6 أخطاء فادحة يجب أن يتجنبها الأزواج في علاقاتهم

تفيد الدراسات بأنَّ معظم الأزواج يعيشون حالة الانفصال الأولى في عمر الثلاثين، فضلاً عن أنَّ معظم الزيجات لا تستمر لما يزيد عن 8 سنوات، وأنَّ 50% من الزيجات في أمريكا تنتهي بالطلاق.



تعبِّر هذه الدراسات والاستطلاعات عن مدى فشلنا في إدارة علاقاتنا، وعجزنا عن فهم واستيعاب بعضنا؛ فترانا نفرط في التفكير، ولا نعرف سبل تنمية العلاقات الهامة أو تسوية الخلافات دون تدمير العلاقة.

لهذا السبب يستكشف المقال الآتي 6 أخطاء فادحة وفقاً لخبير العلاقات "جون غوتمان" (John Gottman) مؤلف الكتاب المشهور "تقويم العلاقات: دليل مكوَّن من 5 خطوات لتقوية الروابط بين الأزواج، وأفراد العائلة، والأصدقاء" (The Relationship Cure: A 5 Step Guide to Strengthening Your Marriage, Family, and Friendships).

الخطأ الأول: الانشغال بحياتك الخاصة

هذا يعني أنَّك لم تعد تهتم بتلبية احتياجات شريكك العاطفية، وأصبحت تعطي الأولوية لحياتك الخاصة لدرجة تهميش العلاقة أو التوقف عن الاهتمام باحتياجات شريكك العاطفي.

وفقاً لخبير العلاقات "غوتمان" يجب أن تخصص بعض الوقت بين الحين والآخر لتحديد علاقاتك الهامة، والمكاسب المتوقعة من كل علاقة، وتعرف فيما إذا كنت تخوضها بدافع الحب والود، أو للحصول على منفعة معينة، أو لإثبات شخصيتك وفرض غرورك، فتساعدك هذه العادة على إنقاذ علاقاتك قبل فوات الأوان.

الخطأ الثاني: معاملة الخلافات بطريقة عدائية

لا بدَّ من حصول الخلافات والمشكلات بين الأزواج والأصدقاء، ويكمن الفرق بين العلاقات السوية والعقيمة في طريقة معاملة الطرفان مثلَ هذه الخلافات.

يفيد الخبراء بأنَّ الأمر يتعلق بأسلوب اختيار الكلمات؛ أي عند استخدام كلمات حسنة من المرجح أن تُسوَّى الخلافات، أمَّا عند اختيار كلمات عدائية فإنَّ الخلاف سيحتدم بين الطرفين، ووفقاً لـ "غوتمان" ثمة 3 خطوات تضمن تهدئة النفوس عندما تحتدُّ الخلافات، هي:

1. البدء بعبارة ودِّية:

بدلاً من قول: "إنَّنا لا نقوم بنشاطات ممتعة مع بعضنا"، أو "لا أراك بجانبي وقت الحاجة"، يمكنك أن تقول: "أشتاق إلى وجودك بجانبي"، فالحالة الأولى أقرب ما يكون للاتهام؛ ما سيدفع الطرف الآخر إلى اتخاذ موقف دفاعي، أمَّا الثانية فهي إفصاح عن المشاعر، وتؤدي إلى تعاطف الطرف الآخر؛ أي باختصار إذا أردت أن تفصح عن شكوى أو عتب دون أن تهدم أسس العلاقة وتدمرها عندها يستحسن أن تبدأ بالحديث عن نفسك "أنا"، بدلاً من مهاجمة الطرف الآخر "أنت".

2. الإعراب عن مشاعر التقدير:

أي بدل أن تقول: "لمَ لا نكثر من لقاءاتنا؟"، يمكنك أن تقول: "أشكرك على دعوتك، كيف يمكننا تكثيف لقاءاتنا؟".

3. عدم توجيه عدد كبير من الشكاوى دفعة واحدة:

يستحسن أن تطرح مشكلة واحدة وحسب في موقف المواجهة، فعامل القضية مثلما تعامل طفلك عندما يناولك التقرير المدرسي، بدلاً من قول: "أنت لا تساعدني في أعمال المنزل، وتبقى نائماً طوال اليوم، وإضافة إلى هذا كله درجاتك الدراسية سيئة"، يستحسن أن تطرح مسألة درجاته الدراسية المتدنِّية وحسب؛ أي أن تقول: "ينتابني القلق بشأن علاماتك، كيف يُعقَل أن تكون درجاتك متدنية في جميع المواد؟".

شاهد بالفيديو: 6 إشارات تدل على فشل الزواج مبكراً

الخطأ الثالث: استبدال الشكوى بالانتقاد

يكمن الفرق بين الانتقاد والشكوى في أنَّ الشكوى تركز على مشكلة أو سلوك محدد، في حين يكون الانتقاد أكثر شمولية ويركز على إصدار الأحكام وإبراز العيوب الشخصية للطرف الآخر؛ أي إنَّ الشكوى تقتضي مهاجمة سلوك معين، أمَّا الانتقاد فهو هجوم على الشخص بحد ذاته ما سيجعله يستاء منك.

يقول "غوتمان": "لا بأس بالشكوى عند الضرورة، ولكن إياك أن تنتقد"، نأخذ مثالاً على الشكوى: "أخبرتني أنَّك سترسل إلي رسائل البريد الإلكتروني البارحة"، أما الانتقاد: "لماذا لم ترسل لي رسائل البريد الإلكتروني البارحة؟ أنت غير مسؤول"، فيقترح "غوتمان" اتباع الخطوتين الآتيتين عند توجيه شكوى:

1. الإفصاح عما تود قوله دون مهاجمة الطرف الآخر:

حذارِ أن تقول: "ما هي مشكلتك؟ أنت لا تساعدني في رعاية الأطفال ولا تهتم إلا بقضاء الوقت مع أصدقائك"؛ بل يجب أن تقول بدلاً من ذلك: "أحتاج إلى مساعدتك في رعاية الأطفال في أيام العطل؛ لكنَّني لاحظت الأسبوع الفائت أنَّك قضيت معظم الوقت مع أصدقائك".

2. وصف شعورك دون الحديث عن حقائق مطلقة وثابتة:

إياك أن تقول: "ليس من العدل ألَّا يرد المرء على رسائل شريكه"؛ بل قل: "عندما لا تجيب على رسائلي أشعر أنَّك لا تبالي بمشاعري".

الخطأ الرابع: الهيجان والتجريح

يحدث الهيجان عندما يستفزك الطرف الآخر وتعجز عن احتمال المزيد ويزداد حنقك لدرجة قول أو فعل أشياء غبية قد تندم عليها لاحقاً، ويعود سبب هذه الحالة إلى مشاعر الإجهاد والإرهاق العاطفي التي تمنعك من التفكير بطريقة سليمة.

حتى تتغلب على هذه المشكلة يجب أن تتمرن على الاسترخاء والتحكم بمشاعرك؛ لهذا السبب ينصح الكاتب "غوتمان" بأخذ استراحة من المحادثة والقيام بنشاط يهدِّئ النفس ويساعد على الاسترخاء لمدة عشرين دقيقة على الأقل، وهي المدة الزمنية التي يحتاج إليها جسم الإنسان للتعافي من الإجهاد العاطفي، ويمكنك أن تمارس تمرينات التنفس، أو اليوغا، أو تشاهد التلفاز، أو تقصد النادي الرياضي، أو أي نشاط يصرف فكرك عن الخلاف لمدة عشرين دقيقة.

إقرأ أيضاً: هل أنت جاهز لتصغي: مشكلة قلة الإصغاء بين الأزواج

الخطأ الخامس: التركيز على الجوانب السلبية

من الخطأ أن تستمر في علاقة مع شخص يعجز عن رؤية الجوانب الطيبة في شخصيتك، فينشغل مثل هؤلاء الأشخاص في إثبات أنَّك مخطئ طوال الوقت، ويذكر "غوتمان" أنَّ الأصدقاء والأزواج يجب أن يبذلوا جهدهم في تقدير بعضهم في كل فرصة سانحة عوضاً عن الانتقاد، فيزداد الترابط بين طرفي العلاقة القائمة على المديح والتقدير، ويمكنك التغلب على هذه المشكلة من خلال اتباع بعض الاقتراحات الآتية:

  1. سجِّل صوتك عندما ترغب بانتقاد أو مهاجمة صديقك/ شريكك.
  2. صِف مشاعرك وأسباب غضبك من الطرف الآخر.
  3. جِد طريقة لمقابلة هذا النقد بالتقدير.
  4. اكتب شيئاً واحداً تقدره في الطرف الآخر كل يوم لمدة شهر.
إقرأ أيضاً: أنواع الأزواج وكيفية التعامل معهم

الخطأ السادس: تجنُّب طرح المسائل الضرورية في العلاقة

يظنُّ عالم النفس "دان وايل" (Dan Wile) أنَّ معظم العدائية، والتوتر، والشجارات، والمشاحنات بين الأزواج تحدث بسبب المسائل التي يمتنعون عن نقاشها؛ فعندما يتجاهل الأزواج مشكلات العلاقة فإنَّهم يهدرون وقتهم وطاقاتهم، ويفوِّتون فرصة تقويم العلاقة والوصول إلى تسوية؛ لهذا السبب يقترح "غوتمان" في حالة تضارب المبادئ أو وجهات النظر بين الطرفين أن تُناقَش على الفور للوصول إلى تسوية في أحسن الأحوال، أو توثيق الترابط العاطفي بين الطرفين من خلال الحوار الصريح على الأقل في حال لم تتم التسوية.




مقالات مرتبطة