5 نصائح تساعدك على التعامل مع الأوقات الصعبة

ربما سمعت عن أهمية أن تعيش اللحظة مئات بل آلاف المرات، والتي عبَّر عنها خبراء المساعدة الذاتية بطرائق عديدة؛ ولكنَّ الرسالة في جوهرها هي نفسها دائماً.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن المدونة والمحررة المستقلة ميشيل راسل (Michelle Russell)، وتخبرنا فيه عن تجربتها في التعامل مع الأوقات الصعبة.

هو أمرٌ ضروري إذا كنت ترغب في أن تحيا الحياة بتفاصيلها الكاملة الغنية بالأحداث؛ فإذا كنت غارقاً في أفكارك المتعلقة بالماضي أو منغمساً في أفكار المستقبل، فأنت لا تعيش حقاً مراحل تطور حياتك الخاصة.

من السهل جداً الانتباه للحاضر عندما تسير الأمور على ما يرام؛ وجبة لذيذة، أو موسيقى جميلة، أو منظر خلاب، أو قضاء وقت مع أصدقاء جيدين، فلماذا لا تريد أن تكون حاضراً في هذه اللحظة تماماً للاستمتاع بكلِّ هذه الأنواع من الأشياء؟

إن لم تكن لديك تجارب ذروة رائعة - أي عندما تكون الأمور على ما يرام - فإنَّ الحضور في اللحظة الحالية ليس بهذه الصعوبة؛ عليك أن تتذكر ممارسته، وعندما تفعل ذلك ستكون في حالة ممتعة نسبياً، لكن ماذا لو كنت تعيش علاقةً صعبة؟ أو تعاني مرضاً خطيراً؟ أو عالقاً في وظيفة لا تستطيع تحملها؟ أو قلقاً للغاية بشأن صديق أو أحد أفراد الأسرة؟

كيف تعيش وتتعامل مع اللحظة الراهنة حتى في أحلك الظروف والتي لا تفضِّل أن تكون حاضراً فيها على الإطلاق؟

شاهد بالفيديو: 8 خطوات للحفاظ على التحفيز الذاتي حتى في الأوقات الصعبة

إليك فيما يأتي خمس نصائح عن كيفية أن تعيش اللحظة، وإن بدا أولها غير منطقي بعض الشيء:

1. تقبل شعور الضيق:

قد يبدو هذا جنوناً، لكن لا أحد يريد أن يشعر بالضيق، ولسوء الحظ لا أحد يستطيع الهروب منه أيضاً؛ لذلك إذا كنت تستطيع قبول ما يحدث فستكون أكثر تأقلماً وراحة؛ فهذا هو السر، وهو أمر حيوي للغاية أن نفهمه؛ فالقبول لا يعني أنَّك توافق على كلِّ ما يجري؛ بل يعني ببساطة أنَّك تتقبل الأمر الواقع.

الغريب أنَّك ستكتشف إحساساً بالراحة عندما تتوقف عن مواجهة الواقع، فكل ما يحدث هو خير لك، وستحتاج إلى قوتك كاملة للتعامل معه؛ لذا حاول أن لا تفقد طاقتك في معركةٍ خاسرة متمنياً تغيير الواقع الذي لا يمكن تغييره.

لقد يوجد فرق بين الألم والمعاناة، فالألم جزء طبيعي من حالة الإنسان؛ إذ إنَّنا نختبر أشياء تؤذينا من وقت لآخر، ومن ناحيةٍ أخرى تتكون المعاناة من القصص التي نخبرها لأنفسنا عن ألمنا والتي تجعلنا نتمسك بها لمدة أطول وأكثر إحكاماً ممَّا يجب.

اندلاع الغضب الذي تشعر به في داخلك عندما يصرخ زوجك أو شريكك في وجهك هو رد فعل مؤلم، "يا لك من فظ لا مبالٍ، لِمَ لا يمكننا إجراء محادثة عادية دون صراخ؟"، تلك قصة ترويها لنفسك وتزيد من معاناتك فقط؛ فمن الطبيعي أن تشعر بالألم ؛ فالصراخ بسبب الألم؛ لذا انتبه فقط إلى أنَّ الحكاية التي تبنيها حولها لا تزيد الطين بلة وتسبب مزيداً من المعاناة.

مثلاً أن تعثر على علبة سجائر في غرفة ابنك المراهق هي تجربة مؤلمة، وقد ينطوي التعامل مع هذا الموقف على مزيد من الألم؛ ولن يساعدك مجرد الاعتراف بأنَّ ابنك شخص غير مسؤول، وأنَّك فشلت في تربيته على حلِّ هذا الموقف؛ لذا مهما كانت الظروف سيئة واستطعت التعامل بهدوء مع حقيقة حدوثها سيمنحك ذلك طاقة إضافية لحلِّها والتعامل معها.

2. توقف عن "الضغط" على نفسك:

لقد انتهيت للتو من العلاج الكيميائي لعدة أشهر، وهذا ليس أمراً سهلاً على أيِّ شخص؛ ولكنَّه أصابني بالحزن لمدة طويلة.

لم يكن لدي أيَّة طاقة من بين عديد من الآثار الجانبية الأخرى للعملية ولا أيِّ شيء، وفي بعض الأوقات كنت أستلقي ببساطة طيلة اليوم وأحدق في الحائط؛ إذ لم يكن لدي القدرة حتى على التركيز في القراءة أو حتى مشاهدة التلفاز.

كنت وحدي مع نفسي وأفكاري لأسابيع متتالية أسترجع بما لا نهاية له كلَّ الأشياء التي شعرت أنَّني يجب عليَّ القيام بها مع كلِّ ذلك الفائض من الوقت الذي كان تحت تصرفي، وتعلمت في النهاية درساً قاسياً عن التوقف عن محاربة أفكاري؛ لأنَّ جسدي وعقلي ببساطة لم يكونا قادرين على فعل ما أريدهما أن يفعلوه.

يُعدُّ علاجي الكيميائي مثالاً واضحاً، ولكنَّه يوضح أنَّنا كلَّما مررنا بأوقات عصيبة تنخفض طاقتنا كثيراً ولا يمكننا ببساطة التعامل مع الأمور كما اعتدنا أن نتعامل معها.

نحن نعيش في مجتمع يطالبنا دائماً أن نكون أبطالاً خارقين؛ إذ غالباً ما نبذل أقصى طاقتنا عندما نكون سعداء أو بصحة جيدة أو في قمة نشاطنا، ولكن أيَّة مشكلة جديدة تُضاف إلى ما نواجهه ستؤدي إلى انهيار كلِّ تلك الطاقة التي نتمتع بها.

لذلك لا تتعب نفسك بما تعتقد أنَّك "يجب" عليك فعله، واحترم حقيقة أنَّ التعامل مع الحالات الصعبة هو مجرد عمل شاق وإن كان معظم هذا العمل أو كلُّه هو عمل داخلي خاص بك، فمن الجيد أحياناً خلع رداء البطل الخارق، فلن يتفتت العالم إلى أشلاء ولن تنهار أنت أيضاً.

3. اسأل نفسك: ما هو شعورك في هذه اللحظة؟

اللحظة المحددة التي تمر بها ليست بهذا السوء في كثير من الأحيان وإن كان الموقف العام غير مريح.

لذا اسأل نفسك هذه الأسئلة:

  • ما هو المقبول - ليس رائعاً، وربما ليس جيداً، ولكن مقبول فقط - في هذه اللحظة؟
  • هل لديك القدرة على أن تأخذ أنفاساً عميقة وأن تتخذ قراراً واعياً عن كيفية الاستجابة لموقفك؟
  • هل تعلم أنَّ بصرف النظر عمَّا يجري، لديك أناس يحبونك؟
  • ما الذي يجب أن تكون ممتناً له الآن؟

حتى إذا كانت هذه اللحظة بالضبط مروِّعة حقاً، فما يزال بإمكانك فعل شيئين:

أن تفكر في طرائق لتغيير الموقف، وتفهم أنَّ هذه اللحظة ستمر؛ أنا لا أقول إنَّ أياً من هذه الأشياء يسهل القيام به، ولكنهما ممكنان، ومع ذلك توجد احتمالية أنَّ الأمور في الوقت الحالي ليست بالسوء الذي كنت تعتقده.

4. لا تُخف ألمك:

نحن نميل إلى إخفاء مدى سوء الأشياء حتى يرى الآخرون أنَّنا أقوياء وقادرون؛ إذ نريد أن نكون شجعاناً، ونفكر في الشجاعة من ناحية كوننا صارمين، ولكن يوجد نوع مختلف من الشجاعة، تلك التي تأتي من الضعف.

في البداية من الصعب نزع قناع القوة والسماح للآخرين برؤية مدى احتياجنا، ولكن هذا الاحتياج ليس سيئاً مثل الألم، فهو مجرد جزء من الإنسان؛ فنحن جميعاً بحاجة إلى الحب والقبول والمساعدة.

هل يمكنك أن تكون شجاعاً بما يكفي للاعتراف بذلك؟

يتيح لك إظهار الضعف تلقي المشاعر الدافئة من الآخرين ونَيل اهتمامهم؛ لذا خذ نفساً عميقاً وابحث عن الشجاعة لطلب الدعم الذي تحتاجه، وقد تتفاجأ من مدى سرعة استجابة الناس لطلبك.

شاهد بالفيديو: أقوال وحكم تساعدك على تجاوز الأوقات الصعبة

5. ابحث عن طرائق بسيطة لإلهاء نفسك:

نحن نتحدث هنا عن وعي اللحظة الحالية، ولكن هذا لا يعني أنَّ عليك أن تكون ضحية، ليس عليك أن تكون حاضراً دائماً مع كلِّ ما تمر به من صعوبات؛ فعندما تواجه موقفاً صعباً، لا بأس من تحويل انتباهك إلى أشياء أخرى ومنح عقلك استراحة.

عندما كنت أخضع للعلاج الكيميائي على سبيل المثال، أعدت اكتشاف ترتيب ألغاز الصور، لم أستطع العمل عليها لفترة طويلة جداً، ولكن كانت تمنحني نوعاً من الهدوء جعل ذهني بعيداً عمَّا يمر به جسدي، وفي بعض الأيام أنقذت تلك الألغاز عقلي.

ربما سيساعدك كتاب أو فيلم رائع أو نزهة أو تمرين وربما الرسم أو كتابة القصائد ليس في أن تصبح فناناً أو كاتباً عظيماً، ولكن ببساطة لكي تمارس بعض الوقت شكلاً مختلفاً من التعبير عن الذات.

لذا ركز على مصدر تشتيت الانتباه فترة بدلاً من الإحساس بالقلق، وستعود أكثر حيوية وقدرة على التعامل مع الأمور تعاملاً أفضل.

إقرأ أيضاً: أقوال وحكم تساعدك على تجاوز الأوقات الصعبة

كيف تكون حاضراً؟ القوة في المرونة

لا شكَّ أنَّ الحفاظ على حضورك في أوقات الحياة الصعبة أمرٌ صعب، لكن تذكر أنَّك قوي، ليس بمعنى أن تكون صعباً، ولكن أن تكون مرناً، وتتأقلم مع الظروف بينما تبقى واثقاً من نفسك.

عندما تصبح الأمور صعبة، تذكر هذه النصائح:

  1. حافظ على هدوئك في الأوقات الصعبة، واقبل ما يحدث حتى لو كنت لا تحب ذلك.
  2. لا تلم نفسك عما تعتقد أنَّه عليك القيام به.
  3. ابحث عما هو جيد في هذه اللحظة.
  4. اطلب الدعم عندما تحتاجه.
  5. افهم أنَّك لا تحتاج إلى أن تكون ضحية؛ إذ يمكنك البحث عن إلهاء.
إقرأ أيضاً: تطوير استراتيجيات المرونة في التعامل مع الأزمات

في الختام:

في المرة القادمة التي ستضطر فيها للنضال ومواجهة الصعاب أو إذا كنت تمر بمرحلة صعبة؛ سيكون لديك أدوات تساعدك على التعامل معها، وعندما تكون الأوقات التي تمر بها سيئة، لن يكون عيش اللحظة الراهنة أمراً ممتعاً، ولن يكون من السهل مواجهته؛ ولكنَّه ممكن؛ لذا اصمد فأنت أقوى ممَّا تعتقد.




مقالات مرتبطة