6 نصائح للشركات لكسب المنافسة على جذب الموظفين الموهوبين

تُعَدُّ استراتيجية "المكافآت الإجمالية" (Total Rewards) المتمثلة في مزيج المزايا والتعويضات والمكافآت التي يحصل عليها الموظفون من مؤسساتهم، من أهم الخدمات التي تؤديها المؤسسات لضمان نجاح العمل فيها.



ففي سوق العمل الذي يزداد الطلب فيه على القوى العاملة المتعلمة والموهوبة بدرجةٍ عالية التي تملك قدرة تفاوضية كبيرة، يجب على أرباب العمل تقديم عرض توظيف فريد ومقنع للحفاظ على الميزة التنافسية.

ومع أنَّ الرئيس التنفيذي ومجلس الإدارة وفريق القيادة التنفيذية يعملون عملاً متواصلاً لوضع توجُّه واستراتيجية عمل للمؤسسة، إلا أنَّهم لن يتمكنوا من تنفيذ هذه الاستراتيجية ما لم يهتموا باستراتيجية المكافآت الإجمالية ويقدموا الدعم لها.

وجد استطلاع "المكافآت الإجمالية" (Total Rewards) الذي أجرته شركة الاستشارات "أون هيويت" (Aon Hewitt) أنَّ 69% من الشركات ذات الأداء العالي ركزت اهتمامها تركيزاً استراتيجيَّاً على "المكافآت الإجمالية" (Total Rewards)، بينما 42% فقط من الشركات ذات الأداء المنخفض فعلت ذلك.

وفي عالم اليوم الذي يضم معلومات مشتركة ومفتوحة للجميع أكثر من أي وقت مضى، يعرف الموظفون قيمة هذه الاستراتيجية ويتوقعون حِزم تعويضات تنافسية، ومع ذلك، فإنَّ دفع مبالغ زائدة للمواهب لا تُعَدُّ أفضل طريقة لتوظيف المرشحين المميزين والاحتفاظ بهم؛ لذلك ومن أجل كسب المنافسة في جذب الموظفين الموهوبين بعيداً عن رفع الأجور غير المُجدي، يحتاج أرباب العمل إلى النظر إلى ما هو أبعد من التعويض.

لذا إليك فيما يأتي ست نصائح تقدِّم لك استراتيجياتٍ لتبني المكافآت الإجمالية بناءً فريداً وموثوقاً يتقبَّله الموظفون، ويساعد شركتك على الفوز في المنافسة على جذب الموظفين الموهوبين، وهذه النصائح هي:

1. افهم استراتيجية عملك:

تشير أبحاث شركة "تاورز واتسون" (Towers Watson)، فيما يتعلق بمسائل الموارد البشرية إلى أنَّ تقديم عرض التوظيف المناسب يشكِّل صلة ربط قوية بين استراتيجية الشركة والتنفيذ؛ ويبدأ هذا بفهم كيفية منافسة مؤسستك وفوزها.

وتحتاج الشركات إلى استراتيجية شاملة وشديدة الوضوح يمكن لأي شخص في المؤسسة شرحها والتعبير عنها؛ فإذا لم يتمكن الموظفون من شرح آلية المنافسة التي تتَّبعها المؤسسة، فمن غير الممكن أن يكون لديك مواهب واستراتيجية مكافآت إجمالية تتماشى مع تلك المواهب؛ إذاً، كيف يمكن أن تختلف خطة المكافآت الإجمالية بناءً على استراتيجية الشركة؟

ربما تختار تقديم مزيج مختلف من الأجور، أو تطوير ترتيبات عمل أكثر مرونة، أو تقديم إجازة أكثر حرية للموظفين، أو التأكيد على عدد متزايد من المزايا المطلوبة التي ستجذب شريحة معينة من القوى العاملة لديك وتشجع النتائج التي تتطلع إلى تحقيقها.

إقرأ أيضاً: لماذا يعد الحصول على الموظفين المؤهلين أمراً صعب المنال؟

2. تواصَل مع المديرين والموظفين:

من الهام أن تكون استراتيجية "المكافآت الإجمالية" (Total Rewards) موصولة بالقادة في جميع أقسام المؤسسة، وأن تكون ذات مغزى بالنسبة إليهم؛ إذ يجب على الشركات أن تنفق كثيراً من الوقت في إبلاغ المديرين والموظفين بعرض التوظيف الذي تقدِّمه، بقدر الوقت الذي تنفقه في الحصول على المزايا والسياسات المطبقة وإدارتها.

قد يكون هذا التواصل المستمر مرهقاً، وربما لن يُعجَب كل موظف بكل جانب من جوانب محفظة "المكافآت الإجمالية" (Total Rewards) الخاصة بك، ومع ذلك، إذا لم يكون التواصل داخلياً ضمن المؤسسة، فمن المحتمل أن تفوتك الفرص الرئيسة للتعلم والتكيف مع ما يجري من حولك.

لذا يجب أن تكون خطوط التواصل الداخلي فيما يتعلق بـ "المكافآت الإجمالية" (Total Rewards) مفتوحة بما يكفي؛ فإذا رأى الموظف مقالاً عن ميزة جديدة تقدمها شركة أخرى، كشحنة حليب جديدة للأمهات العاملات على سبيل المثال، فيمكنه مشاركة الفكرة داخلياً، وتوقُّع أنَّ فريق القيادة سينظر في هذه الميزة ويفكر بجدية في تنفيذها؛ وهذا يتطلب شبكة أعمال قوية وواضحة تؤدي فيها "المكافآت الإجمالية" (Total Rewards) و"الموارد البشرية" (HR) دوراً قوياً.

شاهد بالفيديو: 8 طرق لمكافأة موظفيك دون أي تكلفة

3. استثمر في برامج "المكافآت الإجمالية" أولاً:

يُعَدُّ الاستثمار في محفظة "المكافآت الإجمالية" أمراً حساساً لنجاح الشركة على الأمد الطويل؛ إذ ينبغي على المؤسسات أن تنظر إلى رأس المال البشري - غير المادي - بوصفه ميزة تتطلب استثماراً مستمراً؛ فالعديد من المنظمات تخصص 2-3% فقط لميزانيات رواتبها، وتسمح لفريقها المالي بتحديد مقدار ميزانية الفوائد لخفض أو تحويل التكلفة للموظفين، وإيقافها.

ينتج عن هذا النهج عادةً قوة عاملة ساخرة وغير موثوقة؛ وذلك لأنَّ الموظفين يدركون تماماً التغييرات التي تجعلهم أسوأ حالاً بطريقة ما.

والآن بما أنَّ العمال الماهرين لديهم خيارات أكثر من أي وقت مضى، فإنَّ الاستثمارات في "المكافآت الإجمالية" (Total Rewards) ضرورية لتنفيذ استراتيجية العمل؛ إذ تحتاج الشركة إلى أن تُعلِم المديرين والموظفين بهذه الاستثمارات ثم البدء بمعرفة كيفية إدارة بنود الميزانية الأقل أهمية بكثير؛ وذلك لربطها بالنتيجة النهائية التي تحاول المنظمة تحقيقها.

4. استفسر دائماً عما تفعله وتقدِّمه:

يتمثل أحد أكبر مآزق "المكافآت الإجمالية" (TR) في الميل إلى الاستمرار في تقديم نفس المزايا عاماً بعد عام، وقد يكون هذا النهج منطقياً إذا نظرت إلى جوانب معينة من محفظة "المكافآت الإجمالية" (TR) على أنَّها حاسمة لتفاعل الموظفين، ومع ذلك، يُعَدُّ تفقُّد محفظة المكافآت تفقُّداً دورياً ودائماً ممارسة جيدة للشركات.

على سبيل المثال، يجب على الشركات التي تقدِّم خطة رعاية طبية غنية أن تسأل باستمرار، وتُحدِّث هذه الخطة لتضع في الحسبان المزايا الجديدة، مثل تقديم الاستشارات الطبية عن بُعد، والدعوة للرعاية الصحية التي يمكن أن تحسِّن الخطة.

شاهد بالفيديو: كيف تحفّز موظفيك في العمل؟

5. قدِّر سوق المواهب الخاصة بك وميِّزها:

لقد أكد "مايكل بورتر" (Michael Porter)، أحد كبار العقول في استراتيجية الأعمال، أهمية تمييز منتجات الشركة وخدماتها بوصفه مفتاحاً لنجاح الأعمال، وبالمثل، فإنَّ محفظة "مكافآت إجمالية" (Total Rewards) فريدة وملائمة ستجذب المواهب التي تحتاج إليها المؤسسات لتحقيق أهداف العمل.

على سبيل المثال، قد ترغب الشركة التي تشرف على قوة عاملة ريفية أغلب عمالها من الذكور المتحمسين للهواء الطلق في جعل ساعات العمل خلال موسم الصيد وصيد الأسماك؛ وذلك لتشجيع الموظفين على الاستمتاع بما هم متحمسون له، أو أن تعمل مؤسسة على توسيع مبانيها وهياكلها وتوظيف عددٍ من ذوي الخبرة مع تدريب تقني متقدِّم.

إنَّ الموظفين المخضرمين وذوي الخبرة العالية معتادون على السفر والعمل في أي مكان في العالم، فلماذا يأتون للعمل في هذه المؤسسة؟ وهل تميزهم بيوم خاص بهم، أو هل تقدِّم لهم شيئاً فريداً إذا كانت تفتح أبوابها في هذا اليوم؟ وماذا سيعني للموظف المميز المخضرم إذا أضافت الشركة يوماً إضافياً، أو كان موظفو الموارد البشرية ينظمون حدثاً في المكتب وربما يسمحون للأشخاص ذوي الخبرة بالخروج في وقت مبكر من ذلك اليوم؟

لا تحتاج محفظة "المكافآت الإجمالية" (Total Rewards) إلى إضافة تكاليف بشكل لافت إلى الحد الأدنى، لكن يجب أن تتماشى مع مجموعة المواهب في المؤسسة، وتكون بمنزلة عامل تمييز؛ إذ يعمل تطبيق المزايا الفريدة أيضاً بوصفه أداة لتعزيز الثقافة التنظيمية للمؤسسة، وهذا يساعد على تعزيز النجاح.

إقرأ أيضاً: أهمية الزيادات السنوية على الرواتب في استقطاب والاحتفاظ بالعاملين

6. مكِّن المديرين بأطر عمل مرنة:

يمكن أن تمثل إدارة مجموعة كاملة من المزايا تحدياً للمؤسسات التي تمتد عبر دولة كبيرة أو لها بصمة عالمية، كما يُعَدُّ وجود إطار عمل لاستراتيجية "المكافآت الإجمالية" (Total Rewards) أمراً جيداً، ولكنَّ محاولة التحكم به من موقع مركزي أو تثبيت قواعد صارمة يجب على جميع المجالات اتباعها قد يكون مشكلة.

لذلك، يجب أن تكون أطر "المكافآت الإجمالية" مرنة وقابلة للتكيف بما يكفي؛ وذلك لتمكين الإدارة من تلبية الاحتياجات الفريدة للموظفين في منطقة معينة، وخلاف ذلك، لن تحقِّق المحفظة الهدف مع جمهورك المستهدف: الموظفون الحاليون والمحتملون. لا توجد شركة تستطيع تحمُّل ذلك.

المصدر




مقالات مرتبطة