5 طرق لتجاوز الخيبات وتحقيق الأحلام

يتعرَّض الجميع في أثناء سعيهم إلى تحقيق أحلامهم لنتائج مخيبة للآمال، وانكسارات نفسية، وفقدان الأمل، ولا بدَّ أن يتذوَّق المرء مرارة الخيبة في إحدى مراحل حياته، وهنا يكون أمام خيارين لا ثالث لهما، إمَّا أن يستسلم للهزيمة ويتخلى عن أهدافه وأحلامه، أو يستفيد من هذه الخيبة في استحداث طرائق وأساليب جديدة للعمل على تحقيق أهدافه، وغالباً ما تنجح هذه الطريقة ويتسنَّى للمرء بلوغ مكانة عالية تفوق طموحاته.



فيما يأتي 5 طرائق فاعلة لمواجهة خيبة الأمل:

1. تدوين الأهداف:

يواجه معظم الأفراد صعوبة في توضيح أهدافهم بدقة، وتبقى رغباتهم الكامنة مبهمة وغير محددة، وغافلين عن أهمية تحديدها وتدوينها، ووضع خطة زمنية للعمل على تحقيقها، ويتجاوز الإنسان الخيبة عندما يدوِّن أهدافه بصيغة واضحة ومحددة، ويُعِدُّ خطة عمل مؤطرة زمنياً، حتى يكون قادراً على العودة إلى المسار الصحيح في حال واجه مشكلة أو أزمة في إحدى مراحل التنفيذ، أو فقد ثقته بنفسه نتيجة تعرضه لتجربة فاشلة.

يقتضي إعداد خطة العمل التفصيلية تخصيص بعض الوقت لتوضيح الفكرة المبهمة التي تعتزم تحقيقها، وتدوينها، ثمَّ وضع خطة تنفيذ، وقد تبدو خطة العمل طويلة وغير عملية، وهذا أمر طبيعي تماماً ولا يدعو إلى القلق، كما يمكن إجراء بعض التعديلات على الأهداف المكتوبة والمحددة خلال مراحل التنفيذ بخلاف الأفكار المجردة المفتقرة للتفاصيل التي تختفي بمجرد التعرض لمشكلة.

عندما يحدد الفرد أهدافاً واضحة؛ فإنَّه سيُعِدُّ النكسات الطارئة مجرد مراحل مؤقتة يجب أن يتجاوزها حتى يحقق هدفه، ويتسنى له بهذه الطريقة أن يركز على الهدف النهائي مهما تعرض لنكسات وخيبات طوال الطريق.

2. التعلم من التجارب الفاشلة:

من الطبيعي أن يرفض الإنسان فكرة التعلم من الفشل عندما يكون في خضم تجربة فاشلة، ويتميز الإنسان الناجح بقدرته على دراسة التجارب الفاشلة واستخلاص الدروس القيِّمة منها، وتدوينها، ودراستها بدقة، وحفظها، واستخدامها لتحقيق النجاح في التجارب المستقبلية، وتزداد خبرة الإنسان مع مرور الوقت عندما يستفيد من الدروس المستخلصة من التجارب الفاشلة؛ وبناءً على ما سبق عليك أن تتعهد بدراسة كل تجربة فاشلة تخوضها، واستخلاصها وتدوين 3 دروس مُستفادة منها.

شاهد بالفيديو: 6 دروس يجب أن تتعلمها من الفشل

3. صحبة أشخاص إيجابيين:

تتفاقم مشاعر الخيبة والإحباط عند رفقة أشخاص محبطين لا يمتلكون الشجاعة الكافية للسعي في سبيل تحقيق أحلامهم، ويستحيل أن يقوم مثل هؤلاء الأشخاص بتحقيق أي إنجاز على أرض الواقع، كما يمعن مثل هؤلاء الأشخاص في أذيتك عندما تفشل، ولا يتوقفون عن تذكيرك بأخطائك وفشلك في كل فرصة سانحة، ويستغلون تجربتك الفاشلة لتثبيط عزيمتك، وإقناعك بالعدول عن قرارك والتخلي عن حلمك تحت ذريعة المنطق.

إنَّ الإنسان الناجح الذي يمتلك سجلاً حافلاً بالإنجازات والنهوض من الفشل لتحقيق نجاح ساحق تلو آخر؛ يبذل كل ما بوسعه لتجنب المحبطين، وصحبة أشخاص داعمين، يداومون على النصح والإرشاد، وتقديم تغذية راجعة عن الجوانب التي تستدعي التحسين، ومساعدته على تجاوز التجارب الفاشلة، وفي حال كنت تعاني وجود المحبطين في حياتك؛ عندئذٍ يجب أن تبحث عن أشخاص داعمين يرفعون معنوياتك ويشجعونك على المضي قدماً.

4. المثابرة:

قد يخطر في بالك للوهلة الأولى أنَّ المثابرة تعني العناد والإصرار على المضي في خطة فاشلة مرة بعد أخرى، وعدم الرغبة أو القدرة على قبول الفشل وتجاوزه والمضي في الحياة، ويختلف مفهوم المثابرة بالنسبة إلى الإنسان الناجح، ويقتضي قبول فشل خطته ورفض تخليه عن حلمه، كما يتميز الإنسان الناجح بقدرته على إعداد استراتيجيات جديدة لتحقيق أهدافه سواء كانت إطلاق مشروع تجاري، أو تأليف كتاب مثلاً.

في حال كنت تسعى إلى بلوغ غاية منذ مدة طويلة، دون أن تحقق أي تقدم أو نتيجة تُذكَر؛ فهذا لا يعني أن تتخلى عن حلمك، ولكن لا بأس بإعادة توجيه جهودك نحو أهداف جديدة.

إقرأ أيضاً: 84 اقتباساً عن المثابرة لمساعدتك على المضي قدماً في الأوقات العصيبة

5. الحفاظ على مستوى ثابت من الحماسة:

لا ريب في أنَّ الحفاظ على مستوى ثابت من الحماسة ليس أمراً هيناً؛ لكنَّك إذا أمعنت النظر في حياة شخص ناجح ستكتشف أنَّه يستطيع الإبقاء على حماسته في جميع مراحل العمل، ولا يسمح له أن يخبو في منتصف الطريق، أو هو ما يطلق عليه المؤلف "سيث غودين" (Seth Godin) "المنخفض" (the Dip)؛ إذ يناقش كتاب "المنخفض" كيف يبدو المشروع الجديد مثيراً وممتعاً في البداية، ثمَّ تقل متعته وتزداد صعوبته حتى يصل إلى نقطة متدنية يُطلَق عليها "مرحلة المنخفض"، وهنا يتبين الإنسان الناجح من الفاشل؛ إذ يتعرض الإنسان الناجح لأزمة انخفاض الحماسة والعزيمة في كل تجربة يخوضها؛ لكنَّه يتغلب عليها ويستأنف عمله نحو الهدف.

يحدث الانخفاض في مستوى الحماسة عادةً بعد تحقيق بعض التقدم والنجاح المبدئي؛ لهذا السبب يشعر المرء بالمرارة وفقدان العزيمة في هذه المرحلة، ومن الطبيعي أن تقل الحماسة عند هذه المرحلة، وهنا يبرز تساؤل هام جداَ: "كيف يحافظ الناجحون على حماستهم؟".

يتقبل الإنسان الناجح هذه المرحلة ويُعِدُّها جزءاً طبيعياً من رحلة تحقيق الهدف، ويدرك أنَّ معظم الأفراد يستسلمون عند هذا الحد، وأنَّ بذل بعض المجهود الإضافي سيمكنه من تحقيق نتائج بارزة، ويتسنى للإنسان أن يحافظ على حماسته عندما يُعِدُّ الإخفاق دليلاً على أنَّه يسير في الطريق الصحيح، وأنَّ هذا الحلم هام جداً بالنسبة إليه.

إقرأ أيضاً: كيف تحافظ على مستويات طاقتك وتزيد من سعادتك؟

في الختام:

لا بدَّ أن تواجه بعض الخيبات في أثناء عملك على تحقيق أحلامك، ويقتضي المنطق السليم أن تتقبَّل هذه الخيبات، وتستفيد منها للنهوض مجدداً وتحقيق النجاح، وعليك أن تجعل من خيباتك دافعاً يزيد من حماستك بدلاً من التخلي عن أحلامك.




مقالات مرتبطة