه من حسن حظي أنَّني علمتُ ما قالته ريتا؛ لأنَّه ساعدني على معرفة شخصيتها الحقيقية، والآن أعلم أنَّني لا يجب أن أتتودد إليها كثيراً أو أثق بها في أمور أخرى، وأعلم أيضاً أنَّها على الأرجح تحدثت عني لبعض الأشخاص الآخرين؛ مما يعني أنَّني يجب أن أكون أكثر وعياً في تصرفاتي أمام الآخرين في المستقبل.

إقرأ أيضاً: كيف تعرف من يكرهك وتتعامل معه بشكل صحيح

4. تفوَّق على نفسك:

بعد النجاح الذي حققه الكورس الذي مدته 30 يوماً الذي أطلقته منذ وقتٍ قريب أعرف بعض الأشخاص والكوتشز الذين أطلقوا على مواقعهم الإلكترونية برامج مشابهة تبلغ مدتها 30 يوماً أو 31 يوماً، وبعضهم بمهام مشابهة جداً تستند في الأصل إلى برامجي، كان هناك أيضاً كثير من الأشخاص الذين نسخوا مقالاتي وادعوا أنَّها ملكهم ولم يعترفوا بفضلي.

لم يزعجني هذا التقليد أبداً؛ لأنَّني أعلم أنَّ المحتوى الذي أقدمه رفيع المستوى وسيتعين على الناس زيارة موقعي للحصول على أفضل محتوى، أعلم أيضاً أنَّ الأشخاص الذين ينسخون دون أن يبتكروا بأنفسهم سيبقون دائماً تابعين ولا يمكنهم أبداً أن يتفوقوا على الآخرين، فيتعين عليهم انتظار الآخرين ليُظهِرُوا ما في جعبتهم قبل أن يتمكنوا من فعل أي شيء.

يشبه الأمر كيف تُعَدُّ شركة آبل (Apple) الشركة المبتكرة في سوق التكنولوجيا، وتحديداً أجهزة الهاتف المحمول، فقد أحدثت الشركة ثورةً في سوق الهواتف الذكية في عام 2007 عندما أصدرت للعامة أول هاتف بشاشة تعمل باللمس في العالم، وعلى الرغم من أنَّ الشركات الأخرى مثل نوكيا (Nokia) وسامسونغ (Samsung) واتش تي سي (HTC) وما إلى ذلك اتبعت حذوها وأصدرت منتجاتٍ مشابهة فإنَّ آبل هي الآن الشركة الرائدة في سوق الهواتف الذكية، وهي الشركة التي يتطلع إليها الناس انتظاراً للابتكارات.

إذا سلب أحدهم فضلك في شيء وظنَّ الآخرون حقاً أنَّه من قام بالعمل كيف ستتفوق على نفسك؟ كيف ستبدع شيئاً أفضل مما فعلت في السابق؟

اجعل هذا تحدياً لك، أحسب أنَّ براعتنا في شيءٍ تتحدد بآخر إنجازٍ لنا فيه؛ لذا بدلاً من التحسر على الحادث المؤسف انهض وابدأ السعي نحو إنجازك التالي الذي يجب أن يبهر الناس بشدة مقارنةً بإنجازك الأخير، كما قال الكاتب راندي باوش ذات مرة (Randy Pausch): "هذه الجدران ليست هنا لإبعادنا؛ بل لتظهر لنا كم نرغب في تجاوزها".

إقرأ أيضاً: هل يجب أن تشعر بالذنب عندما تتفوق على أصدقائك؟

في الختام:

لقد اطلعنا في هذا الجزء من المقال على الحادث المؤسف الذي أحبط الكاتبة، واطلعنا على أربع نصائح هامة استوحتها بعد تعرُّضها للخيانة من صديقتها المقربة، تابع قراءة الجزء الثاني والأخير حتى تطَّلع على ما تبقى من نصائح.




مقالات مرتبطة