5 نصائح للتخلص من الكسل وجعل كل يوم من حياتك هامَّاً

عادة ما يسيطر عليك شعور الذنب في نهاية اليوم لأنَّك أهدرت الساعات على أشياء تافهة متنقلاً بين مواقع التواصل الاجتماعي وتناول الطعام، في حين كان في إمكانك أن تنجز أكثر وتحقِّق أشياء أكثر أهمية، ولتقليل الإحساس بالذنب تحاول إقناع نفسك أنَّك تحتاج إلى استراحة وفي الأيام المقبلة ستكون أكثر إنتاجاً والتزاماً، ولكن في أعماقك تُدرك أنَّك تحتاج إلى تغيير جذري والتخلُّص من المماطلة التي تقع فريسة لها دائماً.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذٌ عن الكاتب "سامي فيليس" (Samy Felice)، ويروي لنا فيه تجربته مع زيادة الإنتاجية والتخلُّص من التسويف والكسل.

لقد مررتُ بهذه التجربة شخصياً، وأعرف تماماً ما تشعر به، وفي هذا المقال:

سأقدِّم 5 نصائح للخروج من هذه الحلقة المفرغة وزيادة الإنتاجية:

1. قصتي، تجنُّب المماطلة باستبعاد إمكانية الاختيار:

كانت أقل الأيام إنتاجية بالنسبة إليَّ تلك التي امتلكتُ فيها خيار تأجيل الأشياء الهامَّة، فكنت أعمل وَفقاً لمزاجي ورغبتي، على سبيل المثال: إذا كان لدي موعد تسليم عمل ليوم الثلاثاء، كنت أقول لنفسي صباح الإثنين أنَّه ما زال أمامي مُتَّسع من الوقت، وسأبدأ بالعمل لاحقاً.

سرعان ما أدركت عواقب هذا الأسلوب؛ لأنَّ بدء اليوم بطريقة خاطئة سيؤدي إلى نتائج غير مُرضية في نهايته، وكان التغيير الأكبر عندما بدأت أُدرِك أهمية الثمان ساعات الأولى من اليوم ودورها في تحديد مسار الباقي منه.

2. تمنَّيتُ لو أنَّني كنت أُحدِّد الأولويات:

كنت أعمل دون تركيز، فأفعل ما يخطر لي في أثناء العمل، كتفقد البريد الإلكتروني، أو فيسبوك، أو كنت أشتِّت نفسي بالعمل على أكثر من مهمة للتخلُّص من شعور القلق أو الملل، وفي بعض الأحيان كنت أجلس ساعات طويلة للعمل دون أي استراحة، بالمختصر لم يكن عندي توازن، فإمَّا أن أكون مشتتاً، أو مرهقاً ذهنياً.

شاهد بالفيديو: 6 طرق صحية وعملية للتخلص من الكسل

3. الشيء الذي كان ينقصني:

كان ينقصني أداة لتنظيم وكتابة المهام حتى أستطيع التفريق بين الأولويات والأشياء الأقل أهمية وتحديد الوقت المناسب للاستراحة، ومن خلال اتباع مبادئ الإنجاز لـ "ديفيد ألين" (David Allen)، واستخدام تطبيق "تودويست" (Todoist)، لتنظيم المهام المتنوعة، كالروتين، والعمل، والتواصل وما إلى ذلك، فكلما استجدَّ شيء يجب عليَّ فعله كنت أُدرِجه على القائمة، وبذلك لا أنساه أبداً، وهذه الخطوة كانت كفيلة لجعل ذهني صافياً، وأصبحتُ أُقيِّم ما أريد فعله بعقلية أفضل.

قد لا نشعر بالارتياح في البداية بسبب ميلنا الطبيعي لتأجيل الأشياء غير المريحة أو الصعبة على الرَّغم من معرفتنا بدورها الكبير في تحقيق النمو والتطور الشخصي، لكن يفيد تجميع المهام والاطلاع عليها جميعاً في معرفة وتحديد الأكثر أهمية، إضافة إلى التغلب على التسويف والكسل والتركيز على إنجازها.

دوِّن كل ما يخطر ببالك، فأحد أسباب الكسل هو افتقادنا إلى نهج واضح يعزِّز لدينا الشعور بالإنجاز والرضى عن عملنا، وفي هذا المقال وضعتُ برنامجاً متكاملاً لحل هذه المشكلة، وهو:

إقرأ أيضاً: كيف تستخدم مصفوفة تحديد الأولويات عندما تكون كل مهمة أولوية؟

4. ابدأ بالعمل على الشيء الأهم واستخدم مؤقتاً لتحديد الوقت اللازم:

بدأتُ كل صباح أدوِّن 4 أو 5 مهام أُريد إنجازها مع نهاية اليوم، وخصَّصتُ 2-4 ساعات للمهمة الأولى أو لمشروع واحد، وكنت أسأل نفسي: ما هي أصعب مهمة يجب إنجازها لهذا اليوم؟ وبمجرد أن أنتهي منها كنت أشعر بالنجاح وأُكمل بقية مهام اليوم وشعور الحماسة يملَؤُني.

يقول المتحدث التحفيزي "بريان تريسي" (Brian Tracy): "أصعب جزء من المهمة الكبيرة هي البداية، وبمجرد أن تبدأ بالعمل ستشعر تلقائياً بالحماسة للمتابعة"، عادة ما تقلُّ الحماسة للعمل بعد ساعات الصباح الأولى، وأظنُّ أنَّ هذا هو سبب بطء التقدُّم الذي كنت أُحقِّقه سابقاً؛ لذا من الأفضل الابتعاد عن الكسل، وفعل الأشياء الهامَّة منذ الصباح، فذلك سيعطيك شعوراً بالسعادة والرضى.

5. استخدام المؤقت يزيد من الإنتاجية:

التغيير الآخر الذي أجريته هو استخدام المؤقت وتعيين 60 دقيقة بوصفها توقيتاً لانتهاء جلسة العمل على الكمبيوتر، وأخذ استراحة بعدها، فقد كانت هذه الطريقة كفيلة للتقليل من التشتُّت الذهني وتعدُّد المهام، إضافة إلى التحسُّن الكبير في مستوى التركيز.

إقرأ أيضاً: زيادة الإنتاجية: الدليل الكامل لإحداث طفرة في حياتك

خلاصة سريعة، 5 نصائح للتخلص من الكسل نهائياً:

النصيحة 1: اجعل الثمان ساعات الأولى من اليوم بمنزلة حجر الأساس لبقية اليوم، وحاول استثمارها لإنجاز الأشياء الأكثر أهمية.

النصيحة 2: تخلَّص من زحام الأفكار من خلال تدوينها جميعاً على أداة ذكية، كتطبيق "تودويست" (Todoist)، أو دفتر ملاحظات ورقي، لتتمكَّن من تقييم الأشياء بموضوعية.

أيضاً اكتب 4-5 مهام تريد إنجازها يومياً، إمَّا في الصباح، أو في الليلة السابقة قبل النوم، ولكن الأهم هو تحديد الواجب الرئيس لكل يوم.

النصيحة 3: استخدم مؤقتاً واضبطه على مدة لا تزيد عن 60 دقيقة، لئلا تشعر بالملل وتتطلَّع إلى الاستراحة التي خصَّصتها بعد الانتهاء من مهمة طويلة.

النصيحة 4: تجنَّب الكسل؛ وذلك من خلال ممارسة الطقوس الصباحية المفيدة والبدء بعدها مباشرة بأصعب مهمة تريد إنجازها اليوم.

النصيحة 5: استثمر يوم العطلة للتخطيط لأيام الأسبوع وتحديد الأهداف العامَّة الرئيسة لكل يوم، على سبيل المثال: تخصيص يوم الإثنين للبحث، ويوم الثلاثاء للكتابة، وهكذا.

إنَّ اتباع هذه الخطَّة بالتأكيد سيجعل إرادتك أقوى، ويرفع من إنتاجيتك، وقد ذكرت في أحد كتبي أنَّني اتبعت خطَّةً هذه بنودها:

أولاً: أعددتُ قائمةً بأفضل الطقوس الصباحية التي تعطيك شعوراً بالراحة وتهيئك للعمل بحماسة وإنتاجية.

ثانياً: وضعتُ منهجيةً توضِّح كيف تقسِّم اليوم إلى أربعة أجزاء، وبذلك يمكنك اختيار الوقت المناسب للترفيه عن نفسك دون الشعور بالذنب.

ثالثاً: سأوضِّح لك كيف تحتفي وتقدِّر إنجازاتك الصغيرة، وبذلك ستشعر بمزيد من الإبداع والحماسة تجاه العمل.

يمكنكم معرفة تفاصيل أكثر عن هذه المنهجية من خلال قراءة هذا الكتاب.




مقالات مرتبطة