6 طرق للتغلب على ضغوط القيادة

يشي الأسلوب الذي يتبعه أي قائد للتعامل مع الضغط بالكثير عن شخصيته، فردة فعل القائد تجاه الضغط تكشف عن مدى قوة شخصيته وثقته بنفسه، كما تظهر ما هي الأشياء ومن هم الأشخاص الذين يقدرهم، وما إذا كان شخصا يعتمد عليه. في الواقع، ينهار معظم الناس تحت وطأة الضغوط، وقلة هم أولئك الذين يتعاملون معها على نحو جيد، وأقل منهم هم من يمتلكون الخصال اللازمة للنجاح والتغلب عليها.


ما من مفر من الضغط، وإنكاره لا يعني عدم وجوده ولن يجعله يختفي من تلقاء ذاته. إن مواجهة الضغوط حتمية وهي مسألة وقت، وللأسف، ثمة الكثير من الأشخاص ممن وصلوا إلى مناصب قيادية دون أن يختبروا التعرض للضغط ولو لمرة في حياتهم، وحين يتحقق المحتوم ويتعرض المدراء للضغط، فإن كثيرا منهم ينهارون.

يعرف الضغط علميا بأنه نسبة القوة المؤثرة عموديا على وحدة المساحة من السطح الذي تؤثر عليه القوة. إلا أن للضغط أثرا يتخطى عالم العلوم، فالضغط أيضا يمكن أن يمثل أثر قوة ما على قيم شخص معين ومواقفه وفلسفته وحتى إرادته للنجاح. ولهذا فإن إلقاء قدر كبير من الضغط على شخص لا يمتلك الإرادة والجهوزية والقدرة على القيادة يؤدي إلى تفكير غير سليم وقرارات سيئة وأفعال خاطئة.

لا يصح أن نقول أن الضغط أمر سلبي أو إيجابي، فالتعامل مع الضغط يتطلب ما هو أكثر من الاستعداد النفسي. البعض يعتبر القيادة امتيازا والبعض الآخر يعتبرها عبئا، أما أنا فأرى أنها مزيج من الأمرين. على أي حال، ليس هناك أحد لا يتعرض للضغط، لكن البعض يتحملونه على نحو أفضل. المهم هنا هو أن أسلوب القائد في التعامل مع الضغط يحدد ما إذا كان سيقود مؤسسته للنجاح أو الفشل، إذ أن التعامل مع الضغط من المنظور الصحيح قد يتمخض عن عادات جديدة إيجابية للغاية.

لقد أدركت من خبرتي أن القادة الكفؤين يضعون أنفسهم تحت ضغوط كبيرة جدا، لدرجة أن معدل الضغط الموضوع عليهم من أفراد آخرين يبدو ضئيلا جدا نسبيا. وأنا أضع نفسي دائما تحت الضغط لأصبح قائدا أفضل وشخصا أفضل في الوقت ذاته، فالتعرض للضغط يساعدني على بذل قصارى جهدي ويحفزني بطريقة أفضل.

فيما يلي 6 أساليب يتبعها القادة الأذكياء لتحويل الضغط إلى أداة مفيدة بدلا من أن يكون عبئا:

1. اعرف نفسك: على القادة أن يدركوا ما هي مواطن ضعفهم وقوتهم وما هي الأمور التي يمكن أو لا يمكن أن يتنازلوا عنها، وحين تكون ثقة القائد بنفسه قوية، فإنه لن يخشى الآراء المخالفة لرأيه بل سيشجعها. إن معرفة مواطن ضعفك وقوتك تحسن منهجية تفكيرك وتجعلك قائدا أفضل.

2. تول زمام القيادة: من مسؤولية القائد أن يكتسب المهارة وأن يطورها، وكلما كانت المؤسسة التي تديرها أكبر، كلما اعتمد أداؤك على مهارات فريقك أكثر. وفي ذات الوقت، كلما كان فريقك أكثر كفاءة وكنت قادرا على الاستفادة من هذه الكفاءة، كلما كان الضغط الذي تشعر به أخف. إن مفتاح النجاح ليس تطوير نفسك فحسب، بل تطوير الآخرين أيضا، فالقادة الذين يكسبون أفراد فريقهم المهارة ويطورونهم يشعرون بقدر قليل من الضغط، وفي المقابل، فالقادة الذي يشعرون بأن عليهم عمل كل شيء بمفردهم هم من يعانون من الضغوط الكبيرة.

3. حافظ على البساطة: إن التعقيد يخلق الضغط، وأفضل القادة يسعون لتبسيط الأمور قدر ما استطاعوا. ونادرا ما تعني البساطة نوعية عمل رديئة، بل على العكس فهي توحي بالتطور وتحفز التفكير، الذي بدوره يؤدي إلى انجاز الأهداف. ومن البديهي أن الأداء القوي يخفف من الضغط.

4. احرص على الانسجام: يسعى القادة العظام إلى تحقيق الوحدة في الرؤية والفريق والخطة، حيث أن المؤسسات التي تتمتع بهدف موحد وقيم ومصالح واحدة هي أكثر إنتاجية من غيرها. إن توحيد الرؤى والقيم يبعدك عن التعقيد في عملية اتخاذ القرار ويجنبك الإبهام عند ترتيب أولوياتك.

5. حافظ على التركيز: نادرا ما يشعر القادة ذوو التركيز العالي بالضغط، بينما يشعر من لا يتمتعون بالتركيز بأنهم يرزحون تحت الضغط من كل الجهات. يساعد التركيز القادة على التفكير بوضوح، حيث من المستحيل أن يحقق الفكر غير المنظم أي شيء. ومن غير المعقول أن تقود مؤسستك نحو مستقبل مشرق إذا كان تفكير قائدها مشوشا، إذ إن أكبر خطر قد يداهم المؤسسة هو ضعف التركيز.

6. اترك وقتا إضافيا احتياطيا: أفضل طريقة للحفاظ على التركيز هي الحرص على ترك وقت إضافي احتياطي في كل يوم، فالضغط يولد الانفجار، وما من استثناءات لهذه القاعدة. القادة الذين لا يفسحون وقتا للتفكير والتخطيط ينتهي بهم الأمر ليقدموا على مخاطر أو ليختصروا بعض الأمور دون داع، إنهم يسمحون للضغط أن يرغمهم على اتخاذ قرارات سيئة كان بالإمكان أن يتجنبوها لو أنهم تركوا القليل من الوقت الاحتياطي.