5 دروس على القادة أن لاينسوها

قد تكون فترة الأعياد والإجازات هي أنسب وقت لمراجعة حساباتنا المتعلقة بالعمل والعائلة، فهي الفترة الملائمة لنعيد شحذ هممنا وننظر إلى المستقبل بطريقة أكثر ايجابية. كما أن الابتعاد قليلا عن مكان العمل من شأنه أن يجعلنا نعيد التفكير في كيفية النجاح والتعامل مع المنافسين والتأقلم مع ظروف سوق العمل المتغيرة باستمرار. وأهم من هذا كله، أن نستغل مثل هذه الفترة للتأمل في الدروس التي تعلمناها في العام الماضي وأن نشكر أولئك الذين ساندونا ودعموا مشوارنا ووقفوا بجانبنا أثناء مواجهتنا للتحديات المختلفة.


فالتقييم الذاتي لمنجزات كل منا وأهدافه التي تكللت بالنجاح، بالإضافة إلى تذكر الأخطاء التي قمنا بارتكابها، والتعلم من جميع التجارب المتراكمة والتي شكلت شخصياتنا عاما بعد آخر، يسمح لنا برسم خطتنا المستقبلية والبدء في تحديد أهدافنا العملية للعام المقبل. كما أنه يلعب دورا كبيرا في تطوير مهاراتنا القيادية وجعلنا أشخاص أفضل. ولا يجب علينا أن نستهين بما يمكن أن يتغير في أنفسنا وفي رؤيتنا للأمور خلال عام، فمثل هذه الفترة جديرة بإعادة تشكيل مواقفنا وانطباعاتنا عن الكثير من الأمور والكثير من الأشخاص. وبالنسبة إلي، أعتقد أن على القادة في كل المجالات أن يكونوا ممتنين إن تحققت لهم خلال عام 2012 هذه الأمور الخمسة:

1. الفرص:
هناك دائما الكثير من الفرص المتاحة، لكن القلة منا يستطيعون تمييزها، والأقل منهم يمتلكون الجرأة الكافية لاقتناصها في الوقت المناسب. وعلينا إذا أن نشعر بالامتنان للفرص التي تمكنا من رؤيتها واستثمارها. فكر في الفرص الكثيرة التي ضاعت منك في السنوات السابقة فقط لأنك لم تملك الحماسة والخبرة الكافية والجرأة للتقدم والاستفادة منها. ولكي تشعر بما حققته من انجازات على هذا الصعيد، قم بكتابة أفضل 5 فرص قمت باستغلالها في 2012، وحاول أن تدون تباعا الأمور الجيدة التي تحدث معك وتشعرك بالتقدم على مر العام، وقم بملاحظة أي تقدم في خبراتك القيادية أو غيرها من المجالات.

2. النجاح والفشل:
القادة الجيدون وحدهم يكونون ممتنين لأخطائهم كامتنانهم للنجاحات التي حققوها. فالأذكياء منهم يتعلمون من فشلهم كيف يحققون النجاحات القادمة، ويدركون أسباب الفشل الحقيقية، وقلة منهم فقط يتأملون تجاربهم السابقة بعين متفحصة ويحددون الاتجاهات الخاطئة التي قاموا بها. فمعظمهم يستفيقون من عثراتهم للانطلاق من جديد دون تمحيص كاف في الأسباب الحقيقية وراء سقطاتهم. ولكي تصبح قائدا أفضل عليك دراسة جميع مكونات القرارات السابقة والأشخاص الذين عملوا معك، والأساليب التي استخدمتها لتحقيق هدفك وجميع ما يتعلق بقراراتك السابقة قبل البدء في أي مشروع جديد.

3. الموجهون والمعلمون:
لا أعتقد أن قادة العصر الحالي يوفون موجهيهم ومعلميهم قدرهم، رغم أن هؤلاء هم الأشخاص الذين منحونا الكثير من وقتهم ليتشاركوا معنا نجاحاتنا ويدعموا مسيرتنا وتقدمنا. وعلى القادة المتميزين الاعتراف بفضلهم وتقديرهم على جميع الجهود التي بذلوها من أجلهم. فهؤلاء هم الأفراد الذين ساعدوا في إعادة تشكيل مواقفنا من الحياة وإعادة ضبط بوصلتنا المهنية والشخصية لنحقق ما وصلنا إليه من نجاحات وانجازات.كما أن موجهينا ومعلمينا كان لهم الدور الأكبر في الرفع من معنوياتنا حين كنا نشعر بالإحباط ومساعدتنا في بناء علاقات جديدة عززت من أداءنا العملي.

4. فريق العمل:
إن التعاون مع المحيطين بنية جيدة وأهداف واضحة يحقق المعجزات. كن ممتنا لفريقك وللتضحيات التي قام بها كل منهم في سبيل إنجاح العمل الذي تقومون به. فرغم وجود بعض من يسعى دوما للفت الانتباه والاستئثار بالاهتمام إلا أن قلة من الأشخاص يعملون بصمت وإخلاص لانجاز أكبر قدر من العمل الجاد والدؤوب وهؤلاء هم النجوم الحقيقيون وراء أي نجاح. وعليك كقائد للفريق أن تظهر امتنانك لجميع من يعمل معك، وأن تؤكد للجميع أنك تعرف تماما مقدار الجهد الذي بذله كل منهم في سبيل تحقيق الهدف الأسمى وانجاز ما يتطلبه العمل.

5. شركتك:
إن المؤسسة التي تعمل لديها تمنحك المهارات اللازمة لبناء مهاراتك القيادية يوما بعد يوم.كما أن وجود الدعم الكافي من قبل الشركة التي تنتمي إليها من شأنه أن يعزز من نجاحك وتميزك كقائد جيد. فهي تلعب دور الحامي والراعي لنجاحاتك، وتستثمر في قدراتك، وتتحمل المخاطر الكثيرة المترتبة على القرارات التي تتخذها في مكان العمل، وتحترم اختياراتك فيما يتعلق بفريق العمل وغيرها الكثير.

عليك أن تشعر بالامتنان لمقدار الحرية التي تمنحك إياه مؤسستك ومقدار الثقة التي توليها لك لتصبح قائدا أفضل يوما بعد يوم. فهم يساعدونك بدعمهم المتواصل في إيصال صوتك إلى أعلى المستويات وإحداث تغيير حقيقي في مكان العمل.

ولأن كل عام يمر بنا أسرع من الذي سبقه، علينا أن نتوقف لبرهة ونلتقط أنفاسنا ونشعر بالامتنان لكل الأمور الجيدة التي حدثت معنا قبل الانطلاق في عام جديد.