7 خطوات لتعيين الموظفين المناسبين

قد يكون الموظف الكفء أفضل موارد المؤسسة، وفي المقابل قد يكون الموظف المهمل أسوأ كوابيس رب العمل. وهذا يعتمد على مدى نجاح المدير في اختيار الموظفين الأكفاء وحفاظه عليهم. كما يسهم الموظفون المسؤولون في تحقيق النجاح والاستقرار والأجواء الإيجابية في المؤسسة، أما الموظفون السلبيون، فهم ينشرون الإحباط ويسببون القلق والتوتر لمديريهم وزملائهم.


وثمة 4 فئات رئيسة يصنف فيها كل الموظفين:

1. الموظف المتحمس: وهو مخلص غالبا، ويبذل قصارى جهده لمساعدة المؤسسة على النمو، ويرى أن عمله ميزة لا استحقاقا، كما أنه ينشر طاقاته الإيجابية في بيئة عمله. وحين يقترف خطأ ما لا يلقي باللوم على الآخرين، بل يتحمل مسؤوليته ويعتذر عنه، ويبذل ما في وسعه لتجنب تكراره. والموظف المتحمس يقتنص أي فرصة سانحة لتطوير مهاراته وتعلم أشياء جديدة، وهو أول من يصل إلى العمل وآخر من يغادر، وقد يعمل لساعات إضافية في إنجاز مهماته ومشاريعه، سواء في المكتب أو من المنزل. وفوق ذلك كله يتمتع بأخلاقيات عالية، وهو بشوش ويرحب بزملائه في العمل. إنه أفضل نوع من الموظفين في عالم الأعمال.

2. الموظف اللامبالي: ينصاع هذا الموظف للأوامر مهما كانت دون تذمر. وهو يركز غالبا على إنهاء مهماته في الوقت المحدد، ليتمكن من المغادرة باكرا. ولا ينفق أي وقت في محادثة زملائه، كما لا يرى أن عمله ممتع. بل إنه مكان يتم فيه ما يطلب منه، للحصول على الأجر المطلوب لتحمل نفقات المعيشة. والموظف اللامبالي يصل في وقت بدء العمل تماما، ليغادره وقت انتهائه أيضا. وهو ينزعج حين يطلب منه التأخر في العمل، ويصاب بالإحباط حين يطلب منه أحد زملائه المساعدة، لأن ذلك يلهيه عن عمله. بالإضافة إلى أن الموظفين اللامبالين لا يظهرون أي حماسة لأعمالهم، وهم يتحملون مسؤولية أخطائهم لكن دون اكتراث أو اعتذار. قد يكون هذا النوع من الموظفين مهما للفريق، لأنهم يركزون على العمل فقط، ولا يتورطون في الشجارات، ودائما ينجزون مهماتهم في وقتها المحدد.

3. الموظف السلبي: كل شيء يزعجه في العمل، ويتحدث بسوء عن المؤسسة وعن زملائه غالبا، ويتذمر حين تجري الأمور على غير ما يريد. كما أن الموظف السلبي يحاول اختلاق الأعذار لكي لا ينجز عمله، ويلقي بمسؤولياته على الآخرين أو يؤجلها. فإذا أخبرته بأنه ارتكب غلطة ما فسيختلق لك ما لا يحصى من أعذار، ويلقي باللوم على شخص آخر. إن مثل هذا النوع من الموظفين لا يأخذ بزمام المبادرة، ولا يعمل على تنمية مؤسسته، ويرى العيوب والنقائص في كل شيء. ونادرا ما يبتسم ويتذمر من كونه لم يترق، متناسيا أن تصرفاته وافتقاره لأخلاقيات العمل سبب في ذلك. كما أن الموظف السلبي يصل متأخرا إلى العمل، ويلقي باللوم على أزمة المرور، ويبدأ بالتذمر إذا طلب منه العمل ساعات إضافية للتعويض عن تأخره. ويستنزف هذا النوع من الموظفين طاقة وتركيز ووقت المديرين، كما أنه ينشر طاقة سلبية في المؤسسة.

4. الموظف المحتال: يحاول هذا الموظف استغلال الآخرين، ويخطط دائما لتحقيق مساع شخصية. ويعتقد أن زملاءه ومديريه يحيكون مؤامرة ضده. كما أنه لا يقدر عمله أبدا، ويراه استحقاقا لا ميزة، ويكره تحمل مسؤولية أخطائه، ويحاول جاهدا إثبات براءته. ومن ناحية ثانية، الموظف المحتال يستغل وظيفته لغايات شخصية؛ كأن يخطط منذ البداية لدفع رب العمل إلى طرده، ليرفع بعد ذلك قضية ضد المؤسسة بداعي التمييز العنصري أو الفصل التعسفي، أو يجد أي ثغرة قانونية للحصول على التعويضات المالية دون أداء أي عمل. إن هذا النوع من الموظفين يتشاجر دائما مع زملائه، ويطالب بالعلاوة، ويتذمر من أن الإدارة لا تفيه حقه. وهو ثرثار بطبعه، ويشعر بالإهانة والغضب بسهولة، ويجعل المؤسسة جحيما لرب العمل، فهو يسبب له القلق والتوتر بإيذائه للجميع.

تخيل كم من الرائع أن يكون طاقم مؤسستك، حافلا بالموظفين الفعالين والإيجابيين والجادين والمتحمسين، والذي هدفهم الأسمى هو تحقيق النمو والنجاح للمؤسسة. إذا، كيف تعين النوع المطلوب من الموظفين؟

من المؤكد أنه ليس من طريقة محددة لاختيار الموظفين بشكل صحيح. ففي بعض الأحيان يبدو الموظف مهملا ثم يكتشف المدير أنه كفؤ والعكس صحيح. لكن من المهم جدا اتخاذ بعض الخطوات الاحترازية قبل التوظيف، فهي تقلل من مخاطر اختيار الموظفين المهملين والسلبيين:

1. أجر بحثا عن خلفية وتاريخ المتقدم للوظيفة: هذه أول خطوة تساعدك على تصفية المرشحين لنيل المنصب في مؤسستك، والتخلص ممن لديهم تاريخ سيء. ومن المواقع التي يمكن الاستعانة بها لهذا الغرض (كلاريفاكتس.كوم - clarifacts.com) و(سكيل سيرفي.كوم - skillsurvey.com) و(هاير رايت.كوم - hireright.com)، وهي تكلف مبالغ زهيدة، وتستحق كل قرش تدفعه.

2. اتصل برب عمله السابق أو بجهات الاتصال التي أوردها كمراجع: هذه أيضا خطوة سهلة للحصول على بعض المعلومات المهمة عن المتقدمين للوظيفة، ومعرفة ما إن كانوا صادقين في المعلومات التي قدموها أم لا.

3. أخضعهم لاختبار تقييم: هذه الخطوة تهدف إلى تحديد نوع هؤلاء الأشخاص. وقد تفاجأ بمدى دقة نتائج هذه الاختبارات.

4. قابلهم مرتين أو 3 مرات على الأقل: لتتمكن من تقييم تصرفاتهم في مختلف الظروف، إذ كلما التقيت بهم أكثر فهمت طبيعتهم على نحو أوضح.

5. عرف المتقدمين للوظيفة إلى أهم أفراد طاقمك قبل تعيينهم: ولاحظ كيف يتفاعلون معهم، وكيف يمكن أن يتعاونوا في المستقبل. واطلب من موظفيك إبداء رأيهم وانطباعاتهم عن كل واحد من المتقدمين للعمل.

6. اطرح العديد من الأسئلة على المتقدمين للوظيفة: ولا تتردد في طرح الأسئلة الصعبة مثل: "ما هي ردة فعلك حين يستفزك أحد زملائك في العمل؟" فقد تظهر هذه الأسئلة الكثير من طباع الفرد.

7. اسأل المتقدمين للوظيفة لماذا يريدون العمل لدى مؤسستك: فإذا أجاب أحدهم "لأنها تبدو مثيرة للاهتمام" أو "لأكسب المزيد من المال" فهو غالبا يفتقر للحماسة.

إن هذه الخطوات مهمة جدا ومحورية لاختيار الموظفين المناسبين في مؤسستك. وفي حال كان لديك موظف سيء يشكو منه الجميع، فاستشر محامي المؤسسة لاتخاذ التصرف الملائم قبل فصله، لأن الإبقاء عليه لن يسبب إلا المزيد من المشكلات.