5 خطوات للتخلص من صوت الناقد بداخلك

تخيَّل أنَّك تخطط للقيام بتغيير كبير في حياتك؛ كبدء مشروع تجاريٍّ عبر الإنترنت أو إنقاص وزنك أو أيِّ أمرٍ آخر؛ فتراك في البداية مندفعاً ومتحمساً ولا شيء يمكن أن يوقفك؛ إذ تشعر بأنَّك تتحكم في حياتك أخيراً، وتستقبل التغيير، وفجأة تسمع صوتٌ في رأسِك؛ ذلك الصوت السلبيُّ المخادع الذي يحاول التشكيك والتقليل من شأنِ كلِّ خطة تضعها أو مهمة تريد إنجازها؛ ففي اللحظة التي تكون فيها على وشك بدء أمر جديد يغير حياتك أو يتطلب جهداً كبيراً، يظهرُ هذا الصوت ويخبرك بأنَّك لا تملك المقوِّمات اللازمة لتحقيق النجاح، ويجرِّدك من كل دوافعك التي كانت مشتعلة داخلك، وإذا لم تتغلب عليه فستبقى أسير سلبيته لبقية حياتك، ولن تحظى أبداً بحرية عيش حياتك بأقصى إمكاناتك.



إذاً كيف تتغلب على صوت الناقد المخادع في رأسك الذي يحرمك من نجاحك المحتمل؟

إليك فيما يأتي 5 خطواتٍ عمليَّة يمكنك اتخاذها للتخلص منه:

1. إثباتُ لنفسِكَ أنَّك تستطيع النجاح من خلال إنجاز المهام:

للتخلص من ذلك الصوت الداخلي الذي يستمر في انتقادك وإهانتك عليك أولاً أن تفهم سبب وجوده بالأصل؛ فهو لم يُخلَق دون سبب؛ بل موجودٌ حرصاً على بقائك على قيد الحياة؛ إذ عاش أسلافُنا قبل نشأة الحضارات في عالمٍ عنيفٍ، وكان لكلِّ ما فعلوه عواقب؛ فإذا قرر أحد أعضاء القبيلة القيامَ بشيء خارجٍ عن المألوف كان يمكن أن يودي ذلك بحياته؛ ونتيجة لذلك تكيَّف دماغنا ليذكِّرنا بالامتناع عن فعل أيِّ تغييرٍ جذريٍّ أو اتخاذ إجراء يتطلب المخاطرة.

أمَّا في الوقت الحاضر فلم يَعُد هناك داعٍ لتخشى على حياتك عندما تكون على وشك القيام بتغيير جذري أو خارج عن المألوف؛ إذ عليك أن تُعلِّم عقلك أنَّه لا داعي للخوف من احتمال النجاح؛ وذلك من خلال إنجاز المهام أو الأهداف التي تحددها لنفسك باستمرار.

عند استيقاظك كلَّ يومٍ اكتب من 3 إلى 5 أهداف أو مهام يجب عليك إنجازها قبل حلول موعد نومك، ولا يجب عليك بالطبع تحديد أهداف كبيرة من المستحيل تحقيقها في غضون يوم واحد؛ فمثلاً إذا كنت ترغب في بدء مشروع تجاري عبر الإنترنت، فيمكنك وضع أهداف يومية مثل:

  • اختيار تخصُّصٍ لمدوَّنتك.
  • القراءة عن تقنيات كسب المال.
  • ابتكار 5 موضوعات لمدونتك.

سيكون عليك تحقيق هذه الأهداف كلها مع نهاية اليوم مهما كلف الأمر؛ فإذا لم تفعل ذلك فأنت تعوِّد عقلك بذلك على فكرة أنَّك لا تستطيع النجاح حتى في إنجاز المهام الصغيرة؛ لهذا السبب لا تضع أهدافاً يومية غير قابلة للتحقيق؛ بل عليك أن تتأكد من أنَّك تستطيع تحقيقها بكل تأكيد.

2. ممارسة الانضباط في حياتك:

تتعلق الخطوة هذه بالخطوة آنفة الذكر؛ فبصرف النظر عن الهدف الذي حددته احرص على تحقيقه في الموعد المحدد؛ فلا تقل مثلاً أنَّك ستخسر 10 كيلو غرام في الشهرين المقبلين، ثمَّ تتوقف بعد أسبوعين؛ لأنَّه سيكون لذلك تأثيرٌ نفسيٌّ فيك يجعلُ عقلَكَ يخاف من محاولة إنقاص الوزن، وفي المرة القادمة التي ستخطط فيها لفقدان بعض الوزن، سيظهر صوت الناقد هذا أقوى من أيِّ وقت مضى ليذكِّرك بالوقت الذي فشلت فيه في إنقاص وزنك.

الانضباط هو أهمُّ سمة عليك التحلي بها إذا كنت تريد التحرر من صوت الناقد المزعج؛ فهو يعني أنَّك ستفعل ما يلزم للنجاح في الهدف الذي حددته لنفسك سواء أعجبك طريق الوصول إليه أم لم يعجبك؛ لهذا السبب يخبرك معظم خبراء التنمية الذاتية بتحديد أهداف قابلة للتحقيق؛ لأنَّك إذا حددت أهدافاً كبيرة للغاية ولم يكن لديك حتى الآن قوة الإرادة اللازمة للوصول إلى ذلك الهدف فستعزز من قوة ذلك الصوت؛ لأنَّك تثبت له بذلك بأنَّك فاشلٌ في أمر ما.

الفشل هامٌّ ويعلمُك دروساً حياتية هامَّة، ولكن عليك أن تحرص على النجاح في 80% من أهدافك على الأقل لتتمكَّن من التخلص من صوت الناقد بداخلك.

شاهد بالفيديو: 6 خطوات لإنجاز أيّ شيء تريده

3. الاستلهام من الأشخاص الذين نجحوا في تحقيق هدفك:

قد لا تكون هذه أفضل طريقة للتغلب على صوت الناقد المزعج في رأسك؛ لكنَّها تنجح بالتأكيد؛ فحينما ترى أشخاصاً ينجحون في تحقيق ما وضعته من هدف، فسوف تستفيد من أمرين هامين:

  • سيتولَّدُ لديك الدافعُ للعمل.
  • ستتمكن من تكرار ما حقَّقوه من نجاح.

لنفترض مثلاً أنَّك على وشك بدء مشروع تجاري عبر الإنترنت، ثمَّ تسمع صوت الناقد في رأسك فجأةً ليخبرك بأنَّك لا تمتلك المقومات اللازمة لتحقيق النجاح؛ فإمَّا أن تقاوم ذلك الصوت وتثبت لعقلك أنَّك تستطيع القيام بذلك من خلال النجاح في إنشاء مدونتك الخاصة، أو أن تقرأ عن قصص الآخرين وكيف نجحوا في إنشاء مشروعهم الخاص عبر الإنترنت إذا كنت لا تعرف كيف تحقق ذلك حتى الآن؛ ممَّا سيحفِّزُك ويدفعك إلى تحقيق نجاحك المحتمل.

إقرأ أيضاً: الميزات الإيجابية في شخصيات الأشخاص الأكثر فاعلية

4. انظر إلى التخطيط بوصفه مسؤولاً عن الفشل:

لنفترض أنَّك فشلت في تحقيق هدفك على الرَّغم من اتباع الخطوات الثلاثة المذكورة آنفاً؛ فيمكنك إمَّا الاستسلام للفشل وعدم المحاولة مجدداً (لتثبت بذلك لصوت الناقد في رأسك أنَّه كان محقاً حين أخبرك بأنَّك فاشل)، أو تحدد سبب فشلك، وتتخذ الإجراء المناسب لإصلاح الأمر؛ فمثلاً لنفترض أنَّك خططتَ لخسارة 5 كغ خلال شهر؛ لكنَّك في نهاية ذلك الشهر لم تخسر سوى 2 كغ؛ فهذا تقدم بالتأكيد؛ لكنَّك تُعِدُّه فشلاً؛ لذا عليك أن تحدد سبب فشلك في خسارة 3 كغ إضافية، ثمَّ تضع هدفاً آخر.

إذاً لا تضع اللوم في الإخفاق على نفسك؛ بل على سوء التخطيط وتنفيذ الهدف؛ لأنَّك إذا استمررت في لوم نفسك دائماً على الإخفاق فسوف تعزز قوة صوت الناقد في رأسك؛ لذا بدلاً من أن تقول: "ليست لدي القدرة على تحقيق الهدف"، قُل: "خطتي سيئة وبحاجة إلى إعادة تقييم"؛ ممَّا سيعزز دوافعك بدلاً من ذلك الصوت المهين.

5. تحقيق النجاح:

الأمر ليس بهذه السهولة؛ إذ يتطلب النجاح كثيراً من الجهد والعمل؛ فبدءاً من تحديد هدفك ووصولاً إلى الخروج بخطة مثالية لتحقيق هذا الهدف يتطلب الأمرُ قوةَ الإرادة للنجاح في المهام الكبيرة.

تحتاج عادة إلى أربع خطوات لتحقيق النجاح:

النجاح هو علاج التخلص من صوت الناقد الداخلي؛ فنجاحك في تحقيق أهداف يومية كما في الخطوة الأولى سيؤدي إلى بداية تعاملك مع هذا الصوت، أمَّا الخطوة الثانية فستبعده عنك، في حين ستتعرف في الخطوة الثالثة إلى طريقة التخلص من هذا الصوت، وفي الخطوة الرابعة ستمنعه من الظهور مجدداً في حال أخفقت في أمر ما، وفي النهاية النجاح سيقضي عليه نهائياً.

إقرأ أيضاً: كيف تحقق النجاح في حياتك العملية والشخصية

في الختام:

لا تكن أسير عقلك؛ بل أثبت له أنَّ لديك ما يلزم للنجاح، وستبعد صوت الناقد عن نفسك؛ إذ سيستغرق الأمرُ وقتاً، لكنَّه يستحق العناء، وستحظى بحرية لم تعهدها من قبل.




مقالات مرتبطة