6 طرق فعالة لتدريب عقلك الإبداعي

كم مرة انتابتنا الحماسة تجاه أفكار لامعة، لكنَّها لم تلبث أن خبت لأنَّنا فقدنا الإبداع فجأة، وأقلعنا عن الفكرة، وتكوَّرنا على أنفسنا جراء الخيبة؟ ربَّما تقول في سرك وأنت تقرأ هذا: "أوه، يا إلهي! لقد حدث هذا مراراً"؛ فإذا كان هذا أمراً يحبطك ويجعلك تخشى على مخزونك الإبداعي من النضوب، عليك تعلم كيفية الحفاظ على تدفق الأفكار الإبداعية لديك.



لطالما كان الإبداع ركيزة أساسية في جميع العصور؛ ذلك لما له من تأثير عظيم في جميع المجالات؛ فمثلاً: لا يمكن تحقيق النجاح الساحق في عالم الأعمال إلَّا من خلال الابتكار الذي يُبنَى على الإبداع ويرتكز عليه.

لذا إن شعرت يوماً أنَّ إبداعك ينضب، فعليك العمل على تحسينه دون أن تعتمد على ذكائك؛ إذ ليس للذكاء دور عظيم في العبقرية الإبداعية، فالأمر أكثر تعقيداً ممَّا تظن، فالإبداع ذو طبيعة معقدة في جوهره؛ لذا لا تبحث عن حلول سريعة، بل اتبع هذه النصائح الستة في تغيير عقليتك تدريجياً كي تفجَّر الإبداع الكامن لديك:

1. كن على ثقة بإمكانية تنمية الإبداع:

إتَّه لمن الضروري أن تبدأ استغلال قوة إرادتك، فالإيمان أكثر ما يبقينا مبدعين؛ كما عليك ألَّا تصدق أنَّ الإبداع موهبة فطرية؛ فرغم أنَّ مستوى الإبداع قابل للتحسن، لكنَّنا نحن مَن يحفزه ويفسح له المجال للنمو؛ لذا عليك الآن أن تتمسك بالإيمان لتصبح أكثر إبداعاً.

شاهد بالفديو: 8 طرق لتنمية الإبداع في نفسك

2. اختر التعليم الجانبي بدلاً من التعليم العمودي:

نحن نكتسب المعرفة بطريقتين اثنتين، وهما: استخدام نهج التفكير الجانبي في التعليم، أو نهج التفكير العمودي.

يعتمد نهج التفكير العمودي في التعليم على التخصص في مجال معرفي معين، بينما يعتمد نهج التفكير الجانبي على مجموعة متنوعة من مجالات المعرفة المختلفة؛ وبطبيعة الحال ستعتمد أحدهما دون الآخر.

في حال كنت من أنصار التفكير المنطقي، فستميل إلى النهج العمودي؛ في حين يشحذ التركيز على النهج الجانبي في التعليم قدراتك الإبداعية، ويعطي جانبك الإبداعي فرصة للظهور.

3. اعتبر إبداعك عضلة تحتاج التدريب:

يعدُّ ستيف جوبز (Steve Jobs) مصدر إلهام لنا جميعاً دون منازع، فقد شارك خلال حياته حكمة إبداعية لا تُقدَّر بثمن، ومنها هذا الاقتباس: "لا يمكن أن تتوضح الصورة أمامك وأنت قلق إزاء المستقبل، بل من خلال مراجعة تجارب الماضي؛ لذا ثق أنَّ هذه الصورة ستتضح أمامك يوماً ما في المستقبل".

إنَّه لمن الجيد معرفة أنَّ بمقدورنا تمرين وظائف الدماغ الإبداعية كما ندرب عضلاتنا؛ فكلما عظم التحفيز المنتظم ودفعنا أنفسنا نحو الأمام، كان النمو حليفنا؛ لذا تمرن على توسيع مساحات إبداعك باتباع طرائق مثل العصف الذهني أو كتابة أكبر عدد من الأفكار على ورقة؛ إذ كلما ازداد الإبداع، أخذت أفكارك بالتدفق.

4. كرِّس وقتك للإبداع:

إن كنت جاداً في مسعاك إلى تنمية إبداعك، فستحتاج إلى تكريس الوقت له.

يمكنك مثلاً تخصيص ساعة واحدة يومياً على الأقل لتعمل على إبداعك، وتريح عقلك من الانشغال بالنشاطات والواجبات اليومية؛ وينبغي ألَّا تنظر إلى ذلك على أنَّه هدر للوقت، بل على أنَّه ترفيه ضروري لتنمية الجانب الإبداعي لديك؛ فعندما تطلق العنان لدماغك، ستُدهَش ممَّا هو قادر عليه.

شاهد بالفديو: 18 نصيحة لاستثمار الوقت بفاعلية

5. واظب على كتابة يومياتك:

هل شعرت يوماً بشعلة من العبقرية الإبداعية تجتاحك لكنَّها لم تلبث أن انطفأت أمام ناظريك دون أن تقوم بشيء إزاءها؟

لا عليك، فهذه حالة شائعة تصيب حتى أعظم المفكرين؛ فالإبداع إحساس يتعمق في مشاعرنا بين الحين والآخر.

يمكن للأفكار أن تجيء وتذهب بصورة خاطفة كما تفعل مشاعرنا، ويمكن للإلهام أن يعصف بنا في لحظة ما ويختفي بعدها؛ لذا غالباً ما يحتفظ العباقرة والمبدعون بمفكرة يدونون فيها خواطرهم خلال اليوم، ويمكنك أنت أيضاً أن تحذو حذوهم في ذلك.

إقرأ أيضاً: كيف غيَّرت كتابة اليوميَّات بخط اليد حياتي؟

6. استخدم نصفي دماغك بوعي:

لا يمكن تأطير الإبداع أو تحجيمه بأي شكل من الأشكال، وهو لا يتعلق بالنصف الأيسر من الدماغ الخاص بالمنطق أو النصف الأيمن الخاص بالتفكير الإبداعي فحسب، بل ينبع من التوازن المتناغم بين الاثنين.

سيساعدك الفهم العميق لذاتك على تعزيز إبداعك؛ لذا ابدأ تحديد أنماط تفكيرك التقليدي، وابحث عن أنماط تفكير أخرى كي تُبقِي على التوازن الفكري لديك؛ فعلى سبيل المثال: إن استحوذ عليك التفكير المنطقي، فعليك تحفيز نظيره الإبداعي عبر القيام بنشاطات كالرسم والتلوين.

في نهاية المطاف، يجب أن يكون باستطاعتك الانتقال بسهولة بين نمطي التفكير المنطقي والإبداعي؛ فحالما تبرع في ذلك، تبدأ مسيرتك في العبقرية الإبداعية الحقيقية.

المصدر




مقالات مرتبطة