6 حقائق مدهشة عن الثقة

إن قدرتك على إيجاد من يمكنك الوثوق به، مهارة اجتماعية وتجارية مهمة. وهي صعبة أيضا، فتحديد ما إذا كان شخص ما جدير بثقتنا أم لا، أمر يحتاج إلى ذكاء وفطنة وخبرة عالية. كما علينا الحذر من إطلاق الأحكام المتسرعة على الآخرين عند تقييمنا لهم، إذ إننا نسارع إلى الاكتفاء بالانطباعات الأولية والقفز منها إلى النتائج غالبا.


وثمة العديد من العوامل التي تؤثر في حكمنا على الأشخاص، وتعمل على تعزيز مصداقيتهم لدينا أو إضعافها إلى الحد الذي نصبح فيه غير قادرين على إصدار أحكام سليمة عليهم، كطريقة لباسهم وطبيعة أصواتهم والمكان الذي نقابلهم فيه، وذكرهم لأسماء أشخاص نعرفهم أو نحبهم، وحتى أشكال وجوههم.

فيما يلي 6 حقائق مفاجئة عن طريقة تقييمنا لمدى جدارة الآخرين بثقتنا:

1. شكل الوجه يؤثر في حكمنا على مصداقية صاحبه:
هل تعلم بأن ملامح الوجه تؤثر في مدى ثقتنا بالآخرين إلى حد بعيد؟ فقد وجد الباحثون في قسم علم النفس في جامعة (برينستون- Princeton) بأن الوجوه التي تمتلك زوايا داخلية مرتفعة للحاجبين وعظام وجنتين بارزة وذقن عريض، تعطي أصحابها مظهرا يدل على أنهم جديرون بالثقة. وفي المقابل، الوجوه التي تمتلك زوايا داخلية منخفضة للحاجب وعظام وجنتين غير ظاهرة وذقن رفيع، تعطي انطباعا بأن أصحابها غير جديرين بالثقة.

2. نحن نثق بالأشخاص الذين يملكون جوانب مشابهة لنا:
من الأسهل علينا أن نثق بشخص يشاركنا الاهتمامات ذاتها مهما كانت بسيطة، كتشجيع الفريق الرياضي نفسه، أو الذهاب إلى الحلقة الدراسية ذاتها؛ فذلك كفيل بخلق رابط بين الطرفين فورا. وتماما على العكس، فإن انعدام المشتركات بين الناس تجعلهم متحفظين تجاه بعضهم بعضا.

3. نحن نفقد ثقتنا بالأشخاص الذين يتصرفون بشكل غير لائق:
نميل جميعا إلى إطلاق حكم على نزاهة الشخص الآخر وجدارته بالثقة، بناء على مفهومنا الشخصي حول التصرف اللائق. لكن في الحقيقة، ليس ثمة أي سلوك متفق عليه في العالم، يشير إلى صفة الخداع أو الصدق لدى شخص ما. فكل فرد يملك مفاهيمه الخاصة عن التصرفات اللائقة.

4. نحن نحكم على الكتاب من شكل غلافه:
قد ننكر ذلك، لكننا بالفعل نطلق أحكام متسرعة على الآخرين بناء على مظهرهم الخارجي. ونحن تلقائيا نربط الصفات الإيجابية في الإنسان بحسن المظهر، ونعتقد بأنه أكثر كفاءة وصدقا من الأشخاص ذوي المظاهر غير الجاذبة.

5. نثق أكثر بالذين يجلسون إلى جهتنا المفضلة، سواء أكانت اليسرى أم اليمنى:
فقد وجد دانيل كاساسانتو، عالم نفسي في (نيو سكول– New School) للبحوث الاجتماعية، بأن الذين يستخدمون يدهم اليمنى يربطون الجهة اليمنى بالخير، واليسرى بالشر، والعكس صحيح. ويوضح بحثه بأننا متحيزون إلى الأشياء والأشخاص الموجودين على جهتنا المفضلة. لذلك، فإن كنت ممن يستخدمون يدهم اليمنى، هناك احتمالية كبيرة أن تسمع آراء أكثر إيجابية من الشخص الجالس إلى جهتك اليمنى.

6. توقعاتنا تمنعنا من التفكير والتصرف بشكل موضوعي:
للوهلة الأولى عند مقابلتنا لشخص ما، يبدأ دماغنا بشكل فوري وتلقائي بتصنيفهم حسب طريقة ما؛ مشابه لنا أم مختلف عنا، صديق أم عدو. وذلك لتوقع ما قد يحدث لاحقا. وفي تلك الثواني الأولى، نحن نصنفه من دون وعي بقطع النظر عن أي عوامل أخرى. فإن كان غير جدير بالثقة، نبدأ بالتفكير على نحو مكثف لتعزيز هذا الحكم الأولي.

إن الخطوة الأولى لاتخاذ قرارات أفضل حول من يجب أن نثق به، هي إدراكنا بأن الإنسان متحيز بطبيعته. فالتحيز ينتج عن الطرق المختصرة في التفكير، التي تتبعها عقولنا عند مواجهة أمور أو مواقف معينة، تتطلب الكثير من التفكير والمعلومات. كما أن عملية تحديد ثقتنا بالآخرين، تعتمد على طبيعة الفئة التي وضعناهم فيها، بالإضافة إلى تجاربنا السابقة مع أشخاص آخرين مشابهين لهم. كل هذا يقودنا إلى إطلاق أحكام خاطئة غالبا.