7 طرائق لتحسين القدرة على الحفظ

أدَّت الذاكرة دوراً محوريَّاً في تشكل المجتمعات والحضارة الإنسانية، وكان الإنسان سيعيش مستقلاً ويمضي كامل حياته في البحث عن الطعام والمأوى لولا وجود الذاكرة.



تُعَدُّ الذاكرة جزءاً هاماً في الحياة الإنسانية، بسبب حاجة الأفراد إليها لتأدية المهام اليومية وتنفيذها، ويظن معظم الأفراد أنَّ ذاكرتهم ضعيفة بالفطرة، ولا يسعهم أن يفعلوا شيئاً حيالها، وهو ظن خاطئ بالمطلق، ولا توجد ذاكرة ضعيفة بالفطرة؛ إذ لا تعدو الذاكرة كونها مجرد مهارة مثل باقي المهارات البشرية العادية، مثل ممارسة كرة القدم أو الكتابة وما إلى ذلك، وهي تتحسَّن بالتدريب.

7 طرائق لتحسين القدرة على الحفظ:

1. فهم المعلومة:

توجد طريقتان للحفظ، تقتضي إحداهما - وهي الطريقة الرائجة - أن يُجبر الفرد نفسه على حفظ المعلومة عبر تكرارها، فتصبح المعلومة مألوفة وتترسخ في العقل عن طريق التكرار، وهكذا يحفظ معظم الأفراد معلوماتهم، والحفظ بهذه الطريقة مَضيعة للوقت؛ لأنَّك تتذكر المعلومة دون أن تفهم فحواها ومعناها، ولن تستطيع إعادة صياغتها باستخدام الأرقام والصور والأصوات في عقلك.

الطريقة الثانية أكثر فاعلية، وهي تقتضي فهم المعلومة؛ إذ يشدِّد معلمو الرياضيات على أهمية الفهم في حفظ المعادلات والمبرهنات الرياضية، ويخبرون التلاميذ بأنَّ تذكرها يصبح سهلاً عند استيعاب طريقة عملها، ومراحل اشتقاقها قبل أن تُكتَب بالصيغة النهائية.

خلاصة القول، فهم المعلومة يساعدك على تذكرها تذكراً أفضل.

2. طريقة التجميع:

اكتشف العلماء أنَّ الفرد العادي لا يستطيع أن يُخزِّن أكثر من 5 بنود في الذاكرة قصيرة الأمد التي تستمر نحو 20 ثانية.

على فرض أنَّك تستطيع تذكر 5 بنود في عملية الحفظ الواحدة، ولتكن مجموعة الأرقام 4، 7، 8، 2، 8، لا شك أنَّك تستطيع حفظ هذه الأرقام بالترتيب بسهولة، لكن يحتاج الإنسان في حياته اليومية إلى تذكر معلومات أضخم من ذلك بكثير، مثل أرقام الهواتف.

تتيح لك طريقة التجميع إمكانية حفظ عدد أكبر من المعلومات، بدل أن تحفظ كل رقم على حدة في مجموعة الأرقام 1,2,3,4,5,6,7,8,9، تستطيع تقسيمها إلى مجموعات جزئية وحفظ كل مجموعة على حدة كما يأتي: 123-456-789.

3. التدريب العملي:

يظن معظم الأفراد أنَّ تدريب الذاكرة عملية صعبة ومُعقدة جداً، وقد أصبح الإنسان يتكاسل ويعتمد على الأجهزة التكنولوجية في التخزين بدل أن يستخدم ذاكرته.

يكمن الفرق ما بين الذاكرة القوية والضعيفة في ميل الفرد إلى استخدام دماغه في تخزين المعلومات بدل اللجوء إلى أدوات التخزين الخارجية؛ فأجهزة التخزين الحديثة لا تساعد الإنسان؛ بل تزيد كسله وتضعف ذاكرته وقدرته على الحفظ.

شاهد بالفديو: ست خطوات ذهبية تساعد على تقوية الذاكرة

4. استخدام جزأي الدماغ:

اكتشف علماء الأعصاب أنَّ الجزء الأيسر من الدماغ يتحكم بالعمليات المنطقية، أمَّا الجزء الأيمن فهو مسؤول عن النشاطات الإبداعية، وتقتضي هذه الطريقة أن تستخدم الجزأين معاً في أثناء الحفظ؛ وذلك من خلال الاستفادة من قدرات جانبي الدماغ، ودمجها معاً عندما تحاول حفظ معلومة معينة، مثل ربط مجموعة من الأرقام (الجزء الأيسر) مع الصور والألوان (الجزء الأيمن).

5. تدريب كامل الدماغ:

الدماغ البشري معجزة بذاته، ولا تقتصر وظيفته على الحفظ وحسب؛ بل قدراته لا حصر لها، ولا تعدو الذاكرة كونها مجرد جزء صغير من الدماغ، وهذا يعني أنَّ تدريب الأجزاء الأخرى يساعد على تحسين قدرة الدماغ ككل على التذكر، ويمكن أن يتم ذلك عبر القيام بنشاطات تُحفِّز جزأي الدماغ مثل تمرينات التركيز، وحل الألغاز والكلمات المتقاطعة وما إلى ذلك.

إقرأ أيضاً: 7 نصائح لتدريب دماغك وتحسين ذاكرتك

6. الإحماء الذهني:

الحفظ هو مهارة كما ذُكِر آنفاً؛ ما يعني أنَّ الإحماء الذهني قبل بدء العمل على المهمة الفعلية يساعدك على تهيئة عقلك، وتسريع عملية الحفظ وتحسين أدائك، الأمر أشبه بممارسة تمرينات الإحماء الخفيفة قبل بدء المباريات أو الفعاليات الرياضية.

7. مراجعة المعلومات قبل النوم:

تقتضي هذه الطريقة تخصيص 5-10 دقائق قبل الخلود إلى النوم لمراجعة المعلومات التي تعتزم حفظها، وهذه الطريقة فاعلة جداً لتقوية الذاكرة، وفيما يأتي 3 عوامل تؤثِّر في عملية الحفظ:

1. الغذاء:

تؤثِّر نوعية الطعام في حياة الفرد، كما يتحسن أداء الدماغ عند الالتزام باتباع نظام غذائي صحي؛ إذ توجد أطعمة تستهدف الدماغ خاصة، وتحسِّن وظائف الذاكرة والحفظ مثل السمك والشاي الأخضر والأطعمة الغنية بالأوميغا-3 وغيرها.

2. النوم:

النوم عملية حيوية ضرورية يحتاج إليها جسم الإنسان يومياً لكي يعوِّض الطاقة التي استهلكها خلال النهار، ويحتاج الفرد البالغ إلى 6-9 ساعات وسطياً من النوم كل ليلة.

3. التشتت العاطفي:

تؤدي العواطف السلبية إلى تعطيل قدرة الإنسان على التركيز على مهام معينة، مثل الحفظ؛ لهذا السبب يجب تجنب العواطف السلبية مثل التوتر النفسي والاكتئاب والقلق وما إلى ذلك.

إقرأ أيضاً: أفضل طريقة للدراسة والحفظ والاستيعاب السريع

في الختام:

يجب أن تبذل جهدك في تطبيق الطرائق الواردة في المقال، حتى تحصل على النتائج المرجوة، وتستطيع أن تتعامل مع الذاكرة على أنَّها عضلة قابلة للتدريب والتنمية عن طريق الممارسة وأنت قادر على التحكم بها وتقويتها.




مقالات مرتبطة