5 طرق فعالة للإقناع بالتغيير

قد يخاف موظفون كثر عندما يسمعون عن وجود خطط للتغيير في شركاتهم أو مؤسساتهم، لكن تطبيق مفهوم إدارة التغيير في أماكن العمل هو ما يدخل الطمأنينة إلى قلوبهم، بمعنى أن يقوم المدراء أو المشرفين بإدارة عملية الانتقال من الوضع القائم إلى وضع مستهدف لتحقيق غايات محددة. ويتطلب تطبيق هذا الأمر تنسيقا وتعاونا بين الجميع، إلا أن قليلون ينجحون في إحداث التغيير المرجو لأنهم يفتقدون إلى المقوم الأساسي وهو القدرة على الإقناع بعملية التغيير.


قد يؤثر التغيير في المؤسسة بأكملها، كما أن له أوجه عديدة مثل دخول الشركة في عملية اندماج أو استحواذ أو حتى اقتراح فكرة مبتكرة، وكل هذا قد يدخل الريبة والخوف إلى القلوب، إلا أن معظم الناس تجهل بأن التغيير يعتبر من أقوى الوسائل المستخدمة للتطوير، فهو يجعلنا أقوى ويزيد من خبراتنا ويوسع أفق تفكيرنا. إذن، يتطلب الإقناع بالتغيير خطة محكمة وسنذكر 5 عناصر جوهرية ستكون بمثابة أساس لإدارة عملية التغيير بنجاح تام:

1) الوعي الكافي:
عليك أن تكون واعيا بشكل كاف لطبيعة العمل لكي تستطيع أن تقرر ما إذا كان هناك داع للتغيير في المقام الأول، وهذا يتطلب منك أن تتوقع ما ليس متوقعا وأن تتخذ خطوات جريئة لتوفير حلول وبدائل، وأن تخرج من إطار التفكير التقليدي. دعونا نطرح مثالا للتوضيح، كان لدى شركة آبل المعروفة وعي كاف فيما يتعلق بوجوب إحداث تغيير، وبذا لعبت دورا  كبيرا في إزاحة جهاز الاستماع المحمول ((Walkman عن الأضواء وذلك عندما طرحت جهاز آيبود.

2) اختيار التوقيت الصحيح:
يتطلب الإقناع بالتغيير تحري التوقيت الدقيق، بمعنى أن يحدث المرء تغييرا بدون إثارة تشويش أو لغط. عليك أن تعي التوقيت المناسب وأن تفكر في الكيفية لأنك ستواجه مقاومة ورفضا مهما كانت الفكرة المبتكرة التي تحاول ترويجها. فاختيار التوقيت الصحيح هو أهم عامل للإقناع بالتغيير، لأنه سيخلق الزخم المطلوب الذي قد يثير حماسة زملائك أو مديرك أو موظفيك لتقبل فكرتك. كما يجب أن تتحلى بالصبر وإلا ستتعجل وتختار التوقيت السيء، وقد تجد هذا صعبا لأنك ستكون متحمسا لعرض فكرتك الجديدة التي تؤمن بأنها قد تفيد شركتك، لكن اختيار التوقيت الخاطئ قد يشوه الفكرة ويجعلك تخسر كل شيء.

3) التمتع بالكفاءة والدراية:
حالما تعي وجود حاجة إلى التغيير وتختار التوقيت الصحيح، فسيكون مطلوبا منك الآن إظهار كفاءتك ومؤهلاتك إلى أقصى الحدود لتظهر قدرتك على تحقيق الهدف المرجو. لا تروج فكرة بعيدة المنال، بل اجعل التغيير الذي تنشده منطقيا وقابلا للتطبيق وناجحا على المدى الطويل. وإياك أن تحاول إقناع أحد بإحداث تغيير ستكون أنت بنفسك عاجزا عن تحقيقه، فتذكر بأنه سيتم تقييم الكيفية والمقاربة التي اتخذتها، وبذا عليك أن تكون قادرا على إدارة نتائج التغيير الذي تنشده وذلك بالتمتع بالحذاقة، وعليك أن تكون فصيحا بالكلام لتتمكن من إيصال الفكرة للجميع، فأنت لن تستطيع تحقيق فكرة غامضة بالنسبة إلى الناس. كما يمكنك محاولة إظهار كفاءتك بالاستعانة بفريق عمل متنوع وموهوب يسعه مساعدتك على الترويج للتغيير.

4) وجود الرغبة:
ليس من السهل المحافظة على الشغف والمثابرة عند الترويج للتغيير وهذا بالتالي قد ينسف جهودك عند محاولة إدارة عملية التغيير، فإقناع الناس يتطلب وجود رغبة داخلية كبيرة تحثك على بذل المستحيل، وهذا يقتضي أن تهيء نفسك لمواجهة كل ما هو مجهول وتقبل الرفض والمقاومة التي ستواجهها من المشككين الذين يتمنون فشلك. الرغبة ليست مجرد تمتعك بالإرادة والقدرة على التعامل مع أية عوائق قد تواجهك أثناء رحلة الترويج للتغيير، لكن أساسها هو اقتناعك الداخلي بضرورة مواصلة بذل أقصى طاقتك لنشر فكرتك الجديدة وإحداث تغيير فعلي، وهذا يتطلب انخراطك في جميع حيثيات هذه المهمة حتى لو كانت مرهقة. الإقناع بالتغيير صعب ويتطلب رغبة نابعة من الأعماق لينجح المرء في ترجمة فكرة قد تبدو معقدة في أذهان الناس، فالهدف المبدئي هو تمكينهم من رؤية صلاحيتها للتطبيق كي يبدؤوا بتقبلها بل والتشبث بها. فالناس تحترم وتؤيد المرء الذي يعمل بمنطلق رغبة ومبدأ.

5) التحلي بالقوة العقلية اللازمة:
فهي سبيلك إلى تخطي العقبات والرفض الذي قد يبديه المتأثرون من عملية التغيير. إن القوة العقلية ملازمة للرغبة من نواح عديدة، فهما تعززان بعضهما البعض أثناء رحلة الترويج للتغيير. على سبيل المثال، قد تكون لديك الرغبة والإرادة لكنك قد لا تتمتع بالقوة العقلية اللازمة لإتمام المهام المطلوبة. فهذه القوة أساسية لأنك ستواجه محنا ومصاعب على طول الدرب، حيث أنها ستسمح لك بتحليل المسائل العالقة ووضع خطة محكمة تقوي وتحفز رغبتك الأساسية، أي أنها تجعلك متنبها أكثر لكيفية إدراة عواقب عملية التغيير.