5 خطوات لتوجيه طاقات الموظفين

الكثير من الناس لا يشعرون بالرضا عن وظائفهم، كما يرون بأنهم لا يلقون من التقدير ما يستحقون، وبأن أعمالهم رتيبة ومملة، مما ينعكس على أدائهم سلبا. وهؤلاء ممن خبروا هذه الحال خلال مسيرتهم المهنية، يلقون باللوم في هذا الأمر على الإدارة غير الكفؤة، أو الثقافة المؤسسية الضعيفة، أو زملاء العمل السلبيين والكسالى.

 



في مثل هذا الوضع تخسر الأطراف كلها: المؤسسة والموظفون، لاسيما أولئك الذين تضيع قدراتهم ومواهبهم هباء. لكن لا بد أن هناك طرقا للتعامل مع بيئة العمل الخامدة، وتحويل مؤسستك إلى خلية نشطة تحفل بالموظفين الإيجابيين، وإطلاق العنان لمواهب مرؤوسيك وقدراتهم. أهم هذه الطرق يكون بفتح المجال لموظفيك كي يبدعوا أفكارا عظيمة، ويحسنوا منتجات وخدمات وسياسات المؤسسة؛ فكل الشركات يعتمد نجاحها على شغف موظفيها وحافزيتهم ورؤيتهم وطاقاتهم، لتسهم جميعها بالحصول على نتائج مدهشة.

إليك 5 خطوات لجعل بيئة العمل في مؤسستك نشطة ونابضة بالإبداع والشغف والمشاعر الإيجابية:

1. تواصل مع موظفيك بوضوح: على القائد إيصال أفكاره ببساطة ووضوح للموظفين، وأن يخبرهم بأنه يرحب بالإبداع ويشجع الأفكار الجديدة والخلاقة، وأن بابه مفتوح لاستقبال الاقتراحات التي قد تحسن من منتجات وخدمات المؤسسة. كما أن هناك العديد من الطرق التي تتبعها المؤسسات لتحفيز قدرات موظفيها الإبداعية، كالاستعانة بوسائل التواصل الاجتماعي وإجراء المسابقات ومنح الجوائز التقديرية.

2. زود موظفيك بما يلزمهم لتطبيق أفكارهم على أرض الواقع: لا تدع الأفكار والاقتراحات المتميزة تتراكم لديك دون فائدة، فمن المهم جدا أن تكون لديك آلية واضحة وموارد مخصصة لاختبار وتجربة أفكار موظفيك المبدعين، وإلا سيؤثر هذا على مصداقيتك، ولن تستطيع أن تميز بين الأفكار الجيدة وبين تلك التي لا تصلح للتطبيق. كذلك لا تقلل أبدا من شأن أي فكرة مهما بدت تافهة، بل استمع إليها حتى لو كنت تشعر بأنها غير مجدية.

3. اشرح التحديات التي تواجه المؤسسة بصدق: أعلم موظفيك بالخطوات التي يجب اتخاذها لتحسين وضع المؤسسة، وأوضح لهم أي المجالات تحتاج للتطوير أكثر من غيرها، وما هي التحديات التي تتطلب حلولا عاجلة. وقد يبهرك موظفوك بأفكار عظيمة تحل الكثير من المشكلات، فلا تتردد بطلب المساعدة منهم.

4. قدم لموظفيك فرصا للتعلم وإثراء معارفهم المهنية: كلما انخرط المرء أكثر في عمله، ازدهرت قدراته الإبداعية ونمت. وحين يشارك الموظفون في نشاطات تعليمية تغذي شغفهم لا بد أن نشاطهم في العمل سيزداد أيضا، لذا قدم لموظفيك دورات تدريبية مجانية وأشركهم في فعاليات تعزز من ثقتهم وأدائهم وإنتاجيتهم.

5. كن إيجابيا: لا نقصد الابتسامات المتكلفة و"المجاملات" في العمل، بل ذلك الإحساس العام والدائم بالرضا لدى الموظفين، وشعورهم بالسعادة والفخر إزاء إنجازاتهم وأدائهم، وهي سعادة عن جدارة لا عن تكلف. وحين ترى أنهم يحبون أعمالهم ويتحمسون لبدء يومهم بنشاط، فاعلم أنك أطلقت قدراتهم الإبداعية وحققت رضاهم، وهذا إنجاز رائع.

يكمن دورك- بوصفك رياديا- في أن تطلق العنان للمواهب الدفينة في موظفيك، لتحسين خدمات ومنتجات مؤسستك. كما أنك لن تستطيع أيضا تحقيق هذا الأمر بين ليلة وضحاها، لكن إذا بدأت بأول خطوة الآن، سترى أثرا فوريا في معنويات الموظفين ونشاطهم. وما هو إلا وقت قصير حتى ترى طاقاتهم الإبداعية تتفجر، مما سيحدث تغييرا ملموسا في مؤسستك.