6 أسرار لضبط النفس

ما الذي يجعل من ضبط النفس أمرا صعبا؟ إنها مهارة يملكها جميع الناس؛ إلا أننا لا نمنح أنفسنا الوقت الكافي لاستخدامها. فمعظم الناس ينظرون إلى ضبط النفس على أنه أمر عابر؛ هذا ما توصل إليه مارتن سيليغمان وزملاؤه في جامعة بنسلفانيا، فقد قاموا بدراسة شملت مليوني شخص؛ بحيث طلب منهم تصنيف نقاط القوة لديهم ضمن 24 مهارة، ودائما ما كان ينتهي الأمر بمهارة ضبط النفس في أسفل القائمة؛ بالرغم من أنها عنصر أساسي فيما يعرف بالذكاء العاطفي.


وعندما يتعلق الأمر بضبط النفس، يكون من السهل التركيز على تجاربنا الفاشلة؛ حيث إن نجاحاتنا تميل إلى أن تتضاءل بالمقابل. فالغرض من مهارة ضبط النفس هو المساعدة في تحقيق هدف ما، وإذا لم تتمكن من السيطرة على نفسك فهذا فشل بحد ذاته. فعلى سبيل المثال، إذا كنت قد اتبعت نظاما غذائيا لخسارة بعض الوزن، وحققت تقدما في اليومين الأول والثاني، ثم كافأت نفسك على هذا الإنجاز في اليوم الثالث فتناولت كيسا من رقائق البطاطس، وفي اليوم الرابع تناولت أربعا من الوجبات الدسمة؛ فبهذا العمل يكون فشلك قد تخطى نجاحك.

أستعرض لكم هنا 6 أسرار لضبط النفس، توصلت إليها من خلال بحث جديد أجريته في (جامعة فلوريدا – Florida State University). بعض هذه الأسرار يتسم بالسهولة، والبعض الآخر يقاوم الغرائز؛ إلا أنها جميعا ستساعدك في القضاء على تجارب الفشل الصغيرة، وتضمن تعزيز إرادتك بما يكفي للمضي قدما في الاتجاه الصحيح نحو تحقيق أهدافك.

السر الأول: التأمل
يقوم التأمل بتدريب دماغك على أن يصبح آلة لضبط النفس، كما أنه يحسن من مستوى ذكائك العاطفي. ويشمل بعض الأساليب البسيطة مثل "الوعي التام" الذي يعني قضاء 5 دقائق يوميا على الأقل للتركيز على التنفس والحواس وقدرة الدماغ على مقاومة الغرائز المدمرة دون غيرها من الأمور.

السر الثاني: الأكل
يحرق دماغك الكثير من الغلوكوز الموجود في مخازن جسمك لدى محاولته ضبط النفس. فإذا كان مستوى السكر في دمك منخفضا، فسوف تستسلم على الأرجح لغرائزك. وتعمل الأطعمة السكرية على تثبيت مستويات السكر في الدم بسرعة فائقة إلا أنها تستنزف قواك وتترك ضعيفا بعد فترة وجيزة. وبالتالي فإن تناول الأطعمة التي تحرق السكر ببطء في جسمك؛ مثل أرز الحبوب الكاملة أو اللحوم، ستمنحك مساحة أكبر من ضبط النفس. لذا، إذا كنت تواجه صعوبة في مقاومة الحلويات عندما تشعر بالجوع، حاول أن تأكل شيئا آخر لا سيما إذا كنت بصدد مواجهة مشكلة ما.

السر الثالث: أداء التمارين الرياضية
يساعد أداء التمارين الرياضية حتى وإن كان لفترة قصيرة تمتد لعشر دقائق فقط على إفراز الناقل العصبي (GABA)، الذي يضفي على الدماغ شعورا بالراحة، ويجعلك قادرا على السيطرة على غرائزك. أما إذا كنت تواجه صعوبة في ضبط انفعالاتك والسيطرة على رغبتك في تفريغها بالصراخ في وجه شخص ما، فقف على قدميك وامش لبعض الوقت، وعندما تعد أدراجك، ينبغي أن تكون الأمور تحت السيطرة.

السر الرابع: النوم
عندما تكون مرهقا، تتضاءل نسبة امتصاص خلايا الدماغ للغلوكوز، وكما شرحت سابقا في البند الثاني؛ فإن قدرة دماغك على السيطرة على غرائزك تكاد تكون معدومة دون الغلوكوز. والأسوأ من ذلك أن عدم الحصول على قسط كاف من الراحة، سيزيد حاجتك إلى تناول الوجبات الخفيفة الغنية بالسكر حتى تعوض مستويات الغلوكوز المنخفضة في دمك. ولذلك، إذا كنت تحاول جاهدا ضبط نفسك من خلال الأكل، فإن الحصول على قسط كاف من النوم هو من أفضل ما تستطيع القيام به.

السر الخامس: اكبح جماح رغباتك
تميل الرغبات إلى أن تزيد وتنقص بين الحين والآخر، تماما كموج البحر. فإذا كانت الرغبة التي تحاول السيطرة عليها قوية، فإن انتظار زوالها يكفي للسيطرة عليها. فالقاعدة الأساسية هنا تكمن في الانتظار مدة 10 دقائق قبل الاستسلام للإغراء، وستكتشف بعد مضي هذا الوقت في الغالب أن تلك الرغبة الجامحة قد أصبحت صغيرة يسهل التحكم فيها.

السر السادس: سامح نفسك
غالبا ما يتبع حالات الفشل في ضبط النفس كره واحتقار شديدين للذات، وتؤدي هذه المشاعر عادة إلى ردود أفعال معاكسة شديدة. فعندما ترتكب الأخطاء البسيطة، من الضروري أن تسامح نفسك وتمضي قدما. ولكن، إياك أن تتجاهل الأخطاء التي تشعرك بالسوء، ويكفيك ألا تخوض فيها. وبدلا من ذلك، ركز انتباهك على شيء آخر تود تحسينه في نفسك في المستقبل.

تطبيق هذه الإستراتيجيات على أرض الواقع:
ضع في حسبانك أن تمنح هذه الإستراتيجيات الفرصة لتكون فاعلة، وهذا يعني أن تعترف باللحظات التي كنت تواجه فيها صعوبة في السيطرة على نفسك. وبدلا من أن تستسلم للغرائز، ألق نظرة على هذه الأسرار الستة وامنحها بعض الوقت. فأنت بحاجة إلى الوقت حتى تزيد من مستوى الذكاء العاطفي لديك؛ كما أن اكتساب عادات جديدة بعد جهد كبير يستمر طويلا.